رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
فن المقامات يلهم الشباب لإعادة إحياء التراث العراقي


المشاهدات 1362
تاريخ الإضافة 2025/11/09 - 9:28 PM
آخر تحديث 2025/11/12 - 7:07 PM

يشهد فن المقامات في العراق، وهو نوع من الغناء ذو جذور تاريخية، إقبالاً من شبان وشابات معاصرين لم تستهوهم موسيقى الزمن الحالي التي تتسم بالسرعة، وانخرطوا في تعلم فن لا يبدو أنه سيندثر.
ويُقبل المهتمون بهذا الفن التراثي الذي يعكس الهوية العراقية على المؤسسات والمعاهد الرسمية وورشات الموسيقى، لصقل مواهبهم وأخذ أصول هذا الفن وتوارثه من محترفيه.
وشهدت ورشة فنية لتعليم الموسيقى المرافقة للمقامات العراقية نظمها “بيت العود” مطلع الشهر الحالي، وأقيمت بدعوة مفتوحة لجميع المهتمين بالموسيقى والمقام العراقي، إقبالاً لعدد من العازفين والعازفات.
ورغم كون المقامات فنًا قديمًا فقد شارك عشرات العازفين معظمهم من الشبان في هذه الورشة، التي ركزت على تعليم الطلاب عبر أمثلة علمية الأساليب الفنية والدقيقة التي يجب أن يتحلى بها العازف المرافق لقرّاء المقام العراقي.
ونظمت مؤسسات فنية أخرى أمسيات وفعاليات فنية معنية في المقامات في الفترة الماضية، ففي أيلول/سبتمبر الماضي، شارك معهد الدراسات الموسيقية المتخصص بتعليم الموسيقى والغناء التراثي، في فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب بأمسية موسيقية.
وعرضت فرقة المعهد ومعظم عازفيها من الشبان عرضًا فنيًا قدمت خلاله نخبة من المقامات والموسيقى التراثية.إضافة إلى المعهد الموسيقي الحكومي وبيت العود العربي لنصير شمّة، فقد أُسست مدارس تُعنى بالمقامات وموسيقاها، منها “بيت المقام العراقي” الذي أنشأته الحكومة عام 1988، و”مؤسسة المقام العراقي” في هولندا.والمقام العراقي هو لون من الغناء المرتجل يقوم به قارئ المقام يرافقه عازفون، يتألف من مقاطع عدة لا تقبل الزيادة أو النقصان، ولقراءته أصول وقواعد، بالارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع وينطق بالحنجرة وبالتنقل على السلالم الموسيقية بطريقة مضبوطة.
وتوارث العراقيون هذا الفن منذ زمن، وأضافوا إليه ما استحسنوه من أنغام بعض الشعوب الشرقية التي وفدت إليهم في العصر العباسي، وكان يُغنّى في البداية في التقاليد الدينية والقصائد الصوفية، وكذلك استُخدم كأبرز مقامات تلاوة القرآن الكريم.ومن أهم المقامات الرئيسة: مقام الرست، ومقام النهاوند، ومقام الحجاز، ومقام البيات، ومقام السيكاه، ومقام الصبا، ومقام العجم، ومقام الكرد.
ويصحب المقامات آلات موسيقية تشمل آلة السنطور وهو شبيه بآلة القانون، والجوزة وهي آلة وترية أخذت من مواصفات آلة الكمان، وآلة الإيقاع والرق، ومع الحداثة بدأ مغنو المقام في استخدام آلتي العود والقانون.
ويتكون فن المقام من خمسة عناصر وهي (التهليل، القطع والأوصال، الجلسة، الميّانة، التسليم).
وكانت المقاهي العراقية في القرن الماضي تُعد ميداناً لعرض فن المقام، ومدارس خرّجت تلاميذ يتقنون قراءة المقامات، في بغداد ومدن عراقية أخرى كالموصل وكركوك والمدن الكردية والبصرة.


تابعنا على
تصميم وتطوير