يتواصل العدوانُ الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ41 على التوالي، في حرب ممنهجة مكتملة الأركان.. حرب قتل وتجويع وإبادة لجميع البشر والممتلكات، لأن أهلها يتعرضون للموت وبشكل يومي، وأمام أنظار العالم أجمع.
هذا الموتُ الذي نراه عبر النقل المباشر من الزملاء الصحفيين ووسائل الإعلام المثابرة والمتواجدة في قطاع غزة، يجب أن ترفضه جميع الشعوب والدول، والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الانسان، رفضا قاطعا، بل يجب محاسبة مرتكبيه وإحالتهم على المحاكم الدولية، وتعويض قطاع غزة وأهله بكل ما لحق بهم من دمار.
أقول.. أين حقوق الإنسان التي ينادي بها الغرب من تدمير ممنهج لقطاع غزة.. نعم وصلنا الى قناعةٍ كافيةٍ بأن الغرب يقول ما لا يفعله، ويستخدم الدعاوى الأخلاقية لتحقيق أهداف سياسية.. وينادي بحقوق الإنسان، وحرية الرأي والتعبير، حينما تخدم هذه المعايير أغراضه، ويتغاضى عنها تماماً إذا تعارضت مع مصالحه العملية.
ولو كان هناك حقوقٌ للإنسان لما سمحوا بقتل أكثر من 11 ألف مواطن أغلبهم من الاطفال والنساء، وإصابة نحو ثلاثين ألفا آخرين، وعدم السماح للأطفال والجرحى بالمغادرة، وتدمير المستشفيات واقتحامها من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
نعم اقتحموا مستشفى الشفاء، وتمت إحاطته بالدبابات، بزعم إطلاق عملية ضد حركة حماس فيه عقب اشتباكاتٍ عنيفةٍ بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في محيط وعلى بوابة أكبر مؤسسة صحية في القطاع، في حين أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي أنهم بدؤوا في حفر قبور للشهداء بالمستشفى.
أقول.. عندما تشن قواتُ الاحتلال الصهيوني حرباً على الناس العزل والنساء والاطفال أليس هذا يعدُّ إرهابا، وعندما تمنع قوات الاحتلال الخبز والمياه وحليب الأطفال والعلاج، وكذلك استهداف البنى التحية في قطاع غزة، وعدم السماح منذ أكثر من شهر بدخول شاحنات الغذاء والدواء والوقود، ومياه الشرب، إلا القليل منها والذي لا يكفي ليوم واحد او ساعات، أليس هذا انتهاكا لحقوق الإنسان ويهدد حياة المدنيين؟!
وبالعودة الى احترام حقوق الانسان وحرية التعبير، حيث خرجت عدة تظاهرات في بلدان عدة تندد بجرائم الاحتلال الصهيوني في غزة.. هذه المظاهرات التي اجتاحت العواصم العربية والغربية، تأتي ضمن زخم مؤيد لفلسطين، وتنديدا بالقصف الصهيوني المكثف على قطاع غزة لليوم الـ41 مخلفا آلاف الشهداء والجرحى.
ففي الولايات المتحدة، شهدت العاصمة واشنطن مظاهرةَ احتجاج على الحرب الصهيونية على قطاع غزة، مطالبين بوقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال والحرية لفلسطين.
كما انتقد المتظاهرون موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ودعمها للصهاينة خلال الحرب على قطاع غزة.
في حين هدد العرب والمسلمون في أمريكا بايدن في حال عدم إصداره أمرا بوقف إطلاق النار بأنهم لن ينتخبوه لولاية جديدة.
وفي العاصمة البريطانية لندن نظم “ائتلاف أوقفوا الحرب” مظاهرة حاشدة شارك فيها مئات الآلاف تحت شعار “المسيرة الوطنية من أجل فلسطين”.
وفي فرنسا، نظم متظاهرون مسيرةً تضامنيةً مع فلسطين، للتنديد بتكثيف الجيش الصهيوني قصفه على قطاع غزة، والمطالبة بوقف الحرب وإغاثة الضحايا.
وخرجت في كندا مظاهرة في مدينتي فانكوفر وتورونتو تضامنا مع الفلسطينيين أيضاً.
وفي إسبانيا، خرجت مظاهرات في مدن، بينها مدريد وبلباو وفالنسيا للمطالبة بوقف فوري للحرب الصهيونية على قطاع غزة.
كما خرجت في العاصمة البلجيكية بروكسل مظاهرات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة ومحاسبة الاحتلال بتهم ارتكاب جرائم حرب.
وكل هذه التظاهرات التي خرجت منددةً بالحرب على غزة، تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار، لم تجدِ نفعاً، واستمرت الحربُ والانتهاكات.
وفي الختام أقول.. الظلم والعدوان لن يدوم، مهما طال الزمن أو قصر، ولابدَّ أن يأتي اليوم للتحقيق في تلك الاعتداءات، وتقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل جرّاء ما اقترفوه من جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان.