رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
القيادة أساس النجاح


المشاهدات 1323
تاريخ الإضافة 2018/02/03 - 7:58 PM
آخر تحديث 2025/01/03 - 4:16 AM

[caption id="attachment_128210" align="alignnone" width="300"]د. موفق عبد الوهاب د. موفق عبد الوهاب[/caption] نجاح كثير من المؤسسات الرياضية في دول العالم المتقدمة يرتبط بوجود القائد الفاعل المتخصص الذي يستمد مصادر قوته من قوة الشخصية، ودماثة الخلق، والسيطرة على النفس، فضلاً عن المال والعلم، وإختيار عناصرقيادية إدارية وفنية متخصصة، بالتالي سيكون مؤثراً بالمحيط الذي يقوده ويحفزهم على تقديم أقصى ما لديهم من طاقة تؤدي إلى نجاح العمل، أي أنه يقود مؤسسته الرياضية عبر رؤية واضحة جلية لواقعها وإستشراف مستقبلها. العديد من رؤساء أنديتنا على سبيل المثال لا الحصر لا يمتلك رؤية ولا دراية كافية بأمور ناديه، و بات مجلس الإدارة عبارة عن مجموعة أصدقاء وزملاء يفكرون في مصالحهم الشخصية، وقس على ذلك الإتحادات الرياضية وعلى وفق معطيات الواقع الحالي فقد أثبتوا بأنهم لا يملكون القدرة على القيادة الجيدة لإدارة مجالسهم ولجانهم المختلفة لقلة خبرتهم الإدارية وعدم معرفتهم بأمور رياضتهم وهذا ما يلحظه أي متابع منصف يشاهد أعضاء مجالس إدارات الأندية والإتحادات الرياضية، فالمتخصصون محاربون، بل مبعدون ومن يدير الرياضة في الوقت الحالي لم يتمكنوا من النهوض بواقعها وتوكيد أحقيتهم بتبوأ مناصبهم، وفي ظل الحراك الرياضي الذي نشهده أخيراً فإننا نشير إلى إفتقادنا لوجود القائد المثالي المتخصص الذي يتحلى بالصبر، ويتقبل النقد البنَّاء وغير البنَّاء بصدر رحب يتسع للجميع، ويهتم بالإتصالات المباشرة وغير المباشرة، ويتحمل المسؤولية ولا يلقيها على الغير، ولا يجامل في عمله، ومن هذا المنطلق فإننا وفقاً لمعطيات المرحلة الماضية وما تتطلبه المرحلة المقبلة نرجو أن يتبنى الجميع سياسات واضحة، تكون دافعاً مباشراً لمشروع وطني، وتخطيط إستراتيجي للرياضة العراقية على أعلى مستوى لجميع الألعاب الرياضية، والبحث عن القيادات الرياضية المتخصصة والمستشارين ذوي الخبرة، لا ذوي العلاقة وما أكثرهم وترشيحهم للعمل بالإتحادات الرياضية والأندية واللجان وتحكيم العقل لا العاطفة عند إتخاذ مثل هذا القرار، إن المرحلة الحالية من الحراك الرياضي هي الأكثر خصوبة لإستنبات الزوايا والأركان التي يمكن أن تستند عليها حقبة رياضية جديدة ستكون متميزة بالسير بخطى ثابتة على طريق يضمن الوصول إلى خط النهاية المرجوة حتى وإن طال الوقت، نعم سيكون على الطريق بعض الوجوه المخادعة والإنتهازية، لكنها ستكون على قارعته ولن يكون لها أي تأثير سلبي على أصحاب الخطى الواثقة التي أخذت الطريق المستقيم، فالتفكيرَ بمستقبل رياضتنا أصبح ضرورة حتمية بالأخص أنَّ المدى الذي يقاس به المستقبل في الوقت المعاصر قصير جداً، لهذا فإن المتابعة السريعة لما يحدث من تطور نوعي للرياضة في العالم جعل التنافس الرياضي بين دول العالم مقياس لرقيها وتقدمها، فهل التفكير بالمستقبل مجرد قرار؟، أم امتلاكَ ملاعب ومال فقط؟، كما يظنُّه أولئك الذين لم يشغل المستقبل تفكيرهم. الجواب بالتأكيد لا، كونَّه مزيج من عناصر عدة يجب الأخذ بها بعناية، ويمكننا أيضاً أن ندرجه في عنصرين مهمِّين يفترض أخذهما بالحسبان للعمل على تطوير إدارة فاعلة أولهما العنصر البشري، وثانيهما التكنولوجيا. إنَ مجرد التفكير بالمستقبل يُعد الإستعداد المبدئي للإنطلاق بإتجاه الخطوة الأولى حيث الوقوف بين الواقع التقليديِ والمستقبل الذي يتطلب تحولاً كبيراً يتناسب حجمُه وعمقه مع طول مرحلة الوقوف في الواقع التقليديِّ، لا سيما وأن المنشغلون المشتغلون بالشأن الرياضي يجمعون ويجزمون بأنَّ الرياضة في بلدنا تدار بطرق تقليدية عطلتها وإخفت مواهبها وأبعدت كفاءاتها الرياضية القيادية المتخصصة، وحل محلهم غير المتخصص لهذا واجهت تدنياً بل إنحداراً عانينا وما زلنا نعاني منه منذ سنوات.

تابعنا على
تصميم وتطوير