سعت الدراما العراقيّة في شهر رمضان المبارك لتثبيت وجودها، وإبراز أعمالها بشكل لافت، في وقت حاول صنّاعها الإرتقاء بها شكلا ومضمونا.
نعم.. عرضت عدة مسلسلات عراقية على مختلف القنوات الفضائية، ورغم أنها حققت نسبة مشاهدة عالية، إلا إنها في الوقت نفسه ابتعدت نوعا ما عن الكثير من الواقع العراقي والطقوس التي يمارسها العراقيون وعوائلهم في رمضان.
لذلك وجد الكثير منا أن الدراما العراقية ما زالت تدور في الحلقة نفسها، ما أدى بالمشاهد للاتجاه إلى الشاشات العربية، التي هي الأخرى قدمت مسلسلات عدة في رمضان.
بالعودة الى أعمال الدراما العراقية، إذ أنها افتقرت الى فضائل الشهر الفضيل.. مثلا لم نجد في الدراما العراقية مشاهد موائد الإفطار في البيوت العراقية، وتعدد الأطباق، حيث يحرص الأهل والجيران على تبادل أطباق الطعام التي يعدونها قبل الإفطار، وترسل كل أسرة أطباقا متنوعة من إفطارها إلى أسرة الأصدقاء والجيران أو الأقارب.. من خلال هذا العرف السائد لدى العوائل العراقية في كل رمضان.
بيد أن هذه العادة لم تقتصر على البيوت فقط، حيث يحرص الكثير من الناس على حمل طعام الإفطار المُعَد في بيوتهم إلى المساجد، ليتجمع الصائمون عقب أذان المغرب للإفطار معا، في مائدة جماعية نسجتها أطباق متعددة صُنعت بأيدي العوائل الكريمة.
كذلك افتقدت الدراما العراقية الى صفات التلاحم، وصلة الرحم وإظهار إبداء المساعدة بين أبناء البلد الواحد, وتفقد الأيتام وكسوتهم قبل العيد.
نعم.. الدراما العراقية ما زالت تعاني من التكرار نوعا ما في مواضيعها، من خلال تسليطها الضوء على أعمال العنف، والماضي.. مبتعدةً عن التطرق إلى هموم ومشاكل الناس، إضافةً إلى ابتعادها أيضاً عن المشاكل الاجتماعية التي تتناول العلاقات العاطفية وارتفاع معدل نسبة الطلاق بين الشباب وهموم المرأة، وبروز ظاهرة الانتحار لكلا الجنسين، والقتل العائلي بسبب تعاطي المخدرات.
نريد من الدراما العراقية أن تأخذ الكثير من المواضيع الواقعية في الحياة والتي تمس مشكلات الواقع العراقي، وإظهار الحلول الناجعة لها بطريقة هادفة.
إن مواضيع الدراما العراقية أصبحت شبه مكررة، ولا تنقل الواقع الحالي بكل تفاصيله رغم وجود صحافة قوية وحرية تعبير متاحة في البلد بشكل ملموس.
أقول.. أتمنى على كتّاب الدراما العراقية أن يجدوا قصصاً من رحم المجتمع العراقي أكثر تأثيراً في الموسم المقبل إن شاء الله، وتناول مواضيع هادفة أكثر وبعيدة عن العنف بكل أنواعه، قريبةً من المواطن و طموحاته، كذلك العمل على تسويق الأعمال العراقية، ومحاولة منافسة الدراما العربية، بدل أن يقتصر المنتجون تسويق أعمالهم على القنوات المحلية.
وفي الختام .. شكراً لكل كاتب ومنتج ومخرج وفنان وفنانة ومقدم برامج ساهم في زرع الغبطة في نفوس العوائل العراقية، من خلال الأداء المتميز والمهني، واختيار أفضل النصوص.