[caption id="attachment_130182" align="alignnone" width="180"]
سعد محسن خليل[/caption]
جميل ان يكتب الصحفي تجاربه من منطلق رغبة تتمثل بكونه يميل الى استعراض ذكريات علقت في ذهنه وهي مبادرة قد تكون طريقا للصحفيين الشباب لممارسة مهنتهم « مهنة المتاعب» برؤية واضحة دون الدخول في مشاكل او اخطاء... وهي في كل الاحوال تجارب عملية تختلف عما تعود عليه الطالب من عملية حشو لافكاره بدروس نظرية... وفي كل الاحوال فأن تجارب الصحفيين الرواد تعتبر دروسا عملية خاصة اذا كانت معززة بوصايا او رؤى او خلاصات مفيدة تكون عاملا مساعدا في تطوير كفاءة الصحفيين الشباب الذين يتخذون من المهنة وسيلة للابداع او اداء واجبا وطنيا وما يسعدني وانا اقرأ كتاب الصحفي طالب سعدون.
« عنوان صحفي يكفي» ان هذا الكتاب سيغني المكتبة العراقية بالعديد من الافكار والرؤى كونه يتضمن خلاصات تجربة قلم عرف بالاخلاص للمهنة وسعة الاطلاع والعمق الثقافي .. ويقول الكتاب السعدون عن كتابه انه أخذ عنوانه من مضمونه فهو يتناول الصحفي والصحافة وفنونها عموما وليس العنوان الذي يختاره الصحفي لموضوعه كأن يكون مقالا او خبرا . اضافة الى ما تفرضه السلطة الرابعة من اعباء ومتاعب ومسؤوليات على من يحمل اسمها... فالصحافة في نظر الكاتب لها دور كبير في تشكيل الراي العام وممارسة النقد والرقابة للاداء الحكومي وكشف الفساد وتتبع الحراك السياسي ومايدور في الظل داخل الكواليس ومطابخ القرار لانها مهنة البحث عن الحقيقة .. والعنوان « الصحفي» ومشروعيته التي يستمدها القارئ تجعل من حامله جديرا بالاحترام لجسامة مسؤولياته وعظم مهمته وهيبة قلمه كونه رقيبا أمينا ناصحا مخلصا ومحرضا على تصحيح الخطأ ومراعاة الحقوق والواجبات .. ويحتوي الكتاب على مواضيع متنوعة من بينها « العنوان او اتصال بالقارئ» حيث يؤكد الكاتب ان العنوان مثل الاسم للانسان فاختيار الاسم يتم تدقيقه من قبل ام المولود وابوه باختياره عند ولادته وانتقاء ما هو الاحسن والاجمل والانسب من الاسماء والكاتب يحرص ايضا على اختيار العنوان الذي يحقق له هدفه من الكتابة في جذب وشد القارئ ويلخص الموضوع في الوقت نفسه بدون اثارة مرفوضة او اطالة مملة او غرابة كأنها الغاز او عبارات رنانة ىتطابق مضمون المادة التي يؤخذ منها ذلك العنوان وبدون حشر او اضافة... كما يؤكد الكاتب على ضرورة سلامة لغة الصحفي لانه من خلال سلامة لغته يمكنه ان يوصل الفكرة التي يتنولها في تقرير او خبر او مقال او تعليق وغيرها ويقول الكاتب يفترض ان يعرف الصحفي المبادئ الاساسية للغة العربية لكي يكون هناك تطابق تام بين المبنى والمعنى بين الفكرة والصياغة .. وتطرق الكاتب الى سلطة الكلمة وقال ان سلطة الكلمة الحرة دائمة بينما سلطة الحكام زائلة بما فيها انتهاء ولايته المرتبطة بدورة انتخابية محددة والامر نفسه ينسحب على الصحفي وهو عماد الصحافة واساسها فهو لا يعرف التوقف او التقاعد او السكوت... والصحفي اذا ما وجد قيودا على ما يكتب يبحث له عن مكان يناسبه ويؤكد الكاتب ان قوة الصحافة تكمن عندما يكون موقفها قويا متسما بالموضوعية والحيادية والنزاهة وتعمل بدون ضغوط وتهديد لانها تتحرى الخدمة العامة وعلى الصحفي ان يحترم قلمه الذي لايشترى ولا يباع لانه لايقدر بثمن ولا يقبل الهدايا التي نؤثر في رأيه فيكون ضعيفا لا يقوى على الدفاع عن موقفه حتى وان كان صائبا... وفي كل الاحوال فان الكتاب يعتبر اضافة جديدة تسهم في رفد المكتبة العراقية بمعلومات غاية في الاهمية لصقل مواهب الصحفيين الشباب لممارسة مهنة المتاعب دون معوقات وهي ملاحظات مستنبطة من التجربة او ما علق بالذهن من قرارات ولقاءات وحوارات وهي بالتاكيد ليست غائبة عن اهل الاختصاص وقد تكون مفيدة وخاصة للشباب ممن اختارو العمل بهذه المهننة او من يستهويه العمل بها مستقبلا.