جريدة الزوراء العراقية

كونا فريقاً واحداً .. لكلّ زوجين لا يتفقان على تربية أطفالهما!


تُربّين طفلكِ بطريقةٍ معيّنة وزوجكِ يتعاطى معه بطريقةٍ أخرى... كلّ واحدٍ منكما يتشبّث برأيه، وهنا يبدأ العراك!
في مرحلةٍ من المراحل، لا شكّ مررتِ بهذا الموقف وخضتِ مثل هذه التجربة. ففي النهاية، أنتِ وزوجكِ شخصان مختلفان ويتميّز الواحد منكما أحياناً أو غالباً عن الآخر بمقاربةٍ تربويةٍ مختلفة. ومن الطبيعي أن تنشأ بينكما من وقتٍ لآخر بعض الخلافات.
وفي هذا الإطار، لا بدّ من التنبيه إلى الفارق المهم بين اختلاف الأهل حول طرق التواصل مع الأطفال وعدم قدرتهم على الاتفاق حول قرار يتعلّق بتربية هؤلاء. فأنتِ مثلاً تُحبين التكلّم مع طفلكِ عندما يرتكب خطأً ما، بينما يُفضّل زوجكِ الهدوء ويتصرّف بتحفظٍ أكبر معه.
وهذه مقاربة كلّ واحد منكما ولا مشكلة في أيّ منهما. إنما المشكلة لو ارتأيتِ معاقبة طفلكِ بشدّة لأنه كذب، وزوجكِ اعتبر الأمر عادياً واستخفّ به. في هذه الحالة، ردّة فعل كلّ واحد منكما هي الفتيلة التي ستُشعل نيران الحرب بينكما وتُزكّي لدى طفلكما شعوراً بعدم الأمان أو رغبةً في التفريق بينكما والتعالي على قراراتكما..
وحلّكما بأن تتحدا معاً كفريقٍ واحدٍ وتعملا يداً بيد لتربية طفلكما. وفيما يلي بعض النصائح لمساعدتكما في تحقيق ذلك:
اتّفقي وزوجكِ على دعم واحدكما الآخر في كلّ المواقف. وإن كان أحدكما يُوجّه ملاحظةً للطفل، فليُبدي الآخر موافقته ودعمه له حتى لو لم يكن كذلك ضمنياً. فالطفل يستشعر عدم اتحاد أهله، الأمر الذي يمنحه سلطاناً عليهما وعلى سلطتهما.
لا تتشاجرا بخصوص طفلكما وأمامه في الأمور التي تعنيه وتتعلّق بتربيته، بل واجها المواقف معا جنباً إلى جنب كما أشرنا في النقطة السابقة. وعندما تهدأ الأمور، حاولا مناقشة الأمور بعقلانية وحكمة للتوصل إلى قرارٍ موحّد يُرضي الطرفين.
في حال عدم التوصّل إلى اتفاق بشأن قرار يخصّ طفلكما، فليُحاول الطرف الأكثر اقتناعاً بالمسألة إقناع الطرف الآخر بضرورة اعتماد وجهة نظره ومجاراته ودعمه “لأنه يرى خيراً فيها” أو “لأنه لا يرى ضرراً فيها”.
في كلّ مرة تدعمين فيها زوجكِ بشأن قرار لا يُلبي رغبات طفلكما، أظهري تعاطفكِ تجاه الصغير من دون أن تمسّي باتحادكما كأهل. بهذه الطريقة سيشعر طفلكما بأنّ أحداً يتفهّمه وسيتخطّى استياءه.
عمّقي معرفتكِ بتاريخ عائلة زوجكِ ومعتقداتها حتى تتمكّني من فهم وجهة نظره بشأن تربية طفلكما والتعاطي معها بطريقة أكثر موضوعية وأقل شخصية. وانطلاقاً من هذه المعرفة، حاولي مساعدته وإقناعه بالتغيير إن كان للأفضل.
بدلا من أن تتشاجرا حول من منكما محق أو مخطئ بشأن مسألة ما، فكّرا في العمل معاً على خطةٍ موحّدة. خذا وقتاً مستقطعاً إن أردتما، ثم عودا للجلوس مع بعضكما والتحدّث والإصغاء لبعضكما البعض.
إصغي بكلّ بساطة إلى نظرة زوجكِ للأمور والمستقبل واعرفي أكثر عن تمنياته ومخاوفه من دون أن تُقاطعيه أو تلوميه أو تحملي راية الدفاع ضدّه. فالإصغاء يُساعد أحياناً كثيرة على استيعاب الآخر وتقريب وجهات النظر.
وفي حال جرّبتِ وزوجكِ كلّ النصائح والطرق اللازمة للاتفاق على تربية طفليكما لكن دون جدوى، لا عيب بطلب المساعدة من أهل الاختصاص والمستشارين في شؤون تربية الأطفال لمساعدتكما على التفاهم مع بعضكما البعض لما فيه مصلحة صغيركما!
 


المشاهدات 1130
تاريخ الإضافة 2023/03/18 - 7:34 PM
آخر تحديث 2024/04/19 - 12:47 PM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com