رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
المشعشعون يهددون بغداد سنة ١٤٥٤ م


المشاهدات 1034
تاريخ الإضافة 2018/02/17 - 6:18 PM
آخر تحديث 2024/05/01 - 9:54 AM

[caption id="attachment_28173" align="alignnone" width="190"]طارق حرب طارق حرب[/caption] في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن المشعشعين وتقدمتهم زمن حكم القره قوينلو اصحاب الخروف الاسود او الشياه السود او الرايات المرسوم فيها الخروف الاسود والتي عاصمتها تبريز وهي من القبائل التركمانية التي حكمت بغداد لمدة ٥٨ سنة من سنة ١٤١١ الى ١٤٦٩ حيث اسس هذه الدولة محمد بن قره يوسف وحصل تعرض المشعشعين على بغداد زمن اخيه جهان شاه ودولة الخروف الاسود هي الدولة الرابعة التي تحكم بغداد منذ تأسيسها زمن الخليفة العباسي الثاني ابو جعفر المنصور عام ١٤٥ هج سنة ٧٦٢ م ثم الدولة الايلخانية المغولية دولة هولاكو عام٦٥٦ هج سنة ١٢٥٨ م حتى عام ٧٣٨ هج ١٣٣٨ م ثم الدولة الجلائرية حتى عام ٨١٤ هج ١٤١١ م ثم دولة اصحاب الخروف الاسود القرة قوينلو حتى عام ٨١٤هج سنةّ١٤٦٩ حيث حصل تعرض المشعشعون على بغداد زمن ولاية الحاكم الرابع جهان شاه٠ اما المشعشعون فقد ازداد نفوذهم زمن هذه الدولة شأنهم شأن العشائر الاخرى في جنوب بغداد مثل خفاجة وعبادة وبني أسد الذين مدوا نفوذهم لحد البحرين ويعتبر محمد بن فلاح المشعشع مؤسسا لحركة النسعشعين التي ازدادت قوة زمن ولده علي الذي سخر سلطته في اواخر حياة والده على مهاجمة دولة الخروف الاسود في النجف وكربلاء وواسط والحلة والبصرة وكردستان ووصل الى نهر ديالى جنوب بغداد لكنه لم يدخل بغداد وكان المشعشعون من اهل واسط اولا ثم انتقلوا الى مدينة الحلة خاصة وقد اطلق لقب المشعشع على محمد بن فلاح والشعشعة هي المزج والتفريق فيما يخص الضوء والشعاع التفريق والتطاير ومنه الشعاع اي ضوء الشمس وتطلق كلمة الشعاع على الطويل الحسن الخفيف٠ وبسبب الحروب خرج القائد العسكري لدولة الخروف الاسود من بغداد مع جيشه فأتاح ذلك للمشعشعين من مهاجمة بغداد بعد ان احتلوا البصرة وقتلوا حاكمها يحيى الاعمى ووضعوا ايديهم على منطقة الاهوار في السنوات السابقة لتوجه جيشهم لبغداد سنة ١٤٥٦ وكذلك استولوا على شاطئ الفرات حتى الحلة واستولى قائدهم علي بن محمد على الاموال في تلك الاماكن لكن المشعشعون لم يستطيعوا الحصول على تأييد البغداديين في صراعهم مع الخروف الاسود بسبب سياستهم التخريبية وسوء معاملتهم للسكان الامر الذي ادى بالكثير من العشائر الى عدم التعاون مع المشعشعين في اقسام العراق الاخرى لا بل تعاونت بعض العشائر مع الخروف الاسود ضدهم فقد هاجم المشعشعون موكب الحجاج الذاهب الى مكة المكرمة حيث لاذ ما بقي من الحجاح حياً بالنحف ووضعوا ايديهم على الاموال في النحف كما يقول ذلك الدكتور نوري عبد الحميد العاني في كتابه العراق في القرن الخامس عشر الميلادي وهاجموا الحلة واستولوا عليها ومات عدد من سكان هذه المدينة عندما هربوا منها باتجاه بغداد بسبب التعب والجوع والعطش وقاموا باحراق الحلة بعد بقائهم فيها ثمانية عشر يوما وحيث جاءت جيوش الخروف الاسود الى هذه المناطق فقد نقل المشعشعون عملياتهم الى الجانب الشرقي من بغداد فهاجموا بعقوبة واخذوا الاموال واحرقوا المزروعات ووصلوا الى مدينة سلمان باك والى نهر ديالى الذي كان يشكل الحدود الجنوبية الشرقية لبغداد حيث لم يعبروا النهر ولم يدخلوا بغداد واتجهوا شمالا حيث استولوا على مناطق كثيرة من الجبال ووصلوا مشارف تبريز حيث دارت معركة عنيفة بين المشعشعين بقيادة علي المشعشع والقائد لجيش الخروف الاسود بقيادة بير بوداق كان النصر فيها اول الامر للمشعشعين ولكن وصول نجدات لجيش بير بوداق ترتب عليه انكسارهم وقتل قائدهم علي المشعشع حيث ارسل رأسه الى تبريز عاصمة الخروف الاسود فيما حشيت جثته تبناً وارسلت الى بغداد سنة ١٤٥٦ م .

تابعنا على
تصميم وتطوير