رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
سؤال كبير يبحث عن أجوبة


المشاهدات 1025
تاريخ الإضافة 2018/02/20 - 8:07 PM
آخر تحديث 2024/05/01 - 6:52 AM

[caption id="attachment_129610" align="alignnone" width="300"]احمد الجنديل احمد الجنديل[/caption] الازمات تتلاحق على عموم المنطقة ، وكل أزمة حاملة معها أزمات جديدة ، والأنفاق تتداخل فيما بينها لتضعنا أمام نفق كبير يضعنا بدوره أمام عالم من الترقب والخوف من الآتي نتيجة سرعة العواصف السياسية والاقتصادية التي تجتاح المنطقة برمتها وتزيد الأمور تعقيدا واشتباكا . ما عاد هناك ميزان نعتمد عليه في التحليل ، وما عادت بوصلة يمكن الاعتماد عليها في قراءة موضوعية لما يحدث غدا ، فالأطراف المتصارعة تمتلك القوة والدهاء وحسن التخطيط ، وكل طرف لديه من الخبرة والمعرفة في أسرار المنطقة أكثر بكثير من سكان المنطقة أنفسهم ، وكل طرف من أطراف اللعبة الطامعين بخيرات هذه المنطقة الموبوءة بالحروب والتجاذبات يعتقد انه المالك لفرصة النجاح في الاستحواذ على خيراتها ، وانه من يمتلك الحق في قيادتها . ما يزيد الأمر سوءا ان أهل المنطقة التي أطلقوا عليها مرة ( الشرق الاوسط ) وأخرى ( العالم الثالث ) أو المنطقة العربية الاسلامية يتقاتلون فيما بينهم ، ويصدقون ما يقال عنهم ، وينفذون بالنيابة مشاريع أعدائهم . ويبقى السؤال الخطير منتصبا يبحث عن جوابه : ماذا لو استيقظت شعوب المنطقة وامتلكت زمام أمرها ، وأتقنت فنون اللعبة السياسية والاقتصادية ، وبرمجت بوصلتها بالاتجاه الصحيح ، وفوتت الفرصة على أعدائها ، واستطاعت بناء دولة قائمة على العدل والانصاف واحترام والقانون ؟ وماذا سيكون مستقبلها وهي تنعم بكل هذه الخيرات وتحتل هذا الموقع الاستراتيجي المهم في خارطة الكون ؟ وما هو حجم الخسارة التي تصاب بها الدول العظمى التي نهبت الخيرات وعاثت في الارض فسادا طيلة القرون المنصرمة ؟ سؤال كبير يجر وراءه أسئلة عديدة وكلها تبحث عن أجوبة ، كم من الاموال صرفت من جيوب الفقراء والمساكين لكي تستمر الحروب ويستمر معها نزيف الدم في هذا المكان من العالم ؟ وكم من الارواح أزهقت من أجل ارضاء هذا الطرف أو ذاك من أعداء الجميع ؟ وكم من الذل والخزي والتوسل قام به هذا الطرف أو ذاك من أجل بقاء الحاكم على عرشه ؟ ويبقى السؤال في حاضنة الانجاب ، وندخل معه الى عالم الرياضيات ، لنقف على حقيقة الارقام المخيفة للمبالغ التي انفقتها حكومات التبعية ، عندها سندرك حجم الكارثة التي تعيشها المنطقة برمتها ، فلو أنفق القليل من هذه الارقام لأصبحت الدنيا بخير ، والحياة سعيدة ، والحكام في أمان لأنهم خدموا شعوبهم بما يرضي الله والتاريخ والشعوب . البحث عن أجوبة سيضعنا على العتبة الاولى للسلم الذي يقودنا الى النجاح ، وسوف يدرك بعدها الجميع حالة الضياع والتخبط التي عاشتها المنطقة طيلة الفترة السابقة . سؤال كبير يبحث عن أجوبة ، فهل تستيقظ هذه الأمة بعد كل المحن التي مرت عليها ، أم تبقى نائمة لتحصد المزيد من المصائب والويلات . الى اللقاء .

تابعنا على
تصميم وتطوير