رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
فوزي مهدي اشتهر بالمسرح الكوميدي وامتاز بروح الدعابة والتلقائية


المشاهدات 1137
تاريخ الإضافة 2025/11/01 - 9:23 PM
آخر تحديث 2025/11/02 - 11:52 PM

ولد الفنان فوزي مهدي في محلة العگيلات بمدينة الكاظمية في عائلة دينية محافظة، وكان ترتيبه الأكبر بين 12 أخا وأختا، وفي الكاظمية أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة، وخلالها مثّل أول دور في عمل مسرحي بعنوان (كرم العرب) عام 1948 ، ثم التحق بمعهد المعلمين، والتحق بدراسة المسرح مساءً في معهد الفنون الجميلة – بغداد في منتصف خمسينيات القرن العشرين...
اشتهر ممثلا كوميديا في العراق، وامتاز بروح الدعابة والتلقائية. شغل منصب مدير الفرقة القومية للتمثيل في أوائل السبعينيات وبعدها درس فنون المسرح في أكاديمية الفنون الجميلة.. عمل مقاولاً لسنوات حيث أشرف وساهم في بناء بيوت الفنانين (طعمة التميمي وقاسم الملاك والمخرجين جاسم العبودي وحسين التكريتي) ومن هنا قرر الالتحاق بالدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة.. شارك في اكثر من 50 مسرحية منها (مقامات ابو سمرة ونديمكم هذا المساء ودنيا عجيبة،  مقامات ابو سمرة / عام 1985،  كان يا ما كان / عام 1978 اخراج قاسم محمد ، ريم والأمير الصغير / عام 1994 اخراج محمود ابو العباس، نشيد الأرض / اخراج محسن العزاوي ، حرم صاحب المعالي / عام 1970 اخراج محسن العزاوي). كما شارك في البرنامج التعليمي الشهير (افتح يا سمسم) وسجل بصوته صوت الضفدع كامل 103 حلقة في الجزء الأول و 52 حلقة في الجزء الثاني. أما في السينما فقد شارك في العديد من الأفلام منها (يوم آخر و النهر وتحت سماء واحدة و الحب كان السبب وفائق يتزوج وعمارة 13 ومن يعطيني الشمس). أما في التلفزيون فقد شارك في عشرات الأعمال منها (حامض حلو واعماق الرغبة وغاوي المشاكل وسبع صنايع ووجهة نظر واسباب الزيارة وناس من طرفنا والمهافيف وليل السفينة واحلام في الهواء وأيام الاجازة وذئاب الليل) .. من بين أفلامه: يوم آخر (1979)، النهر (1978)، فائق يتزوج (1984) وغيرها.  تبلغ أعماله في التمثيل نحو 81 عملاً حسب إحدى المصادر. وغيرها الكثير. كما شارك البرنامج التعليمي الشهير (مدينة القواعد) . 
ومن منا لا يتذكر تألقه في أدائه الصوتي للشخصية (الضفدع كامل) شخصية دُمية ظهرت في برنامج  (افتح يا سمسم) ، وهو النسخة العربية من البرنامج الأمريكي ( شارع سمسم ) ، والشخصية هي اقتباس لشخصية الضفدع كيرمت، التي ابتكرها مُحَرِّكُ الدُّمى الأمريكي جيم هينسون سنة 1955 ، وقَدّمَ النسخة العربية منها الممثل فوزي مهدي ، فكان فوزي مهدي قد جسد في هذه الشخصية جمالية الاداء الصوتي وتهدجاتة الجميلة وبتعبيرية محببة كثيراً لدى الاطفال عموماً وتفوق في هذه الشخصية على كل حركات الرأس والجسد وتفاصيل الوجه التي كانت تتكرر كثيراً في آلية ادائه لمعظم الشخصيات التي قام بتمثيلها في المسرح والتلفزيون، واثبت خلال شخصية الضفدع كامل انه ممثل يستطيع ان يتعامل مع الشخصية المسندة له بعلمية وموهبة كبيرة .
لذلك يُعتبر من الوجوه البارزة في المسرح والتلفزيون العراقي خلال النصف الثاني من القرن العشرين.. ترك بصمة في الكوميديا العراقية، وقدم أعمالاً جعلت الجمهور يتفاعل معها ويستذكرها حتى بعد رحيله. لقد امتهن فوزي مهدي طريق الكوميديا للتعبير عن حاجة اجتماعية ليست مجرد ضحك، بل مرآة للمجتمع تعبّر عن تناقضاته وأوجاعه، وتحوّل المأساة اليومية إلى لحظة وعي عبر الضحك. يمكن القول إنها تجمع بين البساطة الشعبية، الذكاء النقدي، والإنسانية العميقة.. يتميّز الكوميدي فوزي مهدي بأنّه قادر على إضفاء كوميديا خفيفة ومحبّبة، سواء عبر المسرح أو التلفزيون، مع إمكانات في التعبير الصوتي والحركي. فكانت قدرته على التواصل مع الجمهور جعلت من شخصياته تحمل حضوراً مميّزاً في المشهد الفني العراقي. خاصة خلال قيادته للفرقة القومية، أسهم أيضاً في تطوير البُنية التنظيمية للمسرح في العراق، خاصة انه يعمل على الازدواج بين الحزن والضحك (التراجيديا الكوميدية) في كثير من الأعمال، يضحك الجمهور وفي الوقت نفسه يشعر بالأسى. هذا الأسلوب العميق عُرف باسم «الكوميديا المرّة» أو «الضحك الباكي»، وهو ما يميز المسرح العراقي عن الكوميديا الخالصة.
لقد اتسمت الذاكرة الجمعية العراقية  في المسرح والتلفزيون على المستوى الشعبي والنخبوي، حيث تحفظ تلك الذاكرة  الأسماء الكبيرة التي ساهمت مساهمة فاعلة في خلق مسرح عراقي متطور، تلك الأسماء العملاقة التي راحت تنحت بأزاميلها المعرفية والإبداعية والجمالية الرائعة  معالم فضاءات المسرح العراقي والعربي والعالمي، لتنهل من المعين الخصب لتلك الأسماء جل الملامح الابتكارية الحداثوية العلمية ، التي أطرها مبدعوها الكبار بأحرف مبهرة وفق منظومة العمل الدؤوب الخلاق الجاد ، وذات المبدعين الكبار الذين تسيدوا مواطن التنظير على المستوى الفكري والفني والجمالي ، في الكليات والمعاهد الفنية في الداخل والخارج ، وقد تخرج العديد من الأسماء المسرحية والفنية المعروفة في الساحة المحلية والعربية من تحت جلبابهم الغني بالتجديد والحداثة .
إن السفر الخالد لرواد المسرح العراقي، وقاماته الكبيرة العالية ومنه فوزي مهدي، تستدعينا للوقوف في حضرتها مليا ، واستذكار روادها كالفنان القدير فوزي مهدي الذي نذر فنه الى متعة الناس بالطرفة لأنها تؤطر ملامح المعرفة، حتى حققت لذواتها السرمدية منصات طرزها التاريخ بأحرف من نور، ولأنها نهلت معارفها من بدء التكوين. ولأن رواد المسرح العراقي الكبار كانوا ولا يزالون   مهمومين بشغف تأطير خشبة المسرح العراقي وعموم مخصاب الفن الأخرى، بملامح تواجدهم، والحرص على تسجيل اسمائهم وبصماتهم الكبيرة داخل ملحمة النهضة الفنية الحداثوية، ولكونهم لم يغادروا حياتنا وبقوا متجذرين في عمق الأرض ، ليكملوا مسيرتهم الحافلة بذلك النبض الفني السحري، والتي كانت وما تزال بودقة فخر رائعة يضعها العراق في محاجره السرمدية.
ولعل فرقة 14 تموز للتمثيل هي فرقة مسرحية عراقية وهو أحد أعضائها، تأسست في بغداد في عام 1959 تقريباً من أبرز مؤسسيها: أسعد عبد الرزاق، وجيه عبد الغني، بهنام ميخائيل، قاسم الملاك، فوزي مهدي وآخرون. رغم أنها تأسست في 1959 تقريباً، فإن نشاط المسرح العراقي واجه تحولات بسبب السياسات الثقافية، ففي عام 1963 تم إلغاء تراخيص بعض الفرق، ثم عاد النشاط بعد صدور قانون الفرق التمثيلية. الهيئة العربية للمسرح.
فقد كانت الفرقة تحمل اسم “فرقة 14 / تموز” (أو 14 تموز للتمثيل) مما يشير إلى اسم يرتبط بتاريخ أو رمزية وطنية في العراق (ثورة 14 تموز 1958 مثلاً). والتي تُعدّ من الفرق التي أثّرت الحركة المسرحية العراقية وقدّمت عدداً من الأعمال المهمة. لأنها مثلت حقبة ذهبية من المسرح العراقي، حيث كانت هناك عدة فرق مسرحية قوية في الخمسينيات والستينيات، وكانت فرقة 14 تموز جزءاً من هذا المشهد وكانت من أشهر أعمالها المسرحية: جفجير البلد (عام 1970)، جِزّة وخروف (1971) والدبخانة وغيرها.  عملت الفرقة ضمن إطار قانون الفرق التمثيلية الذي صدر عام 1964 والذي أعاد نشاط الفرق المسرحية العراقية، كما أسهمت في تطوير المسرح العراقي من حيث الإنتاج والعروض والفرق المسرحية، مما ساهم في بناء بنية مسرحية منظمة نسبياً في تلك الفترة.
من أبرز السّـمات للمسرح الكوميدي في العراق تعدّ جزءاً أساسياً من هوية المسرح العراقي، إذ تطوّر هذا الفن منذ ثلاثينيات القرن العشرين حتى اليوم، ومرّ بمراحل مختلفة تأثرت بالتحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية.
ولان المسرح العراقي استخدم الكوميديا كأداة نقد لاذع، ولكن بلغة رمزية بسبب الرقابة. فالكوميديا العراقية ليست مجرد ترفيه، بل وسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية، خصوصاً في فترات الأزمات السياسية والحروب معظم المسرحيات الكوميدية العراقية تناولت الواقع اليومي للمواطن العراقي: الفقر، الفساد، العلاقات الاجتماعية، الازدواجية بين المظهر والجوهر. فظهرت ما يُعرف بـ “الكوميديا المبطّنة» التي تخفي الرسالة السياسية خلف نكتة أو موقف طريف. أعمال يوسف العاني مثل (الخرابة وانا أمك ياشاكر)، التي مزجت بين الضحك والنقد الاجتماعي. كما استخدم الفنانون اللغة المحكية البغدادية أو اللهجات المحلية لتقريب النص من الجمهور، مما جعل الكوميديا العراقية «ابنة الشارع»، يفهمها ويستمتع بها الناس من مختلف الطبقات.
إن المسرح الكوميدي العراقي يخلق علاقة مباشرة مع الجمهور، ويعتمد على التفاعل اللحظي والضحك الجماعي. لذلك، كانت العروض تُقدّم أحياناً في النوادي والمقاهي قبل أن تنتقل إلى المسارح الرسمية.وبالتأكيد فإن الفنانين الكوميديين والاكاديميين منهم فوزي مهدي واخرون والذين يملكون ثقافة عن أساليب المسرح الكوميدي وانواعه، يحرصون على انتهاج الثقافة الاكاديمية في تناول مواضيعهم الساخرة والناقدة للأوضاع المتردية والسائدة في المجتمع، ويهاجمون بأعمالهم ويهجون المواضيع المحرمة والمحذورة والتي هي بمثابة الخط الاحمر في تناولها فنيًا والسخرية منها  ومعالجتها بشكل فكاهي وساخر مع الاحتفاظ بجدية الموضوع، إذ ان الكوميديا السوداء تدور حول مواضيع وافكار سوداوية في تناولها ومن خلال النقد والسخرية وفي الوقت نفسه يدفعك الى الضحك على حال واقعهم، وكما هو الحال في اعمال يوسف العاني ووجيه عبد الغني وقاسم الملاك، وغيرهم من فرسان المسرح الكوميدي العراقي، وخاصة في فترة الستينيات وما قبلها .
إنّ العديد من مؤرخي الثقافة العراقية المسرحية بالذات المعاصرة يتعاملون مع ذوقيات المتلقي خلال نوعية المسرحيات التي يحبذها أي أخضعتْ لقانون العرض والطلب مما شجع القطاع الخاص للدخول في مضمار هذا العمل الفني بالمال والترجمة والتأليف، فكان حقاً العصر الذهبي بنوعيه الجاد والتجاري، فكانت سنة 1952 ولادة « فرقة المسرح الفني الحديث» بجهود عباقرة الفن المسرحي العراقي الفنان الكبير يوسف العاني والراحل ابراهيم جلال برائعتهم ، الشريعة والخرابة ، آني أمك يا شاكر ، خيط البريسم ، راس الشليلة ، وثُمّ رائعة غائب طعمه فرمان { النخلة والجيران } في 1968 التي وازت وطاولت قمة المسرحيات العالمية ، وسنة 1954 تأسست « فرقة المسرح الحر» بجهود المخرج قاسم محمد وجاسم العبودي وكارلو هارتيون  وشكري العقيدي، فقدمت مسرحية { ثمن الحرية ومسرحية موتى بلا قبور لسارتر ومسرحية البخيل لمولير } .
أما في سنة 1963 في شباط الأسود فقد ألغيت المسارح والفرق المسرحية باعتبارها في نظر الانقلابيين قاسمية وشيوعية !!! ، ونصل إلى سنة 1983 وفرقة مسرح بغداد بقيادة خليل الرفاعي والمخرج مقداد مسلم وسامي قفطان وراسم الجميلي في مسرحية { الخيط والعصفور } على مسرح المنصور.
كما ان كثيرا من الممثلين، مثل قاسم الملاك وسامي قفطان وفوزي مهدي وخليل الرفاعي، اعتمدوا على مهارات الارتجال والتفاعل مع الجمهور، خصوصاً في المسرح الحي. فيما كانت الشخصيات المسرحية غالباً تمثل شرائح المجتمع: البغدادي البسيط، الموظف، العسكري، التاجر، المرأة الشعبية…   المسيرة الفنية لم تتأثر بهذه الاجواء السلبية والتي ذكرناها انفا، لكونها مدعومة من قبل فنانين مؤمنين بأن الفن ليس وسيلة تسلية بقدر ما كان ايمانهم راسخاً على ان للفن رسالة مقدسة من خلاله يتم خدمة الجماهير ويعمل على توعيته وتثقيفه ومقاومة الظلم والاستبداد من خلال عرض بعض النصوص الفكرية والسياسية والنقدية والتي جاءت عن طريق الفرق الاهلية التي تشكلت بعد مرحلة الخمسينيات، اضافة الى الاندية الاجتماعية والثقافية التي دعمت المسيرة الفنية بعروضها المسرحية وترسيخ  حركة المسرح في العراق، حيث بادر الفنانون الرواد بتشكيل فرق مسرحية جاهدت من اجل تقديم عروض مسرحية ذات طابع فني متميز منها فرقة المسرح الشعبي التي كان يرأسها الفنان الرائد الاستاذ المرحوم جعفر السعدي ومقرها في منطقة الباب الشرقي،, وفرقة 14 تموز للتمثيل التي كان يشرف عليها الفنان الرائد المخرج الاستاذ اسعد عبد الرزاق  ومقرها في الصالحية، وفرقة المسرح الحر التي كان يشرف عليها الاستاذ جاسم العبودي ومقرها كان في كرادة مريم بالقرب من نقابة الفنانين العراقيين، وامام الفرقة القومية للتمثيل آنذاك التي اصبحت فيما بعد الفرقة الوطنية للتمثيل، اضافة الى الفرقة القومية للتمثيل وهذا هو اسمها آنذاك، وفرقة المسرح الفني الحديث التي اتخذت لها مقرا في مسرح بغداد في البتاوين خلف سينما النصر، والآن اصبح مزبلة للأوساخ والنفايات، مع المزيد من الاسف، وفرقة مسرح اليوم التي كان يشرف عليها الاستاذ المخرج جعفر علي ومقرها امام سينما النصر، وفرقة الستين كرسي وهي بالقرب من فرقة مسرح اليوم التي كان يشرف عليها كل من الفنانين د. عوني كرومي والفنان عادل كوركيس، وفرقة مسرح الرافدين التي كان يشرف عليها كل من الاساتذة اسامة القيسي والفنان عبد الخالق الفلاح الذي توفي في امريكا بعد اغترابه عن الوطن، وفرقة مسرح بغداد التي كان يشرف عليها الفنان الراحل خليل الرفاعي، وفرقة المسرح المعاصر والتي كان يشرف عليها الفنان مكي العفون وكان مقرها في بداية  شارع النهر من قرب رأس جسر الصالحية، وفرقة اتحاد الفنانين التي كان يشرف عليه الفنان الاستاذ خالد سعيد وطه سالم وعبد الوهاب الدايني ، وفرقة الفنون المسرحية التي كان يشرف عليها الفنان محمد القيسي والفنان عبد علي اللامي،, وبعدها برزت فرق جماهيرية مدعومة من قبل مؤسساتها الحكومية المسرح الفلاحي، وبيت المسرح العمالي وفرقه العمالية لجوزيف الفارس والفرق السريانية وفرق الاندية الاجتماعية (نادي بابل الكلداني – الارض والحب والانسان، ونادي التعارف الاهلي – الشيخ والقضية)، والمسرح الكنسي في بغداد الذي اخذ دوره المسرحي من خلال الاخويات الكنسية وتقديم مسرحيات، اضافة الى الفرق الكردية في السليمانية والتركمانية في كركوك، والفرق المسرحية في البصرة وبقية المحافظات العراقية  .
في يوم السبت بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1995 توقف قلب الفنان الرائد المبدع الكوميدي فوزي مهدي ليعلن عن رحيله الذي فقد المسرح العراقي وجميع وسائل التعبير عملاقا من عمالقته الأفذاذ الذين رسموا مساراته الإبداعية المتنوعة بحرص وتفانٍ وثبات ومهنية ومهارة احترافية عالية، ليشكل هذا الرحيل خسارة فادحة لا يمكن تعويضها للمسرح العراقي لما اتسمت به تجاربه الإبداعية من مغايرة وبناء جمالي جديد شكلاً ومضمونا.


تابعنا على
تصميم وتطوير