رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
رحلة مع الخوف


المشاهدات 1175
تاريخ الإضافة 2018/01/03 - 7:12 PM
آخر تحديث 2024/05/01 - 10:40 AM

[caption id="attachment_129610" align="alignnone" width="300"]احمد الجنديل احمد الجنديل[/caption] في هذا العالم الممتد من البحر الى البحر يحاصرنا الخوف أينما يممنا وجوهنا نتيجة التطرف ، ويداهمنا الغثيان ونحن نرى البعض قد مسخوا الى مخلوقات أكثر تخلفا من الحيوانات وانتهجوا سبلا ما عرفتها شريعة الغاب من قبل ، وأمام ما يحدث من جرائم بحق الانسان تغادر البسمة شفاه الصغار وتموت أحلام الصبايا وتنتحر حكمة الشيوخ ويظل العنف الهمجي يقود الحياة نحو مستنقعات الانحطاط والرذيلة ، وأشد أنواع الانحطاط ما كان متصلا بالأفكار المظلمة الشريرة ، وأبشع صور الرذيلة تلك المتعلقة بثقافة العنف والدم والانتقام . أية فاشية هذه التي حملها التطرف الينا ؟ ففي الصباحات المغمورة بنور الله يتطلع الناس الى تنظيف قلوبهم من شوائب الحقد وغسلها بشذى التسامح والمحبة وفتح صفحات جديدة مزينة بورود الاحترام ، وفي الليالي العامرة بفيض الايمان يتسارع الجميع الى استلهام مبادئ التصالح والعناق وفق ما تمليه عليهم الحكمة والعقل . المتطرفون وبكل عناوينهم وأشكالهم وألوانهم ومسمياتهم لا تروق الحياة لهم الا اذا غرقت في بحر الظلام الدامس . لقد أرسل الله خاتم الانبياء رحمة للعالمين ، وأنزل القرآن الكريم لصياغة الحياة بكل قيمها الانسانية المترعة بالمحبة والتعاون والتسامح ، فكانت الرسالة السمحاء التي بزغت من خلالها شمس الحق والعدل والمساواة الا أنّ دعاة التطرف عبثوا بكل ما هو جميل ودمروا كل ما هو حق وقلبوا الحياة الى حاضنات للظلام والتخلف . في هذه الدنيا المغمورة بالسحر والجمال خرج لنا التطرف يحمل أكثر من اسم وعلى جبهته أكثر من دلالة ليمسخ كل ما هو جميل ويحيل الدنيا الى حاضنات للقبح والخرافة وينتهج طريق التبرير المخجل لكل أفعاله المشينة بحجج لا يرتضيها منطق ولا يقبلها عقل ، وأمام جبروت القوة والجهل والتعنت بدأ الخوف يتسرب الى النفوس ، والخوف يفضي الى الصمت ، والصمت يحفز أهل التطرف على الاستمرار بمواصلة تطرفهم وغلق النوافذ التي نرى من خلالها اشراقة الحياة وبهجتها . في هذا العالم الذي يسعى كل طرف فيه الى تحقيق مصالحه بكل الطرق أصبح التطرف وسط اللعبة العالمية ، وأصبح الفقراء والمساكين وقودا لهذه اللعبة من أجل ان ينتصر كل طرف على الآخر من خلال المعارضة والموالاة ، وفقدت الشعارات التي تطالب بحقوق الانسان قيمتها وتحولت الى أوراق باهتة تباع على أرصفة السياسة العرجاء، وتمدد التطرف ليدخل الى المؤسسات الكبرى والمحافل الدولية والمنظمات العالمية ويقذف سمومه على الارض الممتدة من المحيط الى المحيط . العالم اليوم يمر بأزمة أكلت كل الازمات القديمة ، وبموجة تطرف انهارت أمامها كل الحالات الصغيرة التي كانت مثار الرأي العام ، واذا ما استمر هذا الوضع بالتصاعد فما علينا الا ان نقرأ على الدنيا السلام . الى اللقاء .

تابعنا على
تصميم وتطوير