رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
السفن المعطوبة والبحر الهائج


المشاهدات 1200
تاريخ الإضافة 2018/02/05 - 6:28 PM
آخر تحديث 2025/01/03 - 12:06 AM

[caption id="attachment_129610" align="alignnone" width="300"]احمد الجنديل احمد الجنديل[/caption] مقياس الافعال صدقها ، وبوصلة الأقوال نزاهتها ، وعندما تتضارب الافعال ، وتتقاطع الاقوال ، ويسود اللون الرمادي وجه الحياة ، تغادر كل البوصلات ، وتهرب النزاهة الى كهوف الظلام. في الوطن العربي الكبير الممتد من البحر الى البحر ثمة أفعال لا يمكن تصديقها اذا ما وضعت وفق المقاييس المعروفة ، بعضها متطرف لحد اللعنة ، وبعضها سائب لحد القرف ، وعلى امتداد جغرافية الارض المتخمة بالثروات هناك أقوال تثير السخرية قبل التأمل قائمة على سذاجة مفرطة . في البلدان التي تعلمت فن الصمت ومسؤولية الخطاب اذا ما أريقت قطرة دم يهرع المسؤولون ويركض الجميع الى موقع الحدث ، وينتهي الأمر بالعقوبة على المسبب ، وتقديم الاعتذار ، وتوضيح ملابسات ما حدث ، وتقديم التعازي لذوي الضحايا اذا كان الحدث كبيرا ، وفي بلدان الشرق حيث الألسن مفتوحة على مصراعيْها يموت المواطن دون ان يلتفت اليه أحد ، وتنتهك الكرامة وسط صمت مطبق ، وتفعل المفخخات فعلتها القبيحة ولم نسمع صرخة تحتج أو فعل يمارس ، ومع استمرار الاحداث تفقد الحياة لونها المشرق ويصاب الجميع بالإحباط والهزيمة . ما يميزنا عن الآخرين وعلى مساحة الجغرافيا الكبيرة هو الرؤية الغائمة لما يدور حولنا ، وفقدان مركز الرؤى التي تنسجم والمنطق السليم فيما يخص الاوطان أو الشعوب . وما نختلف فيه أكثر من نقاط الالتقاء رغم وضوح الامور ، ورغم ان المقاييس تتمتع بمصداقيتها ، فلقد أثبتت الاحداث ان الولاء للشعب يفوق كل ولاء ، وان تبني المشروع الوطني فوق كل اعتبار ، وان التطور لا يتم الا بالعمل الجاد المخلص والقول الصريح النزيه . ما حصل بعد الربيع العربي الذي اجتاح الكثير من البلدان هو القطيعة بين القول والعمل ، والطلاق بين موجات الصراخ العالي وبين الفعل الهابط ، وهو أمر خطير كانت نتائجه الكثير من الدماء والارواح ، وكانت تداعياته فقدان الامن والامان والاستقرار ، وقد أفرز العديد من الحجج الواهية التي تجعل ما يحدث معلقا على حبال الغير ، وان كل الدماء التي غسلت أرض الاوطان كانت من نتاج مؤامرة وتخطيط مشبوه وفعل شرير ، رغم ان الجميع يدرك بأن التبرير لغة العاجز ، وان المهارة العالية في ادارة الامور تقتضي القفز فوق كل الصعوبات التي تعترض مسيرة الشعوب . هل تستطيع التجارب التي مرت علينا من استيعاب الدروس التي تعلمنا متى نفعل ومتى نطلق تصريحاتنا ؟ وهل تمر على المنطقة حالة من الهدوء تستطيع ان تقيم حالة من الانسجام في القول والعمل وتلغي حالات الانفصام بينهما والتي ادت الى المزيد من الخراب والدمار ؟ هذا ما نتمناه جميعا وما نبشر به . الى اللقاء .

تابعنا على
تصميم وتطوير