رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
القاص والروائي العراقي احمد خلف في ضيافة ثقافة "الزوراء"


المشاهدات 1307
تاريخ الإضافة 2018/01/09 - 6:08 PM
آخر تحديث 2024/05/12 - 6:54 AM

الزوراء / خاص الرواية ذاكرة وتاريخ وفن وابداع ، وهناك بون بين روائي وبين كاتب رواية ، بين من يمتلك تاريخا مترعا بصنوف الابداع وبين من يهرول دون أن يتعلم أصول المشي ، وعندما نتحدث عن القاص والروائي الأستاذ أحمد خلف فلابد من استحضار عطاء جيل الستينيات في مرحلة تأسيسه . لقد شكل القاص والروائي الاستاذ أحمد خلف علامة مضيئة في مسيرة الجيل الستيني ، واستمر قلمه المضيء يرفدنا بكل ما هو جديد حتى يومنا هذا . عام 1966 أطل علينا بقلمه الممتلئ بالعافية عندما نشر قصته الأولى ( وثيقة الصمت ) ظهرت بعدها قصته الشهيرة ( خوذة لرجل نصف ميت ) والتي نشرتها مجلة الآداب البيروتية ، وتوج العطاء بإصدار مجموعته القصصية ( نزهة في شوارع مهجورة ) عام 1974 . عام 1978 صدرت مجموعته الثانية ( منزل العرائس ) ، وعام 1981 خرجت روايته البكر ( الخراب الجميل ) ومجموعته القصصية ( القادم البعيد ) عام 1984 ، كما صدر كتابه النقدي المشترك ( دراسات نقدية ) تناولت دراسات عن القصة والرواية العراقية عام 1986 أعقبها بمجموعته القصصية ( صراخ في علبة ) عام 1990 ، بعدها وصلت الينا مجموعته القصصية ( خريف البلدة ) عام 1995 والتي عدت أفضل مجموعة قصصية وفازت بجائزة الابداع في العام نفسه . عام 1996 صدرت مجموعته القصصية ( في ظلال المشكينو ) ورواية ( الحلم العظيم ) عام 1999 ، ومجموعة ( تيمور الحزين ) التي تم نشرها عام 2000. في عام 2001 صدرت مجموعته ( مطر في آخر الليل )عن اتحاد الكتاب العرب ، وروايته الشهيرة ( موت الأب ) عام 2002 ، ورواية ( حامل الهوى ) 2005 ، و( ومحنة فينوس ) عام 2007 وكتاب يتحدث عن السرة الثقافية ( الرواق الطويل ) عام 2012 ، بعدها جاءت روايته ( تسارع الخطى ) عام 2015 ، وختمها بمجموعته القصصية ( عصا الجنون ) عام 2015 . شارك في مهرجان طاقشند السينمائي الثالث في الاتحاد السوفيتي السابق عام 1974 . عمل في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون رئيسا للقسم الثقافي فيها ، انتقل للعمل في مجلة الأقلام وأصبح محررا ثقافيا بدرجة سكرتير ، شارك في مؤتمر الابداع للرواية العربية في القاهرة ، وحضر المهرجان الخامس للرواية العربية الذي أقيم في دمشق . حضوره فعال في أغلب المؤتمرات الادبية والملتقيات الثقافية ، تم انتخابه رئيسا لنادي القصة ، وترأس ملتقى القصة القصيرة في العراق ، وفي عام 2010 أصبح رئيسا لتحرير مجلة الأديب العراقي الناطقة باسم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق . واذا كانت القصة القصيرة العالمية قد خرجت أواسط القرن التاسع عشر من رحم غوغول وموبوسان وادجار الن بو فلابدّ من الاشارة الى ان القصة القصيرة في العراق قد نضجت بنيتها السردية والدلالية في رحم الجيل الستيني والذي يشكل ضيفنا ركنا أساسيا في تأسيسه . ثقافة الزوراء دخلت بيدر القاص والروائي الكبير أحمد خلف وخرجت منه بهذا الحوار . * هل تعتقد ان الكتابة بالومضة المستفزة أقدر من السرد الروائي على ايقاظ القارئ ودفعه الى معرفة ما يدور حوله من أحداث ؟ اعتقد ومنذ زمن بعيد ان الأدب بصنوفه المتعددة لا يستطيع ان يغيّر او يبدل من وجهات النظر ,لقد أقر الكثير من المفكرين الكبار ان الادب قد يفسر الظاهرة ولكن لا يغيّرها كقناعة انسانية ,نعم أرى ان تغيير وعي القارئ لا يتأتى خلال ايام بل ربما نتيجة صدمة او العمل السياسي المباشر مع الحركات السياسية التي تؤمن بالتطور التاريخي للمجتمع ,الادب يستطيع ان يدلنا على اسباب الخير ودوافع الشر الكامنة في اعماق الانسان ,لذا قد تلعب الرواية تحديدا على تغيير بعض قناعات قارئها وليس الومضة او القصة القصيرة . تلك فنون تكتب كتمرين على الاسلوب فقط او لتوفير المتعة الجمالية . * يعتقد البعض ان توظيف الاسطورة في الرواية منهل أساسي ، فماذا يقول الروائي أحمد خلف ؟ الادب يغتني بالصورة التي يولّدها الخيال الخلاق الذي ينبغي للمبدع ان يتصف به بصورة نادرة ,لذا يمكن للأسطورة ان تشحن النص بالمزيد من الصور المبتكرة والمدهشة ,لكن ذلك الابتكار لا يتوقف عند حدود الأسطورة بل خذ على سبيل المثال الحكاية الشعبية او استثمار التاريخ والخرافة وثيمة قصائد الشعر القديم والحديث ايضا ,ان مفهوم المعادل الموضوعي يستند الى الاستفادة من كل ما يمكن استغلاله ابداعياً ,وان أسطرة الواقع هي واحدة من ابداع الروائي المبتكر والمكتشف لتنويعات مختلفة للنص . * برأيك ، ما هي المشكلة التي تواجه كاتب الرواية اليوم ؟ النشر والتسويق هما العقدتان اللتان سيظل الكثير من المبدعين يدفعون ثمنهما ,واذا توفرت له دارنشر تنصف ابداعه سيظل انتشار نصه محصورا في تلك الرقعة التي تدور فيها دار النشر تلك وسيبقى التعريف به محدودا ,اما اذا لم يجد من يلتزم نشر نتاجه ستكون الحالة اسوأ ,اذ قد يضطر الى دفع مبلغ من المال للاتفاق مع تلك الدار لطبع نصوصه ولن يحصل على شيئ من المردود المادي الا في حالات نادرة جدا ,ويعتقد البعض ان الكثرة في انتاج الرواية في العراق احد معوقات تطورها على اعتبار صعوبة المتابعة النقدية للرواية وهذا ليس بالأمر الدقيق فالكثرة لا تنتسب الى النوع بل تنتسب الى الكم والناقد الجاد ليس معنيا بالكمية بقدر عنايته بالنموذج او العينة المثال . * المشهد الثقافي على العموم يعاني نوعا من التهميش ، فماذا تقول ؟ تهميش وإهمال مقصود او غير مقصود ,المهم الدولة ليست معنية بالأدب والفن الا بقدر ما يتحول الادب الى منفذ دعائي لمشاريع الدولة ان كانت لديها مشاريع حقيقية ,تحويل الأدب الى خادم للسلطات قضية ازلية تكشف نوع الصراع الجدلي بين السلطة والمثقف منذ جمهورية افلاطون وربما لا نغالي منذ شرائع حمورابي وتأسيسه لقوانين تحكم البشر ,فكيف الآن في دولة تتعالى على كل ما ينتسب الى الجمال والفن والابداع . * هل أنت مع الرأي القائل بأن الرواية تعيش عالمها الذهبي اليوم ؟ نعم الرواية ارتفع مقامها بحيث يرى العديد من الكتّاب انهم لو قيّض لهم ان يختموا حياتهم بصفة روائي سيكونون سعداء بهذه الصفة ,ويعود هذا الى عوامل عدة من ابرزها ان الرواية تتجاوز الواقع الى واقع خاص بها باستنادها الى المخيلة ,تعمل على تكوينه ,وتمنح مؤلفها فرصة وصوله الى مقدمة المشهد ,فالروائي الناجح مطلوب الآن بسبب عنصر الربح الذي توفره الرواية المتميزة للناشر ,ها انت ترى ثلاثة اركان تعمل على تزكية الرواية وجعلها تتفوق على صنوف مختلفة من اجناس الابداع . * النقد يهدف الى تسليط الضوء على العمل الابداعي ، كيف ترى المشهد النقدي في العراق ؟ مهما قدم الناقد وانتج من كتب تدرس الظواهر الابداعية لن يتوافق معه المبدع ,لأن النرجسية الذاتية للمبدع تطلب المزيد من المتابعة النقدية ,هذا لا يعني ان الناقد مظلوم فلدينا اكثر من صنف من النقاد هناك من يحابي على حساب الحقيقة وهناك من يكيد للمبدع بسبب موقف مسبق فينكّل بنصه تحت شتى الذرائع ,اما النوع الثالث من النقاد وهو من يعول عليه ,اي الناقد الحريص على متابعة ما يصدر من شعر وقصة ورواية ,لن يستطيع تغطية المشهد الابداعي بأكمله مهما بذل من جهد في هذا الشأن .. * أرجو ان لا يزعجك سؤالي ، هل ثمة علاقة بين الابداع والجنون ؟ لا توجد اي علاقة عضوية بين الجنون والابداع بل أرى العكس ,ومن تجربتي الخاصة اجد عادة ان النص الذي اكتبه يأتي مقنعا لي واشعر بالرضا منه حين لا تشغل بالي اي هموم او فوضى ,ولقد حاول عدد من ادباء الستينيات في القرن الماضي القيام بتجارب تكون خارج سيطرة الوعي وتحت تأثير موجة السريالية والدادائية ,لكن تجاربهم ظلت محدودة بل انتهت ولم يعد يرعاها احد ,نعم للمخيّلة واحلام اليقظة ولحظات السمو والتجلي الابداعي فاعلية تشبه حالات الغياب التي يحدثها الجنون ولكن ليس جنونا ,الجنون هو خروج العقل من اطاره الخاص الذي يسنده الوعي والادراك والبصيرة ,وغياب العقل يعني غياب الادراك الذي يميز بين الأشياء الجميلة والقبيحة بين السمو وتعالي اللغة بحيث يصعب على الآخر تقليد النص الذي ينتجه الإدراك . * ما هي طقوس الكتابة لديك ؟ لا تختلف طقوسي عن طقوس أي كاتب آخر ولكن احرص على العمل داخل الصومعة . في هذه الزاوية او الصومعة ,تمتلئ نفسي بالرضا ويغيب ضغط الواقع وتتلاشى الصغائر اذ لا اسمح ان تختلط عليّ الاشياء اثناء العمل ,لا احد يشاركني الجلوس في الصومعة فهي ذات خصوصية تدركها العائلة والاصدقاء . اما زمن العمل ,هو زمن مفتوح لا يرتبط بساعات محددة اذ انا متفرغ للكتابة والقراءة منذ عام التقاعد 2006... * كيف تعاملت مع المرأة في تجربتك القصصية والروائية ؟ اعتقد هذا سؤال يمكن للناقد ان يقدم به كشفا يختلف عن ما اقدمه ,ومع هذا ارى ان التعامل مع المرأة ينبغي ان يتم على اساس الموقف الفكري الذي يحفظ للمرأة مكانتها الاجتماعية ومساواتها مع الرجل والغاء ذكورية المجتمع ,هذا على مستوى الواقع اليومي اما في الابداع الأمر أراه مختلفا تماما اذ تتحكم الحالة الخاصة للبطلة وكيف ينبغي لها ان تكون او كيف يعالج المبدع نصه . * تطورت مدارس القصة والرواية وتعددت ، فهل تضع نفسك في حدود مدرسة واحدة من هذا التنوع ؟ العديد من مدارس الأدب واتجاهاته الفكرية انتشرت في مرحلة تأسيس جيل الستينيات الاّ أني لم اسلم نفسي ووعي الى مدرسة محددة أو بالأحرى لم ادع اي اتجاه فكري يستولي على نصوصي القصصية والروائية قط . بالطبع للنقاد اجتهاداتهم وانا احترم توصلاتهم الفكرية والنقدية، فيما يعتقدوه بالنسبة لنصوصي

تابعنا على
تصميم وتطوير