رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
كتاب “نار وغضب” يسدد ضربة قاسية على علاقة ترامب المترنحة بالصحافة


المشاهدات 1311
تاريخ الإضافة 2018/01/30 - 5:50 PM
آخر تحديث 2025/03/14 - 5:56 AM

[caption id="attachment_149345" align="alignnone" width="300"]كتاب “نار وغضب” يسدد ضربة قاسية على علاقة ترامب المترنحة بالصحافة كتاب “نار وغضب” يسدد ضربة قاسية على علاقة ترامب المترنحة بالصحافة[/caption] واشنطن/متابعة الزوراء: مازالتْ تداعيات إصدار كتاب “نار وغضب” للصحفي الأميركي مايكل وولف في بداياتها بالنسبة لترامب الذي اكتشف أن حتى أولئك الصحفيين المقرّبين منه لا ينظرون إليه كشخص مؤهل لإدارة البلاد، وقدموا لوسائل الإعلام المنتقدة لترامب فرصة ثمينة للهجوم عليه. وتلقّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بصدور الكتاب الفضيحة “نار وغضب” لوولف، طعنة قاسية من بعض الصحفيين القلة الذين كان يعتبرهم من المقرّبين، ويتمثل الجانب الأسوأ فيه أن ستيف بانون كان مصدر معلوماته الرئيس. ويرى متابعون أن هؤلاء الصحفيين قد منحوا وسائل الإعلام الأخرى التي طالما هاجمها ترامب، سيفا للانقضاض عليه، مع ما قدّمه الكتاب من شهادات لمقرّبين منه في وسائل الإعلام مثل وصف إمبراطور الإعلام روبيرت مردوخ، له بالـ”الأحمق”، وحتى اعتذار بانون المتأخر ينظر إليه على أنه يأتي على خلفية مخاوف الأخير من التداعيات القانونية التي تنتظره. وقدّم بانون، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، اعتذارا في بيان مكتوب لترامب وعائلته عما ورد في كتاب مايكل وولف “نار وغضب”. ونقل الكتاب اتهام بانون لنجل ترامب بأنه خائن وغير وطني، للقائه مع مسؤولين روس أثناء حملة والده الانتخابية، إلى جانب ما أثاره من شكوك حول القدرات العقلية للرئيس ترامب. وجاء في نص بيان اعتذار بانون الذي أرسله إلى موقع آكسيوس الإخباري الأميركي، أن دونالد جونيور، ابن ترامب، إنسان وطني وجيد، وأن تصريحاته بشأن اللقاء مع شخصيات روسية كانت تستهدف بول مانافورت المدير السابق لحملة ترامب وليس ابنه. كما ذكر بانون أن دعمه للرئيس وأجندته لا يتزعزع، وعبر عن أسفه للتأخر في الاعتذار عما وصفه بالنقل غير الدقيق لتصريحاته حول ابن ترامب. وظهر بانون، الذي كان يشغل في السابق منصب مدير موقع “بريتبارت نيوز” الإخباري اليميني المتشدد، كإحدى القوى الرئيسة في البيت الأبيض مع بدء رئاسة دونالد ترامب. وأتاح المنصب لبانون التواصل مباشرة مع الرئيس الأميركي، وأمكن رصد تأثيره في بعض القرارات الرئيسة التي اتخذها ترامب. وفي أبريل الماضي سعى ترامب على ما يبدو إلى تقليل تأثير بانون، عندما رفض التأكيد على أن كبير مساعديه مازال يحظى بدعمه، وشرع في التقليل من أهمية دوره في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة نيويورك بوست قال فيها “أنا المستشار الاستراتيجي لنفسي”. وكان تعيين بانون محل خلاف من جانب الجمهوريين الذين دأب موقع “بريتبارت” الإخباري على انتقادهم. وقد أصبح “بريتبارت” في ظل قيادة بانون واحدا من أكثر المواقع الإخبارية في الولايات المتحدة قراءة للأخبار المحافظة ومقالات الرأي المعبرة عن التوجه المتشدد في الولايات المتحدة. وضمن الموقع الإخباري لنفسه مكانة بين المواقع التي تحظى بشعبية، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن بانون قوله في يناير 2016 “نصف أنفسنا بأننا ‘فريق قتالي’ لا يمكن أن تأتي إلينا من أجل الدفء والغموض”. وتسببت بعض العناوين الرئيسة على موقع “بريتبارت” في إذكاء حالة جدل، إذ وصف عنوان رئيسي معلقا محافظا بأنه “يهودي خائن”، فيما شبه عنوان آخر عمل منظمة الحقوق الإنجابية “تنظيم الأسرة” بأنها مثل “الهولوكست”. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن بانون شارك في صراع على السلطة مع صهر ترامب ومستشاره البارز، جاريد كوشنر، الذي يتمتع بنفوذ وتأثير في إدارة ترامب. وأقال ترامب بانون من دوره البارز في مجلس الأمن الوطني، لكنه ظل حتى وقت قريب محافظا على اتصاله غير المقيد بالرئيس، وهو امتياز خاص في البيت الأبيض يبدو أن بانون قد فقده مؤخرا. وبعد الهزة التي تسبب فيها بانون في الكتاب، تنحى من منصبه كرئيس تنفيذي لموقع بريتبارت، وقالت شبكة أخبار بريتبارت في بيان لها إنها “تعمل مع بانون للتوصل إلى انتقال سلس ومنظم”. ونقلت الشبكة عن بانون قوله “إنني فخور جدا بما حققه فريق بريتبارت في فترة قصيرة جدا من الوقت لبناء مؤسسة إخبارية عالمية”. من جهته، قال لاري سولوف، كبير المديرين التنفيذيين لشبكة أخبار بريتبارت إن “ستيف جزء مهم من تاريخنا، وسنظل ممتنين لإسهاماته، وما ساعدنا في الوصول إليه”. وصرح مايكل وولف، مؤلف كتاب “النار والغضب في بيت ترامب الأبيض”، بأنه سبب خروج ستيف بانون، مستشار الشؤون الاستراتيجية السابق للرئيس دونالد ترامب، من رئاسة تحرير موقع “بريتبارت نيوز”. ونقلت صحيفة يو إس إيه توداى الأميركية، في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني الاسبوع الماضي، يتناول علاقة وولف وبانون، وقول صاحب “ناروغضب”، “ألوم نفسي على المشكلات والمحن التي تسببت فيها لستيف بانون”. وكان وولف قد قال في الكتاب إن بانون أصبح يشعر بالإحباط بعدما بدأ العمل في البيت الأبيض، ورأى أن المنهج الذي يتبعه دونالد ترامب ودونالد ترامب نفسه، كانا على مسافة كبيرة من بعضهما”، مضيفا “أعتقد أن ستيف صارع مع ذلك بطرق صعبة جدا، وفي نهاية المطاف، كنت متلقيا لإحباطه الهائل”. وإضافة إلى منتقدي ترامب ومعارضيه، يعتبر الكتاب هدية قيمة للمنصات المؤيدة لداعش، حيث قالت مجلة “نيوزويك” الأميركية إن أنصار “داعش” قاموا بنشر تفاصيل الكتاب الذي أثار عاصفة سياسية هائلة في واشنطن لما يتضمنه من تفاصيل تتعلق بالعام الأول للرئيس الأميركي في البيت الأبيض. وأشارت المجلة إلى أن القنوات المؤيدة لداعش على تطبيق الرسائل المشفرة “تليغرام” تتشارك روابط إلكترونية لكتاب “النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض”، وقامت بقرصنة الكتاب. وأوضحت أن المتطرفين يتشاركون الفرحة ويصفون هذا الكتاب بأنه شهادة على فضائح ترامب الكافر والعرب المرتدين، وفقا للقطات نشرتها شركة المراقبة الإلكترونية “جهادوسكوب” على تويتر. وقالت نيوزويك إن المتطرفين يستخدمون “غوغل درايف” و”دروب بوكس” وغيرهما من منصات مشاركة الملفات لنشر الكتاب. وكان كتاب النار والغضب قد حقق رواجا كبيرا وحقق أفضل المبيعات حتى قبل طرحه في الأسواق. وبالتزامن مع الضجة التي أثارها الكتاب، أعلن مايكل كوهين، المحامي الشخصي لترامب، أنه أقام دعوى تشهير ضد موقع “باز فيد نيوز” لنشر ملف يحتوي معلومات عن صلات ترامب بروسيا، وفقا لما ذكرت وكالة “بلومبرغ”. وأشارت الوكالة إلى أنه في حين أن الكثير مما ورد في هذا الملف لم يتم التحقق من صحته، إلا أنه أصبح جزءا رئيسيا في التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص روبرت مولر والعديد من لجان الكونغرس حول ما إذا كانت حملة ترامب قد تواطأت مع روسيا خلال انتخابات الرئاسة في عام 2016. وتضمن الملف حديثا عن كوهين بشكل كبير، وأشار إليه كشخص ساعد في تسهيل التواصل بين الكرملين وحملة ترامب. وزعم الملف على نحو الخصوص أن كوهين سافر إلى براغ في أغسطس 2016 للقاء مسؤولين روس. وقد رفض محامي ترامب بشدة هذه المزاعم. وقال محامي كوهين، ستيفين ريان، في خطاب أرسله إلى لجنة استخبارات مجلس النواب فى أغسطس الماضي، “إنهم لم يكتشفوا وثيقة واحدة تؤكد بأي حال من الأحوال إدعاءات الملف بشأن كوهين، ولا نعتقد أن هناك أي وثيقة من هذا القبيل”.

تابعنا على
تصميم وتطوير