رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
استراتيجية امريكا العسكرية الجديدة: ما دور العرب فيها؟


المشاهدات 1131
تاريخ الإضافة 2018/02/07 - 5:36 PM
آخر تحديث 2024/07/24 - 12:45 AM

[caption id="attachment_150511" align="alignnone" width="300"] احمد قطامين احمد قطامين[/caption] ترتكز استراتيجية ترامب العسكرية الجديدة غلى افتراض ان هنالك خصم يتنامي في الشرق اذا اكتمل سيحدث خللا كبيرا بالمعادلة الاستراتيجية القائمة حاليا في العالم حيث ادارة الرئيس ترامب لا زالت مقتنعة ان امريكا لا زالت القطب الاوحد في العالم وان تحالفا جديدا مكونا من روسيا والصين وايران وربما تركيا وباكستان لاحقا قد يشكل تهديدا مصيريا لفكرة تفردها بالقطبية الواحدة. ومع وجود ادارة ترامب التي تصنف فكريا في اقصى اليمين الامريكي وقد اصبحت تمتلك القوة الامريكية الناعمة الهائلة التي تتصف بكونها قوة ناعمة تمتلك قابلية كبيرة على التحول الى قوة خشنة للغاية عند الحاجة وهذا يتيح لترامب حالة يكون بمقدوره ان يستغلها لضرب اي مكان في العالم ولاي سبب. ان من الامور الثابتة والمستقرة في المعادلة الاستراتيجية الامريكية الحالية ان الاوضاع الداخلية في امريكا لا تسمح بنشر قوات عسكرية قتالية في اي مكان في الشرق الاوسط بعد التجارب المريرة في افغانستان والعراق وقبلها في الصومال لذلك تقلص الدور الامريكي في اية حرب قادمة على التزويد بالسلاح والتدريب والتخطيط وتوفير المعلومات الاستخبارية والدعم السياسي والاعلامي دون الدعم العسكري المباشر. طبعا ستترك لما تسميهم حلفاؤها في مناطق الحرب لاستكمال المتطلبات البشرية لاي معركة قادمة. امريكا لا تهتم كثيرا ببقاء حلفائها او سلامتهم او امن شعوبهم، ما يعنيها تحديدا بقاء دولة اسرائيل وتصفية اية قوة محتملة قد تسبب تهديدا لبقاء تلك الدولة التي تشكل على مر العقود منذ اغتصاب فلسطين واقامة دولة اسرائيل محلها مخفرا امنيا متقدما لحماية مصالحها الاستراتيجية الكبرى في المنطقة وعلى رأسها طبعا النفط. وحيث ان الهاجس الاكبر لامريكا الان هو كيفية التعامل مع الخطر الذي تلوح معالمه في الافق والمتمثل في الحلف المحتمل والذي اخذ بالتشكل ببطء ولكن باستمرارية عالية بين روسيا والصين وايران والذي عندما يتشكل سيجذب اليه بحكم الجغرافيا والمصالح كل من تركيا وباكستان التي دخلت حديثا في صراع سياسي وصل الى حد كسر العظام – كما يقولون- مع ادارة ترامب. من زاوية الرؤيا الامريكية، واذا ارادت اشغال التحالف الجديد بحروب استنزاف ترافقه منذ البدء وتقود الى اضعافه فأن ايران ستكون الوجهة القادمة لحروب امريكا بالوكالة في المنطقة خاصة ان حربها على سوريا ولبنان قد وصلت الى طريق مسدود تماما. وحيث ان المنطقة مليئة بعناصر التفجير المذهبي والطائفي وغياب الشعوب غيابا شبه تام عن تحديد مصيرها، فسيكون من المحتمل بنسبة عالية جدا ان تحدث الحرب مع ايران بدعم معنوي امريكي اسرائيلي وبجنود عرب… وعندما تحدث ستدخل المنطقة في حلقة جديدة من التدمير والتخريب واضاعة فرص التعليم والتنمية وسينتج عنها حالة من الانحطاط الثقافي والعلمي والانساني وسيستمر – بتخطيط امريكي ايضا – لفترة زمنية طويلة تدمر فيها المدن وتلوث البيئة ويتوقف التعليم وتسود عصور من الظلمة الحالكة.. وفي المنطقة تبقى اسرائيل فقط في النور وتحت اضواء الحضارة والتقدم. فهل هناك من عاقل في منطقتنا لتدارك الامور قبل فوات الاوان ؟

تابعنا على
تصميم وتطوير