بدأ حياته مطربا ثم اتجه فيما بعد إلى أغاني الأطفال وتقديم البرامج الخاصة بهم ومن أشهر برامجه على الإطلاق برنامج الأطفال ذو الشعبية الواسعة «نادي هيلا هوب».
وليد حبوش شاب عرفته في اذاعة جمهورية العراق مترددا على اقسام برامج الاطفال في ثمانينيات القرن الماضي ولما تابعت مسيرته عرفت انه كان طموحا لان يكون مغنيا مؤديا إلا انه نتيجة احتكاكه الكبير مع اقسام الاطفال حاول ان يوظف امكاناته الذاتية في اعداد وتقديم برامج الاطفال في الاذاعة وفي التلفزيون وكان من بينها برنامجه المعروف ( هيلا هوب ) ذلك البرنامج الذي فتح له الافاق فحظي برعاية منظمة اليونسيف في العراق وصار البرنامج ناديا مهما يقيم الحفلات ويدعو لها الكثير من الاطفال والمؤسسات الخاصة بالاطفال آنذاك ...-وليد حبوش اليوم معدا ومقدما لبرمج منوعة في اذاعة الرابعة ضيف الزوراء اليوم فاهلا ومرحبا بك اخ وليد .
-اهلا ومرحبا بك زميلا وصديقا قديما واهلا بجريدة الزوراء العتيدة .
-نود اولا ان تقدم نفسك لقرائنا الكرام ؟
-بكل ممنونية الاسم الكامل: وليد ابراهيم انطون حبوش
الاسم الفني : وليد حبوش محل وتارخ الولادة: البصرة 16/11/1962
الجنسية: عراقي المؤهلات العلمية دبلوم معهد فنون الجميلة / قسم الموسيقى/ الة القانون العائلة أصلها من الموصل .
-وكيف كانت نشاتك وهل كان للعائلة علاقة بالفن وبالاعلام ؟
-بعد أقل من عام بعد ولادتي أصبت بشلل الأطفال مما حدى بعائلتي الى ترك البصرة والمجيء الى بغداد لمراجعة الأطباء وإيجاد علاج لي وكان الطريق طويلا ومريرا في مسيرة علاجي ولكن كنت أكسب شخصية قوية ومحبة للحياة من خلال تشجيع أبي وأمي وحثي على مواجهة الحياة وتحمل الأولاد المتنمرين من حولي في المحلة والمدرسة , كانت لدي موهبة الرسم والموسيقى . أما الرسم كنت ارسم مناظر طبيعية وأفكار متنوعة حسب مايطلب منّا في المدرسة .
أما الموسيقى كنت أعشق الغناء الغربي والالات الغربية وقد تعرفت عليها من خلال السفرات الأسبوعية للنادي الأثوري في منطقة المشتل حيث كان في هذه السفرات أفضل الموسيقيين على الالات الغربية وقد عشقت العزف عليها وخاصة الة الأكورديون . وفي إحدى المرات أستعرنا الالة من أحد العازفين وأتينا بها الى البيت وكنت بمنتهى السعادة عندما كان أخي يسحب الهواء الذي في الالة وأنا اعزف دون ان يعلمني أحد , بعدها أشترى لي أبي ألة موسيقية تسمى الميلوديا . وفي أزرار تشبه الة الاكورديون ولكن يعزف عليها بواسطة النفخ .. وأتقنت العزف عليها بكل سهولة وهنا تبين للجميع أني أملك موهبة في الرسم والموسيقى
بدأت موهبتي في الموسيقى والرسم منذ الطفوله وفي الابتدائيه بالتحديد حيث اشتركت بمسابقات الرسم في المحافل المحليه والدوليه كجائزة شانكر في الهند وفزت بالعديد من الجوائز مما دعا الصحف الخاصة بالاطفال كمجلتي والمزمار في ذلك الوقت على تصليط الاضواء على مواهبي الموسيقية والتشكيليه وهذا الامر انتبهت له الدوله وارسلتني على حسابها الى بلغاريا للعلاج من شلل الاطفال .الذي كنت اعاني منه . وكان بأمر من الرئيس أحمد حسن البكر..وعندما عدت من السفر بدأت موهبتي في العزف على الة الاكورديون والميلودي تتوضح اكثر .
-جيد حدثنا اذا اول خطواتك نحو الفن وانت صبي ؟
-عندما انهيت الدراسه المتوسطه التحقت فورا بمعهد الفنون الجميله واختار لي الاساتذة الافاضل ومنهم المرحوم ارام بابوخيان وعباس جميل والعميد مخلد المختار يرحمهم الله الة القانون الجميلة والتي رفضتها في البدايه لأن ميلي كان نحو البيانو والاورغ ولكن بعد ان تعرفت على الة القانون عن قرب عشقت هذه الالة وتعلمتها بسرعة ادهشت الاساتذة..وهذا ما اهلني بالعمل كعازف في الفرق الموسيقيه التابعة للاذاعة والتلفزيون في ذلك الوقت وحتى قبل ان اتخرج من المعهد , وأنا طالب في المعهد بدأت أفكر بتشكيل فرق موسيقية وغنائية تجمع بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية بإطار جديد . وفعلا سجلت أول موسيقى من اعدادي موسيقياً وكانت لأغنية چيمالي الي . وكانت بالتعاون مع فرقة غربية لأحد أصدقائي وزملائي في المعهد وهو خالو يوقا وكان عازفاً على الة الفلوت .. وانا في هذه الفترة كنت في السنة الاخيرة في معهد الفنون الجميلة وكنت أطبق عملياً معايشة في التلفزيون التربوي وبنفس الوقت انا عازف في فرقة الاذاعة والتلفزيون وقد شجعني الدكتور جاسم الصافي وكان مديراً للتلفزيون التربوي في ذلك الوقت وسجل وصور لي هذه المعزوفة الموسيقية وقد عرضها لي برنامج عدسة الفن من تلفزيون العراق ونالت اعجاب وأستحسان المسؤولين عن الموسيقى ومنهم الناقد الموسيقي عادل الهاشمي يرحمه الله
من هنا أيقنت أن هذا هو طريقي ومستقبلي وهو أن أكون عازف متميز على الة القانون محاط بالات غربية لأنني كما قلت كنت اعشق الغناء الغربي . وايضا أكتشفت ان لي قدرة على التلحين من خلال أنضمامي الى الفرق الجماهيرية في ذلك الوقت .
-هل انتميت الى فرقة فنية او مؤسسة تجد فيها تنمية قابلياتك متى ولماذا ؟
-نعم وكما يعرف الجميع أن في فترة الثمانينيات كانت هناك فرق جماهيرية كثيرة . وانا انضممت الى فرقة العمال واحباب القائد وقد لحنت عدة اعمال في وقتها ولاقيت تشجيعا من الفنان يحيى الجابري وكان يعتمد علي كثيراً في قيادة الفرقة الموسيقية وأيضا في ألحان اغاني الأطفال . فقد كنت منذ ذلك الوقت أحب أن اخوض التجربة في عالم الأطفال
خاصة وأن والدتي رتيبة جميل كانت تعمل في قسم برامج الأطفال في تلفزيون العراق حيث كانت تصمم بعض الدمى وأيضا كانت معدة ومصممة للألعاب في برامج الأطفال التي كان يقدمها الفنانون راسم الجميلي وعبد الستار البصري وغيرهم . فقدمت في وقتها اعداد للكثير من البرامج والفقرات ولكن لم تؤخذ على محمل الجد لكوني كنت مبتدءا رغم أني كنت الاحظ تنفيذ بعض فقراتي في برامج الاطفال بدون الاشارة لأسمي
هذا بالاضافة الى اني كنت اتقدم فنياً من خلال العزف على الة القانون في الفرقة الموسيقية التابعة للاذاعة والتلفزيون
- كيف اقتربت من الاذاعة والتلفزيون ؟
-في بداية الثمانينيات صدر قرار من الحكومة بتعيين المعاقين في دوائر الدولة وحسب اختيارهم . فأخترت الاذاعة والتلفزيون لكوني كنت أدرس في معهد الفنون الجميلة وأكيد مستقبلي سيكون في هذه الدائرة . وفعلا تم تعييني في المؤسسة وكانت فرحتي لاتوصف .
-ما هو اول عمل اذاعي قدمته ؟
في تلك الفترة منتصف الثمانينيات كان لي اصدقاء من المخرجين واذكر منهم المخرجين فائز جواد وناظم فالح . وأتاح لي المخرج فائز جواد أن اعد سهرات فنية في ذكرى رحيل الفنانين العظام مثل فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وهذه كانت أولى أعمالي في مجال الاذاعة . بالاضافة الى اني كنت اسجل المقدمات الغنائية للبرامج المنوعة في ذلك الوقت .
-ما هو اول عمل تلفزيوني قدمته وكيف وجدت الاراء نحوه ؟
-اشتركت مع المخرج جمال محمد في برنامج عن المطربة بدرية أنور وقمت بدور الملحن صالح الكويتي في غناء اغنية يم العباية . وأيضا كنت اشترك في برنامج المسابقات بين عائلتين اعداد وتقديم الفنان الكبير سامي قفطان وبرامج وتمثيليات كثيرة اخرى
ولكن قمة هذه المشاركات حجائت مع انطلاق برنامج أصوات شابة اعداد الاستاذ الكبير فاروق هلال . فقد سمح لي بان اقدم نفسي كملحن من خلال البرنامج . فكونت فرقة الميلاد وقدمت عدة الحان ضمن البرنامج وكانت اعمال مميزة وتبث عبر برامج الاذاعة يوميا . وايضا حازت على اعجاب الناقد الموسيقي عادل الهاشمي والذي كان يشجعني كثيراً ويكتب عني في الصحف العراقية في ذلك الوقت .
-كم سنة قضيتها في برامج الاطفال وما هي اسماء تلك البرامج ؟
-قضيت مع برامج الأطفال اكثر من خمسة عشر سنة .منذ عام 1988 الى عام 2003
قدمت خلالها العديد من البرامج واخرجتها ايضا . هذا بالأضافة الى أغاني الأطفال وحفلات الأطفال
قدمت فقرات في التلفزيون الصغير على شاشة قناة العراق الرسمية
وبرنامج أطفال على الهواء من اعدادي واخراجي وتقديم ماما سونة عبر تلفزيون العراق الرسمي وقناة العراق الفضائية
ولكن برنامجي الأبرز والأشهر هو نادي هيلاهوب الذي أستمر تسع سنوات من خلال تلفزيون الشباب وهو برنامج جماهيري يعتمد على حضور الأطفال في مختلف القاعات والمسارح في العراق والمحافظات وحقق البرنامج شعبية كبيرة على مستوى القطر وتم تقليده في بعض الدول العربية .
-هل شاركت في برامج خارج العراق ؟
-نعم وحصلت من خلالها على جوائز كثيرة , اشتركت في مهرجان اغنية الطفل العربي ثلاث مرات 1998 حصلت على الجائزة الثانيه . 2000 حصلت على الجائزة الثالثة 2002 حصلت على الجائزة الاولى بالاضافة الى فوز الاغاني الثلاث بالتصويت الجماهيري للاطفا لاما محليا فقد حصلت على جائزة افضل مخرج لبرامج الاطفال لعام 2001 بالاضافة الى جوائز وشهادات من مؤسسات مختلف هاما دوليا فقد عرضت بعض القنوات الفضائية تقارير عن نشاطي في مجال الطفل منها: 1-قناة ال bbc البريطانيه 2-القناة الفرنسية الثانية 3- قناة ابو ظبي العربيه .
-كيف ومتى شعرت ان اسلوبك الفني يجب ان يبرمج بالشكل العلمي الناجح وما هو اول عمل بعد هذه الانقلابية ؟
-بعد 2091 أي بعد حرب الخليج الثانية أحسست اني يجب أن اترك عملي كعازف في الأماكن الليل واخطط لنفسي طريق اخر وهو طريق عالم الأطفال الذي أعشقه وأحبه لأنه عالم نظيف بريء وممتع في نفس الوقت فبدأت في تأسيس فرق الأطفال الى أن وصلت الى اعداد وتقديم نادي هيلاهوب
-حدثنا عن تجربتك مع اذاعة سومر؟
-سومر اف ام هي الأنتقالة الكبيرة في حياتي فالمعروف ان معظم مقدمي البرامج يبدأون في الاذاعة وينتقلون الى التلفاز . ولكن أنا بالعكس تماماً بعد نجاحي كمقدم برامج في التلفزيون أنتقلت للعمل في الاذاعة . في الحقيقة بعد 2003 كان من الصعب ان تجد لك مكانا في الفضائيات القليلة التي تم فتحها .. وعندما تم استحداث اذاعة سومر اكتشفت ان فيها مجموعة من أصدقائي وزملائي ومنهم المذيعة القديرة عطارد عبد الخالق . اتصلت بها واتفقنا على موعد حيث قدمتني الى المشرفين على الأذاعة وفعلا تم الاتفاق على اعداد وتقديم برنامج نونو سومر للأطفال وقد نجح نجاحا كبيرا في وقتها عام 2005 ثم بدأت في اعداد البرامج الغنائية والموسيقية ضمن أختصاصي الموسيقي وبعدها تم تكليفي في اعدادج وتقديم البرامج الصباحية ونجحت فيها ومازلت لحد الان اعمل ضمن نطاق هذه البرامج .
-في تقديمك للبرامج الاذاعية في الرابعة تحاول ان تتحدث معلومات عن سيرة بعض الفنانين كما تحاول ان تطرح معلومات عن سيرة حياتهم هل هذه المعلومات تحضرها مسبقا من الكوكل ؟
-انا كنت أملك 1000 كاسيت في الثمانينيات ومعظمها تسجيلات نادرة
قمت بنقلها على الحاسوب . وايضا كنت ومازلت متابعا لمعظم البرامج الموسيقية والغنائية العربية . هذا بالاضافة لما وفره لنا الانترنيت وأيضا حصلت على تسجيلات كثيرة نادرة من الأصدقاء المهتمين بالموسيقى والغناء بصراحة اعاني كثيرا في الحصول على معلومات تخص الفنان العراقي نتيجة عدم اهتمام الفنان نفسه بأن يوثق حياته واعماله وايضا عدم اهتمام المؤسسات الفنية والاعلامية بذلك فاحاول ان ألملم المعلومات وأتأكد منها مع سؤال بعض الفنانين الذين على قيد الحياة لكي احصل لى بعض المعلومات . وأيضا من خلال المقابلات الفنية القديمة والحديثة
-وليد حبوش بعد كل هذه المواهب والمشاركات من انت ( مغني – موسيقي – معد برامج – مقدم برامج اما ماذا ؟)
-كل ماذكرته انا .. ولكن اصحح انا مؤدي ولست مغني لأني انا احاول غناء التراث العراقي والعربي بمصاحبة الة القانون وعندما تكون معي فرقة من أصدقائي . ولكن تركت مزاولة الموسيقى والغناء منذ فترة مع الاسف نتيجة انشغالي في البرامج الاذاعية .
-لماذا لا تتخصص ببرامج الاطفال هذا العالم الرائع ؟
-أتمنى ذلك ولكن اين الذي يؤمن بهكذا نوعية من البرامج التي تحتاج ميزانية كبيرة كي تنافس برامج الأطفال في باقي الدول العربية والاجنبية .
-هل يطلع وليد على نوعيات البرامج في القنوات او غيرها لينهل منها ما يطور به نفسه وبرامجه ؟
-بالتأكيد انا متابع جيد للبرامج القديمة والحديثة وحتى برامج الشباب كي اكون معاصر وأطور أفكاري في الاعداد والتقديم
-عملك في الرابعة اذاعيا هل تفكر به تلفزيونيا خاصة بعد ان صارت برامج الاذاعة تصور بالفيس بوك ؟
-أنا اتمنى ان تتحول برامجي الاذاعية وخاصة التي تعنى بالموسيقى والغناء العراقي الى برامج تلفزيونية ولكن كما قلت الان البث المباشر على الفيسبوك عوضنا عن القنوات التلفازية وكلها مشاهدة من المتابعين .
-ما هو صدى عملك الان بالرابعة وهل يستمر ام لديك افكار اخرى لتطويره ؟
-الحمدالله انا الان اقدم واحد من انجح برامج الرابعة وهو برنامج عيش اللحظة حيث اقدم به المواضيع الفنية والثقافية والاجتماعية والتي تحوز على اعجاب ومتابعة المستمعين العراقيين والعرب ايضا .
-اخر اعمالك الان ؟
-انا متفرغ حاليا للعمل ضمن كادر اذاعة الرابعة وليس هناك أي فكرة جديدة في الأفق الا اذا عرض علي مشروع من نوع جديد كأن يكون قناة للأطفال أو برنامجي ضخم للأطفال أو برنامجي موسيقي غنائي استعراضي .
-هل تود ان تقول كلمة في نفسك ؟
-أتمنى من الدولة ووزارة الثقافة الاعتناء ببرامج الأطفال هذا أولا
-ثانيا أتمنى ان تعود شبكة الاعلام العراقي الى انتاج الاغاني داخل مؤسسة العراقية وأن تكون هناك فرقة موسيقية تسجل الاغاني الرصينة للمطربين المحترفين لنعيد الهيبة الى الاغنية البغدادية والريفية والمقام العراقي وباقي الألوان الغنائية التي بدأت تنقرض نتيجة عدم الأهتمام بها .
-شكرا لك يا وليد متمنين لك الصحة ودوام العطاء .