رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
منتخبنا وثنائية المديح والهجاء


المشاهدات 1227
تاريخ الإضافة 2018/01/03 - 6:20 PM
آخر تحديث 2024/05/01 - 10:38 AM

[caption id="attachment_128210" align="alignnone" width="300"]د. موفق عبد الوهاب د. موفق عبد الوهاب[/caption] يجب أن نعترف منذ زمن ونحن نخطئ بعواطفنا ونكرر بالخطأ ذكريات الماضي التي ما زال تاريخها يشهد بأننا وفي أكثر من مناسبة نسهم في هزيمة المنتخب قبل أن تهزمه أقدام الخصوم، لكوننا نبالغ بما نكتب ونبالغ بما نقول، عند الفوز نقارع شعراء المديح ومع ميلاد الهزيمة ننافس الحطيئة حتى على هجائه، نحن كإعلام دائماً ما نركب موجة المرفوض نكتب ونحلل ونناقش وفي آخر نقطة على أوراقنا نبعثر السطور وننقض معانيها ونجعل ما بعدها طرحاً ناقماً فيه من المعاني ما قد يهدم الجبال قبل أن يهدم طموحات الرجال، قرأت وتابعت وقلت مع القائل الفطين نحن عاطفيون، وما حدث للمنتخب في الماضي القريب ربما عاد إليه طالما أن من يقدم الرأي ما زال يعيش عقدة العاطفة وعقدة الإلمام بكل الأدوار فقط ليبرز أمام الناس على أنه والد المعرفة وأمها حتى ولو كان جاهلاً ويشهد على ذلك ما نقرأه على مواقع التواصل الاجتماعي قبل الصحف والقنوات الفضائية. المنطق يقول من حق الناقد أن يُحاكي القارئ بالجديد المفيد ويقول أو يكتب رأيه كيفما شاء، فالرأي كما قالوا مكفول لصاحبه لكن على الرغم من هذا الحق، إلا أن المرفوض هو أن تتحول وتتبدل وتتحدد الملامح على هوى عاطفته ومزاجه وتجعلها القرار والحكم لمجرد تجربة قد تكون الخسارة فيها أبلغ أثراً وأكبر فائدة من المكسب، لذا أقول رفقاً بالمنتخب ورفقاً بلاعبيه، هناك أخطاء الجميع أقر بها وأعترف وبصم عليها بالعشرة لكن هذا الاقرار والاعتراف يجب أن يُقدم بهدوء بعيداً عن انفلات الأعصاب، نقول يجب ولا نعلم هل سنغير ما بين السطور ونتجاوز عن العاطفة ونترك المنتخب في أجواء يسودها الاستقرار أم أن هذه لن تصبح سوى أمنية تجلدها أقلامنا إلى أن تموت؟، خسرنا مباراة نصف نهائي خليجي 23 مع المنتخب الإماراتي الشقيق وذهبت طموحاتنا بإحراز اللقب ادراج الرياح، والخسارة شيء طبيعي في كرة القدم، كنا نحتاج إلى الفوز فكل التوقعات والترشيحات كانت لصالحنا وكانت الفرصة سانحة لذلك لكن رُبَّ ضارةٍ نافعة، دعونا نستفيد من هذه الخسارة فمدرب المنتخب فعل ما يتوجب عليه، ولا يوجد مدرب في العالم لا يريد أن يحقق الفوز في أية مباراة يلعبها، فكيف إذا كانت هذه المباراة توهله لنهائي البطولة!، من جانبنا نقول له وللاعبيه كفيتم ووفيتم فعلتم ما بوسعكم وأملنا أن يكون القادم خيراً إن شاء الله ونبارك للمنتخب الإماراتي فوزه وتأهله، لكن هنالك حقيقة يجب ألا تغيب عن أذهاننا وهي أن ملف مدرب المنتخب ما زال مفتوحاً، ولا نعلم أيضاً هل سيحسم هذا الملف قريباً أم يمتد لمدة أطول من أجل اختيارٍ أصوب؟، وهنا إذا ما قرر الاتحاد تسمية مدرب جديد فالمؤكد أنه سيتجه صوب الأجنبي الذي يجب أن يكون على قدر المكانة والتاريخ الذي تتمتع به الكرة العراقية، والاختيار يجب أن يكون دقيقاً، وأن يضع رجالات الاتحاد شرط تواجده في بغداد ضمن حساباتهم ليتابع ويختار دون تدخل الآخرين، عاطفياً ووطنياً جميعنا مع المنتخب، والمهمة صعبة فنياً، والأصعب يبقى في تلك الأمور المتعلقة بمعنويات اللاعبين، فالأولى ستكون مهمة المدرب أما الثانية منها فإنها مملوكة لأقلامنا وإعلامنا ليأخذوا دورهم الحاسم في التحفيز والمساندة لا التقريع والتجريح، وعندما نحقق شيئاً يُذكر في بطولة إقليمية كـ خليجي و غرب آسيا يحق لنا أن نفكر أبعد من ذلك وقد نرسم على ملامح الوطن فرحة منجز تشهد عليه بطولة آمم آسيا 2019.

تابعنا على
تصميم وتطوير