رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الكتابة من نافذة الوضوح


المشاهدات 1246
تاريخ الإضافة 2018/01/31 - 6:56 PM
آخر تحديث 2025/01/03 - 4:48 AM

[caption id="attachment_129610" align="alignnone" width="300"]احمد الجنديل احمد الجنديل[/caption] وأنت تقود سفينتك نحو الاعماق لتدعم ايمانك وتدافع عنه ، فان ذلك يتطلب لغة مدعومة بالحجة القوية والبرهان المنير ، وتحليل ما يدور حولك بطريقة تنسجم مع المعطيات والنتائج وضمن المرحلة التي أنت فيها . دراسة الظاهرة السياسية تعني رصد الاحتمالات المبنية على حقائق الواقع وفق رؤية شمولية للحدث السياسي ، ومتابعة للمؤثرات التي تحرك الحدث بغية تحديد مساره وقراءة النتائج بطريقة سليمة وواضحة ، وما حدث قبل الحرب الكونية الثانية غير ما يحدث الآن من حيث طريقة التعامل واستخدام الاساليب رغم وجود بعض التشابه فيما بين المرحلتين ، والمشهد الفكري والسياسي والثقافي ما عاد يسير على ذات الطريق الذي كان يسير عليه بالأمس ، فما كان مقبولا بالأمس وفق أحكام الشرعية السياسية والثقافية ربما أصبح مرفوضا اليوم ، والمنطلقات السياسية التي تصوغ الاحكام بالأمس لم تعد موجودة في تفاصيلها اليوم ، اذ من غير المنطقي أن تظّل الحياة تسير على سكة واحدة ، وتقدم نسيجها على نول واحد بعد كل ما حدث من تصدع نتيجة الاحداث الكبرى والخطيرة التي اجتاحت العالم ، وأفرزت الكثير من القناعات الجديدة التي أضفت عليها شرعية سياسية اليوم . حركة الحياة تتغير ليس في مجال السياسة والاقتصاد والفكر وانما في المفاصل الدقيقة والصغيرة مع بقاء الثوابت متواصلة بعضها مع البعض الآخر لكي تبقى الحياة على طريق الحركة والبقاء . ان من يتابع حالات الفوز لهذا الطرف أو ذاك ، عليه ان يدرك ان الفوز لا يتحقق من فراغ كما هي الخسارة لا تحدث دون أسباب ، فالفوز له أسبابه التي جعلته يتقدم ، والخسارة لها أسبابها التي جعلتها تنكفئ ، ومن هذا العرض الموجز لابد من التنبيه الى خطورة المرحلة التي نعيشها ، والاهتمام بكل عناصر النجاح ، والسعي الحثيث لمعرفة ما يحدث والنتائج المترتبة عليه ، وعدم الانسياق وراء الرؤوس التي تحمل قناعة بأن الاحداث الماضية والحالية والمستقبلية تسير على سكة واحدة . أخطر ما يواجهنا اليوم هو ان البعض بدأ يفرط بالهدف الاساسي الذي يقع ضمن الثوابت الوطنية ، باعتبار مصلحة الوطن والشعب هما أعلى من كل اعتبار وأسمى من كل غاية ، وكل الاختلافات التي تحصل ينبغي ان لا تقترب من الهدف المركزي والا فقدنا الخيط والعصفور وأصبحت الخسارة من حصة الجميع ولا أثر للفوز على ساحة المختلفين . الحياة اليوم بكل ما فيها من تناقضات وتجاذبات تجعلنا ان نتعامل مع وطن وشعب وفق مقاييس الاستقلال والاستقرار والامان والازدهار ، وأمام هذا التحدي التي تفرضه المرحلة الراهنة لابد من عقل سياسي يعرف أسرار اللعبة الذي هو فيها ، وكيف يتعامل معها ، وكيف يحقق النصر ويبعد الهزيمة عن الجميع . الى اللقاء .

تابعنا على
تصميم وتطوير