محكمة جزاء بغداد تغرم الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء سنة ١٩١١
المشاهدات 1189
تاريخ الإضافة 2018/02/10 - 8:14 PM
آخر تحديث 2025/01/02 - 2:02 PM
[caption id="attachment_28173" align="alignnone" width="190"]
طارق حرب[/caption]
في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء الشخصية التي وصفها الدليل الرسمي للعراق لسنة ١٩٣٦ بأنه درس العلوم حتى اصبح حجة الاسلام فيها وانتهت اليه القيادة في الفتوى والاجتهاد اما سبب احالته الى محكمة جزاء بغداد فتتعلق بتأليفه اول كتاب لاول عراقي يتضمن يتضمن الرد على النظرية الدارونية اي نظرية دارون في النشوء والارتقاء وصدر الكتاب عن مطبعة دار السلام ببغداد سنة ١٩١٠ وقد حفزه على ذلك مجموعة مقالات لشبلي شميل في اصل الانواع ومذهب دارون وان جد الانسان هو القرد حيث قال الشيخ في رده ان الكاتب يريد ان يختلس منك دينك ويهدم يقينك ويغالطك في وجدانك فأحذر منه وهو في ذلك مع جمال الدين الافغاني الذي قال ان زعم دارون هذا يمكن ان يجعل من البرغوث فيلا بمرور الزمن وان ينقلب الفيل برغوثاً بمرور القرون وقد ورد رأي الشيخ كاشف الغطاء في رفض نظرية دارون في كتابه الدعوة الاسلامية الى مذهب الامامية الذي تحول اسمه لاحقا الدين والاسلام ام الدعوة الاسلامية حيث تضمنا الرد على عُبّاد الطبيعة والدارونية ويذكر الشيخ ان كتابه هذا كان محل استياء ويبدو ذلك بسبب عنوانه وليس بسبب الاراء الواردة فيه وكان في مقدمة المعترضين مفتي بغداد محمد سعيد الزهاوي ووصل الخبر الى والي بغداد ناظم باشا للسنتين ١٩١٠ و١٩١١ صاحب الاصلاحات الكثيرة ووقار وعدل ولمكانة الشيخ وموضعه فلم يتخذ اي اجراء ورفع الامر الى شيخ الاسلام في عاصمة الدولة العثمانية والذي كان منصبه الحكومي مماثلا لمنصب الصدر الاعظم رئيس الوزراء لتدقيق الكتاب من الوجهة الدينية اسماً ومحتوى فأوعز شيخ الاسلام الى بغداد ومحكمة الجزاء فيها بمحاكمة الشيخ مع اشتراط عدم سجنه لانه من علماء المسلمين المشهورين فحكمت عليه المحكمة بالغرامة عشرين ليرة لذلك تمت اعادة طبع الكتاب في السنة التالية بحذف مفردة الامامية من عنوانه والعجيب ان مفتي بغداد هو والد الشيخ امجد الزهاوي اللذان كانا يعارضان نظرية النشوء والارتقاء في حين ان شقيق مفتي بغداد هو الشاعر جميل صدقي الزهاوي الذي كان من اكبر المبشرين بهذه النظرية
وقد جاء بعد رد الشيخ كاشف الغطاء على نظرية دارون رد الشيخ محمد رضا الاصفهاني في كتابه نقد فلسفة دارون الصادر من مطبعة ولاية بغداد سنة ١٩١٢ وبعد ذلك صدر كتاب للشيخ محمد جواد البلاغي سنة ١٩٢٨ والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء عالم ومصلح اجتماعي وكاتب وشاعر وفقيه ومرجع ينحدر من اسرة انجبت اكثر من مائة مجتهد فقيه اشتهروا بجدهم خضر بن يحيى بن مطر بن سيف الدين المالكي ولقب كاشف الغطاء نسبة الى كتاب الفه الشيخ جعفر بن الشيخ خضر بعنوان كشف الغطاء عن مهمات الشريعة الغراء وكان الشيخ كثير الانشطة الثقافية والدينية ذكره دليل المملكة لسنة ١٩٣٦ باعتباره من اعلام العراق وكان رئيسا لجمعية المؤتمر الاسلامي العام سنة ١٩٣١ في بغداد التي كانت تنادي بالتعاون بين المسلمين على اختلاف مذاهبم له مؤلفات عديدة منها الدين والاسلام والمراجعات الريحانية والايات البينات وأصل الشيعة وتحرير المجلة والمثل العليا في الاسلام وغيرها وكتب شعرا فلسفياً قبل ان خلص للاجتهاد توفي سنة ١٩٥٤ وكانت ولادته سنةً ١٨٧٨ .