رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
فنتازيا صاخبة عن عالم كبير


المشاهدات 1023
تاريخ الإضافة 2018/02/18 - 8:35 PM
آخر تحديث 2024/05/01 - 7:26 AM

[caption id="attachment_129610" align="alignnone" width="300"]احمد الجنديل احمد الجنديل[/caption] أبوابي المؤصدة تبحث عن مفاتيحها ، وفي غرفي السرّية التي يحكمها الاختناق ثمة أجواء مغسولة بالدخان تتصيد المنافذ للخروج من شقوقها ، وعلى امتداد الأفق المغمور بالعتمة تظهر نجمة يتيمة سرعان ما يلتهمها الظلام ، وعلى الأرض المزروعة بالجدب لا ترى غير قطعان الثعالب وهي تتظاهر بالهيبة والوقار ، وأنت تدرك جيدا ، انّ الثعالب مهما امتلأت لا تصبح أسودا ، فالأسد غير ابن آوى حتى لو مسّه الضر وأكلت أطرافه عوادي الزمن . في تلك اللحظات التي تسودها الفوضى ، وتشتبك بين أروقتها عبثية الزمن الطافح بالخزي مع ضبابية المكان المسحوق تحت أظافر اللاوعي ، يكون البحث عن المضمون نوعا من أنواع الجنون ، وضربا من ضروب الهذيان . وعندما يلتحم صدق العناوين بزيفها في مهرجان التهريج ، تكون بؤرة الكشف أبعد من الثريّا ، وتكون محاولة الإمساك بها نوعا من العبث . وبين دهاليز الليل الوعرة ، حيث اصطكاك الظلام بالظلام والتحام الهزيمة بالأخرى يدخل البحث عن الشمس في عالم الضحك على الذات والالتفاف على الحقيقة ، وأنت تدرك أنّ الخنازير لا تمنح الحياة تألقا ، والثعالب مهما كبرت لا تصبح أسودا هذا الزمن المغشوش الذي ولد في رحم هذا الكون الواسع ، أكثر ما يقال عنه ، انه زمن زنيم ، وهذا المكان الذي يتمدد على جغرافية الأرض أفضل ما يوصف ، أنه مكان نغل ، وبين هذا وذاك تموت العصافير على أغصانها ، وتنتحر الأشواق في الصدور ، ويصلب الغناء على أوتار الحناجر . ولا شيء غير الأفاعي التي ترضع الحياة بالسموم ، والثعالب مهما سمنت لا تصبح أسودا . في زمن الإغلاق والقحط ، يكون الشيطان حاذقا في توسيع مملكته ، وتجنيد أتباعه من الرؤوس المتخفية بطاقيات المثل العليا والأخلاق الحميدة ، وعلى قرع طبوله تغرق الدنيا ببحر الدجل والزيف والرياء ، وعلى نعيق تراتيله ، ينتظم الجمع الموتور لينشد أناشيد الوطنية المزيفّة ، والولاء الكاذب للدين والوطن ، والادعاء المغشوش للشرف والعفّة والفضيلة ، وأنت تدرك جيدا أنّ جلود الفئران الوسخة لا تصدّر العطور ، والثعالب مهما اعتلت لا تصبح أسودا . أبوابي الموصدة فقدت مفاتيحها المهذبة الرقيقة التي كانت تفتحها بيسر لم تعد قادرة على الفتح ، وأبوابي تصرخ في عتمة الليل عن فأس يحطم أقفالها ، ويجعلها مشرعة للريح والشمس قبل أن يأكلها التسوس ، ويحيلها الصدأ إلى رماد ، وفأسي تحت أبطي ، ولابدّ من الطرق على الأبواب ، لعلّ أحدا يسمع أو يقرأ أو يدرك أنّ دعاة الزيف بقيم الحياة لا يعرفون الفضيلة ، والثعالب مهما احتقنت بالباطل لا تصبح أسودا . الى اللقاء .

تابعنا على
تصميم وتطوير