رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الشاعر الدكتور عمار المسعودي في ضيافة ثقافة "الزوراء"


المشاهدات 1171
تاريخ الإضافة 2018/01/16 - 5:17 PM
آخر تحديث 2024/05/12 - 1:39 PM

الزوراء / خاص: الشاعر عمار المسعودي اخترق تقاليد الحوار ، وقفز فوق حاجز التقليد ، وعبر حدود المألوف ، رأيته يلوّح لي بغصن من شجرته المثقلة بصنوف الابداع ويدعوني للمنازلة في ميدان الحرف ، يا رب الأرباب، هذا الفارس الأسمر القادم من بحر العشق والميمم شطره نحو بحر العشق يدعو شيخا ذبل شريان الفهم فيه الى المبارزة ، سأتحداك اذن ما دمت تسعى الى ذلك ، وسأحمل غصني المحترق لمواجهة غصنكَ الأخضر اليانع ، ولأني قبلت بما تريد فعليك أن تكون عاريا أمام وجه الشمس بلا قناع ، فمن عادة الفرسان انهم لا يعرفون لغة الأقنعة ، فمَن أنتَ أيها الشاعر المبارز ؟ ( عمار المسعودي يتهجّى القرى ويتعثر في شجرة لم تختر أرضا مناسبة للعشق فجاءت القبلات يتيمة ، وجاءت الاثمار من ذبول ، يحلم بالوصول ولم يصل ينظر للمسافة ولا يراها، انها تعانده في اغنية وتغدق عليه في نٰواح ،كان الصوت وكان الأغنية ،مرَّ على المسارب من حياته ؛ حتى تسرب ولا يدري البداية من شهقة حب لم تسعفها شفتان مليئتان، فكان الفراغ فاصلا ولم يستطع ملأه بالمادة ، كرر الوجود ومال الى ساقية تدانيه وتقاربه فصار كل هذا العطش البداية من احتمالات نجاة، نجا من النهر والسجن ونحول المدى، فصار متطيرا يكتب قصائده الاولى ليس على ورق أبيض كان يخاف من تدنيس ذلك الورق بالخيانة ، ثم ينسى لكي يتذكر انه مشروع وجود خانته العناصر ،كان يكتب احلامه على ورق اسمر او كيس إسمنت كان قد ملأ حياته بالصلابة، لكنه وبغباء فراشات وبجمال قبلة متفق على سخونتها، كان قد حرَّر َ كيانه من كل هذه الالتباسات ابتدأ الكتابة َ من قصيدة نشرها في جريدة ،،العراق ،، اسماها حمَّى دار بها وقت َ النشر مباهيا وما درى انها بداية الخيبة حتى آخر الظلام قرب قمر، وبداية العشق مع فاتنة تقطع مسافته في شارع ما ثم لا يراها. أصدر مجموعته الاولى، ساعة َ يلمع الماس ،، ١٩٩٦عن دار اللحظة في بغداد اصدر ما يتعطل من الأسئلة عام ١٩٩٩ عن دار الشؤون الثقافية ،،سلسلة ثقافة ضد الحصار أصدر مجموعة ،، يختفي في القرى ،، عام ٢٠٠٧ عن دار الزوراء في كربلاء اصدر مجموعة ،، يزرع بهجاته ،، ٢٠١٧،، ) تعالوا معي لندخل بيدر الشاعر المسعودي قبل الدخول معه في ميدان المبارزة . * كيف تعاملت مع المرأة في مسيرتك الشعرية ؟ وما هو عمق حضورها في قصيدتك؟ المرأة ليست ْ معطى وليست ْ موضوعا ،انها تداخل حروفنا وكلماتنا، نتآملها فتنتقض لغتها لتملأنا بالفجر وبالأغنيات ،المرأة صوت ٌ يجيب عن أسئلتنا التي نخفيها؛ فتتلون مثل زجاج ؛ لاستجلاب قزح يلون المساء بأحلام تحتاج لنوم مبكّر لأجل صفاء الصورة : أنت ِ تحرثين بقلبي أما نضجت ْ في َّ القبل آنت ِ تحرثين بحربي أما نضجت ْ في َّ القنابل ُ القنابل ُ تؤدي الى القنابل أن أؤدي الى الحرب أنت ِ تؤدين الى رقبتي تمسحين عنها دماءها هي أم ٌّتمنع عنك َ قبرا لمعناك ، وهي أخت ُ تفخر بحروفك اذ تتهجاها في قراءة ٍ من ملح الصبر ، وهي فضاؤك الذي لا تمانع في إشاعة حماماتك في مساماتها ؛ اطمئنانا منك انها ستعود ولو بقرينة غروب يشابه ذهابها عنك بعد نفاذ أغانيك وتكرار قبلك . لأوَّلِ امرأة ٍ كنت ُ بلا دمع لآخر ِ امرأة ٍ كنت ُ بلا دمع لو أن دمعي بلا امرأة ؛ لصرت ُفائضا واسترحت ُ لاسترحت ُ وصرت ُ فائضا حدَّثت ُ نفسي لنفسي أن تعبرك أنثى من دون أن تنتبه لك هكذا تكون القصيدة ،ان تجيب َ حبيبة ٌ لحظة وداع اين ساراك ِ ثانية ً؟ فتجيب : انظر لموجات النهر وسأكون هناك ،لو تهديها مذكرات ،،غريكو ،،لتعيدها اليك َ معطرة ً بالفرح : لي امرأة ٌ تخفي الأنوثة في فرح هائل لي ساقية واحدة هل نجتمع لنفاجئ بعضنا أجمع لكسلي ما يكفي من النساء أسكب احتمالي حينما أقول : النساء خزف مرَّتَب ٌ المرأة كل هذا الوجود كل هذه اللمسات التي نؤجلها لأجل حرير قادم، المرأة الفرح بالصباح والانكسار مع الغروب انها الاختفاء ومفاجئة الظهور ، هناك حيث لا تستدل عليك حتى القطاة وحتى طيور الحجل البري أجدني معك ِ أتشمم عطرك ِ أتلظى فمك * الى أي مدى نجح الناقد العراقي في ترقية التجربة الشعرية في العراق ؟ النقد مقاربات ٌ تحتاج حدسا يشابه أحداس الصوفيين ؛ كي تنطلق الرؤية النقدية موازية للتجربة الإبداعية ،لا ترهقها ولا تلوي عنقها ،كثير من التجارب النقدية تقع خارج قلب العملية الإبداعية بقوالب جاهزة تتغامض وتتعامى كما قد يأتي بعضها مجموعات متفرقة لا تلوي على رؤية محددة وهدف منشود ، قد يكون هذا التوصيف فيه إطلاقات لا تعدمنا نقدا مسؤولا يتضمن رؤية موحدة وبؤرة ينشدها . * أنت عاشق حد الجنون ، هذا ما سمعته عنك ، فهل تتفق مع هذا القول ؟ لا ينفصل الشعر عن العشق ؛ فالمخيلة كي تتنشط لتكون باعثة للجمال ببوح سام فإننا نحتاج لإغرائها وإغوائها ابهاجا لوجودنا ووصولا بأزماننا الى لحظات دهشة تؤجل اندثارنا حتى زمن الكتابة على أعلى تقدير. علينا ان نتوهم العشق حالة غيابه ونتقيه بالقصائد حينما يحضر ،من هنا لابد للمبدع أن يعيش التوهم ،وان يملأ يومه بمد العشق وجزره حتى يكتبه بالفرح فتطير فراشات كلماته وفي الحزن حتى يتسرب مثل طين الى قاع نهر : لا أكتب عن الذي أحب بل اجمع نداه وافرِّقُهُ حتى أصير جفافا وانتظره العشق قد تلبس اللغة وصار يسيل عنها كونَّا مجنونا تتخاصم تتصالح تحضر او تغيب ليكون كل هذا مجدا للمخيلة وانتصارا للوهم اللذيذ . * ايقاع العصر الراهن ينحاز الى الرواية لا للشعر ، فماذا تقول ؟ الرواية فن العصر ليس من هذه الساعة بل منذ الآلة الحديثة ومنذ تسيد راس المال . هي المساحة الواسعة لجذب هذا العالم تحت عنوان واحد يموج بما تختزنه ذاكرة الروائي وما تمليه عناصر وعيه . ما يخص الرواية العربية فقد قدمت نماذج ناضجة أقل ما نستطيع ان نقول عنها انها ناضجة وقد تراكم هذا النضج وما رافقه من تساقط قبضة الأنظمة مع هذا السباق المحموم للجوائز الى استسهال كبير في كمية الانتاج على حساب النوع نعم هناك سيادة للرواية بعد ان شملت بفضائها الشعري الشعرية نفسها فصارت ام الفنون * دعنا ندخل الى عالم الجوائز ، هل الجائزة تشكل هاجسا كبيرا عند الشاعر المسعود ؟ الجوائز هي حافز لتقديم النوع على انها لا تكون مناسبة بنفسها لنكتب قصيدة جائزة على مقاسات حكام جاهزة لتكون الجوائز شبيهة بمهرجانات الخطابة تلك التي تُمارس قتلا للإبداع الذي لابد له من تجربة حقيقية تقع خارج النية في الجائزة لم أفكر يوما سوى بكتابة جنون يؤجل إحساسي بالقبح والزيف لمساء واحد وحسب . * هل شعرت بالانكسار عندما تخرج القصيدة بعد مخاض عسير ، وهي لا تنسجم مع طموحك ؟ أصعب خيباتك تأتيك من الأشياء التي تحبها ،لذا انكسر وأحزن كلما أخفق في كتابة نص لا يتوفر على كامل عناصر الدهشة * كيف تنظر الى قصيدة الطلاسم والفوازير ؟ كلما جفت مخيلة الكاتب لجأ الى الغموض والى ألاعيب اللغة وكلما غاب التوحد الصوفي ما بين لحظة الشعر وأساليبه كلما ابتدعت أشكال لا تمت للجمال بصلة الشعرية هي الحفر المدهش في اللغة ،هي اعادة العقد الوجودي الجمالي بترسيمات مبتكرة وعلاقات جديدة تفتح نوافذ شاسعة في جدار سجن هذا العالم * لست بصدد توجيه الاتهام ، البعض يقول بأن قصائد المسعودي تشبه قطع الحلوى التي توزع في الأعياد ، فماذا تقول ؟ يكفيني سعادة أن أحصد تشبيها مثل هذا وآن أنأى بالشعر عن خموله في انتاج لحظة دهشة او فرح تكفينا أسفار المعاني بلا فعل لغوي اندهاشي يخلخل الثابت مانحا التلقي لحظة استراحة من كل انواع المدرسية والنمطية وهي تحيل حياتنا الى الى أكداس من اللّا جدوى : ما يتبقى مني من أي يوم ليس اكثر من تزاحم في شارع آو تردد في قبول مغامرة أو اخطاء في التسوق الكتب التي ارتب نفسي للانفراد بقراءتها اجدها دائماً ما تؤدي بي الى القيلولة هذا ما يجعلني أخرجها من المتبقيات اخرة يومي * اخترت الشاعر الحصيري في رسالتك للماجستير ، لماذا الحصيري دون غيره من الشعراء ؟ الحصيري كائن استعاري اختار أمكنة الشعرية التي تليق برؤيته مخلفا أكداس المعاني وهي تكرر نفسها ،اذ اختار ازقة في بغداد بدلا عن بنية معنى / النجف اختار الوحدة الصوفية ،بدلا من مواضعات اجتماعية تضلل مشاهده ولا تهديه للقصيدة ،هذه أسباب اختياري لشاعريته مكانا خصبا .

تابعنا على
تصميم وتطوير