رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
رياض شهيد الباهلي سيمياء الضوء وذاكرة المسرح العراقي


المشاهدات 2536
تاريخ الإضافة 2025/09/28 - 9:16 PM
آخر تحديث 2025/11/15 - 10:09 PM

في المشهد الثقافي العراقي، يبرز اسم الدكتور رياض شهيد الباهلي كأحد أعمدة المسرح والدراما والسينما، وكصوت مثقف حمل مسؤولية توثيق الفن وتطويره، فكان مخرجًا، ممثلًا، أكاديميًا، ومنتجًا ترك بصماته في أكثر من حقل إبداعي. هو ابن محافظة القادسية (الديوانية)، وُلد في الثالث من أيلول 1957، قبل أن يشد الرحال إلى بغداد ليبدأ رحلة طويلة مع المسرح والفن والإبداع.
الدكتور رياض شهيد هو المبدع الفنان المثقف الذي تابعنا مسيرته ومعلومات حياته وما قدمه كفنان ومثقف واستاذ جامعي نرجو ان نكون قد وفقنا في تحليل كامل لمسيرته الطويلة .
البدايات والتعليم الأكاديمي
تجلّت ملامح شغف رياض شهيد بالفن منذ سنوات دراسته الأولى في مدينته الديوانية، غير أن محطته المفصلية كانت حين انتقل إلى بغداد ليكمل دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة. تخرج عام 1980 بدرجة البكالوريوس في علوم المسرح وكان الأول على دفعته، ثم حصل على الماجستير في الإخراج المسرحي بدرجة جيد جدًا عام 1983، وتوّج مسيرته الأكاديمية بالحصول على الدكتوراه في «سيمياء هندسة الضوء والليزر» بدرجة امتياز عام 1996، ليُمنح لقب أستاذ مساعد في جامعة بغداد عام 2009.
الحياة المهنية والإدارية
لم يقتصر دوره على الإبداع الفني فقط، بل شغل مواقع قيادية مهمة في مؤسسات الدولة الثقافية والإعلامية. كان مديرًا عامًا لقناة الجامعية الفضائية ومؤسسها بين 2009 و2014، ومديرًا للمسارح العراقية في دائرة السينما والمسرح بين 2001 و2003، كما أدار السينما العراقية لعدة سنوات، وتولى مهام مدير عام دائرة السينما والمسرح. ساهم في تأسيس اتحاد المنتجين العراقيين وكان عضوًا في المؤتمر التأسيسي لاتحاد المنتجين العرب، كما شغل عضوية مجلس إدارة دار الشؤون الثقافية العامة لثماني سنوات، وشارك في لجان تحكيم مهرجانات محلية وعربية مرموقة.
الإبداع المسرحي
ارتبط اسم رياض شهيد بالمسرح العراقي ارتباطًا وثيقًا، فقد أخرج العديد من الأعمال المسرحية التي لاقت صدى واسعًا مثل: «نديمكم هذا المساء»، «البيان والتبين»، «طريق الحرية»، و»تفاحة القلب»، إضافة إلى الأوبريتات الغنائية «عروس العصور»، «الملا عثمان الموصلي»، و»زرياب».
أما على صعيد التمثيل المسرحي فقد برع في أداء أدوار محورية في مسرحيات مهمة منها «النخلة والجيران»، «حياة غاليلو»، «اللعبة»، «دزدمونة»، و»الأخوة كرامازوف»، ما جعله واحدًا من أبرز وجوه الخشبة العراقية.
الحضور التلفزيوني والسينمائي
قدم رياض شهيد أكثر من 42 مسلسلًا تلفزيونيًا تجاوز مجموعها 1000 ساعة درامية، من بينها «رجال الظل»، «الأماني الضالة»، «ذئاب الليل»، «أسد بابل»، و»نفوس مهشمة». كما كان معدًّا ومقدمًا لبرامج نوعية مثل «آدم وحواء» و»السينما العراقية».
وفي السينما، مثّل في عدد من الأفلام البارزة منها «الفارس والجبل»، «صمت الورود»، «الدمية»، و»سحابة صيف»، مؤكّدًا حضوره كممثل قادر على الانتقال بين خشبة المسرح وعدسة الكاميرا بسلاسة.
الإنتاج والإخراج التلفزيوني
لم يكتف بالمشاركة كممثل، بل خاض تجربة الإنتاج والمنتج المنفذ لمسلسلات وأفلام مثل «الوان الرماد»، «ايام التحدي»، «اوتار ودموع»، و»الشوارع الخلفية». كما أخرج وأنتج العديد من الأفلام والإعلانات التلفزيونية، وكان أحد كوادر قناة السومرية عند تأسيسها.
المشاركات والمهرجانات
حمل رياض شهيد الفن العراقي إلى منصات عربية وعالمية، وشارك في مهرجانات مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مهرجان مسرح الرور في ألمانيا، مهرجان قرطاج المسرحي، مهرجان المسرح الأردني، والمسرح التجريبي في القاهرة، وغيرها، حيث مثل العراق بفخر وأعاد جزءًا من ألق المسرح العراقي إلى المشهد الثقافي.
المؤلفات والنشاط الأكاديمي
إلى جانب عمله الفني، كان له حضور أكاديمي بارز، حيث أشرف على رسائل ماجستير وأطاريح دكتوراه، وشارك في لجان مناقشة في الجامعات العراقية. أصدر كتابًا مهمًا بعنوان «سيمياء الضوء في العرض المسرحي» أسس فيه رؤية نقدية وعلمية لفهم علاقة الإضاءة بالعرض المسرحي.
مواقفه الشخصية ورؤيته الإنسانية
في حوار شخصي معه، كشف عن جانب إنساني عميق لشخصيته، إذ يرى أن قوته تنبع من إيمانه بالله وثقته بنفسه، ويعد أولاده نقطة ضعفه. يعشق أغاني أم كلثوم وفريد الأطرش، خاصة ما كان باللغة الفصحى، ويتفاءل بالمطر وبالنجاح الذي يأتي بعد جهد طويل. يقرأ حاليًا في «ثلاثية درب الآلام» لألكسي تولستوي، ويعد الإنترنت أعظم اختراع في العصر الحديث.
إرثه الفني وتأثيره الثقافي
يمثل رياض شهيد الباهلي نموذجًا للفنان الذي جمع بين الإبداع الأكاديمي والعملي، بين المسرح والسينما والتلفزيون، وبين الفن والإدارة الثقافية.. هو شاهد على تحولات المسرح العراقي وصانع لأجيال جديدة من المبدعين.
أحدث نشاطاته وما ورد عنه من اعمال فنية بعد حصوله على الدكتوراه، على موقعه في إنستغرام وضمن حسابه الشخصي، انه بعد حصوله على الاستاذية شارك في مناقشة اطروحة دكتوراه بعنوان  جماليات الميتافورم في تصميم المنظر للعرض المسرحي المعاصر ، وكان هو رئيس اللجنة، كما كان ضيفًا على برنامج تلفزيوني بعنوان رحلة كاست على قناة سامراء الفضائية. 
وفي حسابه على يوتيوب، تظهر مقاطع ومقابلات تحمل عنوان “بصمة مميزة في عالم السينما والتلفزيون – مع الفنان رياض شهيد” مما يدل على أن البث والتوثيق المرئي لمنجزه ما زال مستمرًا ومتجددًا. 
في ملفه على موقع فيلم فريواي يظهر أنه يُعرَّف كفنان عراقي متعدد الميادين (ممثّل، مخرج، منتج) مع تأكيد تاريخ الميلاد والمكان، وهو مَعروف تحت اسم “الباهلي”. 
رياض شهيد الباهلي يواصل دوره كفاعل ثقافي مرموق يجمع بين الأكاديمية والفن التطبيقي. يُظهر من جديد أن نشاطه لا يزال متواصلا من خلال مشاركته في لجان الدراسات العليا، وظهوره الإعلامي في برامج فنية، والحفاظ على قنواته الرقمية (يوتيوب، إنستغرام) لنشر أعماله أو ذكرياته أو مشاركاته. رغم أن الفترة الراهنة ربما لا تشهد إنتاجًا سينمائيًا أو مسرحيًا كبيرًا جديدًا يتم تسليط الضوء عليه في وسائل الإعلام، إلا أن تواجده في الوسط الأكاديمي والثقافي مستمر ويُعدّ ذا أثر.
كما أنه  أنّه يُحافظ على علاقته بالمهرجانات والمؤسسات الثقافية، سواء من خلال الشكر أو المشاركة الرمزية، مما يبيّن أنه لم ينقطع عن الساحة الثقافية.


تابعنا على
تصميم وتطوير