المهنية وريموت السلطة الرابعة
المشاهدات 1247
تاريخ الإضافة 2018/02/05 - 6:01 PM
آخر تحديث 2025/01/03 - 4:54 AM
[caption id="attachment_128210" align="alignnone" width="300"]
د. موفق عبد الوهاب[/caption]
يوم بعد أخر يتضح للجميع وتزداد قناعتنا بالتغيير الكبير في واقع الإعلام بشكل عام والرياضي بشكل خاص، إذ تحولت السلطة الرابعة إلى كاميرات وكلمات هواة الإعلام الجديد بفعل تفريط الإعلام المهني الملتزم بهذه السلطة في الوقت الذي يجب أن تكون بيده، وابتعد كثير من الصحفيين المميزين عن هذه المهنة بفعل ضعف حافزها المادي من ناحية وتعامل جزء كبير من العاملين فيها الآن على أساس كونها وسيلة للعيش فقط، ونحن لا نلومهم في ظل الظروف التي نعيشها والواقع المفروض علينا جميعاً كونه لا يصلُح لتقديم إعلام مميز، فهامش الحرية أعطى الضوء الأخضر لكثير من هواة الإعلام الجديد بانتهاج أسلوب جديد لم نعد نفرق فيه بين المهني واللامهني، الوطني واللاوطني، بين المُدافع عن المهنة وزملائه وبين المُحرض والمغرد خارج سربها.
عمليات الخلط الكبيرة من هذا النوع في الإعلام الرياضي باتت واردة وطبيعية، فالمشجعون أصبحت لهم اليد الطولى في إدارة مسؤولياتها كونها تتم في مدرجات الأندية وبعض المسؤولين أصبحوا لا حول لهم ولا قوة لذا نجد أن الأحكام الانتقائية تظهر ضد هذا الصحفي أو ذاك حينما يؤدي عمله بناءً على ميوله، وفي الغالب أصبح بعضهم يصطف مع المشجعين ويقف معهم دون أن يتخذ موقفاً مناصراً للمهنة، كما أصبح وارداً لدى بعضهم من هواة الإعلام الجديد تشويه عمل زميل لهم أو فبركة أخبار عنه انتصاراً لميوله الناديوية ، أو تنكيلاً بمالك أو رئيس مجلس إدارة هذه المؤسسة أو تلك دون أية اعتبارات مهنية، وهنا لا بد أن نوضح أننا لا نقف ضد حرية الرأي إنما نقف ضد التعصب والمتعصبين الذين يضعون الإساءة عنواناً لأحاديثهم وكتاباتهم، ومصلحة أنديتهم تسبق مصلحة الوطن، وعلينا مواجهة ظاهرة الانفلات غير المحسوب التي طغت أخيراً على بعض البرامج الرياضية التي تعرضها الفضائيات كونها ستؤدي إلى صراعات يدفعها الوطن، لذا لابد من وقف مثل هذا الانفلات قبل أن يتفاقم، وعلى الجميع أن يُفرق بين مفهومي حرية الرأي وتكميم الأفواه وبين مفهومي الطرح الهادف والتعصب فالفارق بين كل هذه المفاهيم مجرد شعرة قد لا يجيد الكثيرون التعامل معها.
أخيراً بصريح العبارة لا أنتظر أن يستعيد الإعلام المهني ريادته للسلطة الرابعة، فالريموت الخاص بها إختطفه منهم هواة الإعلام الجديد، بل سأكون واقعياً جداً و أقول لزملائي أنت من يحدد موقعك من الإعلام، فإما أن تكون مهنياً مستقلاً قادراً على تقديم عمل متميز تبحث فيه عن مصلحة وطن موحد لا تفرقه تصرفات متعصبة تصدر عن إعلاميين أو مستخدمين لقنوات التواصل الاجتماعي، أو أن تبقى مُسيراً تتظلل بعباءة المشجعين والمسؤول.