
العباءة الرجالية النجفية تمثل واحدة من أبرز ملامح الذاكرة العراقية والهوية الاجتماعية، خصوصاً في مدينة النجف التي عُرفت بصناعة العباءات الفاخرة منذ قرون.
العباءة النجفية ليست مجرد لباس، بل رمز للهيبة والوقار والمكانة الاجتماعية، ارتداها الفقهاء والعلماء والشيوخ والوجهاء وحتى عامة الناس في المناسبات.
اشتهرت النجف بصناعة العباءات من صوف الخراف والجمال، وخاصة صوف النعيمي و الوبر ، وكانت تُنسج يدوياً على أنوال تقليدية، وهو عمل يحتاج دقة وصبراً وخبرة طويلة.
من أشهر أنواعها:
العباءة الوبرية: خفيفة وناعمة، تُلبس صيفاً.
العباءة الصوفية الثقيلة: للشتاء والبرد.
العباءة المطرزة (المزوية أو المكفية) : للزينة والمناسبات.
النجف كانت مركزاً مهماً لتجارة العباءات، حيث تُصدَّر إلى بغداد والجنوب والبادية وحتى دول الخليج. وكان هناك سوق خاص يُعرف بـ سوق العباءات قرب الصحن الحيدري الشريف.
العباءة النجفية كانت أيضاً علامة طبقية؛ فالجودة والنسج واللون يحدد مكانة مرتديها. فعباءة العالم أو المرجع تختلف عن عباءة الشيخ أو التاجر.
بقيت العباءة جزءاً من الزي الشعبي العراقي حتى اليوم، وإن قل استخدامها في المدن، لكنها ما زالت حاضرة بقوة في النجف وكربلاء والجنوب والبادية وبين الشيوخ ورجال الدين.