جريدة الزوراء العراقية

حديث عابر عن الموازنة


مفهوم الموازنة هو الاهتمام بتعادل الايرادات والمصروفات ، والموازنة مصدر الفعل وازن ، ومنها جاءت الميزانية والميزان ، ووازن بين الشيئين موازنة : ساوى وعادل ، والموازنة ارقام وجداول تضعها الحكومات او الشركات او حتى ربات البيوت لمعرفة الايرادات والمصروفات .
وشرط الموازنة الرئيس هو العدل والانصاف ، فبدون العدل تنقلب الموازنات الى مقاولات ويضيع الخيط والعصفور ، ويعم الفساد مناحي الحياة ، ومن شروط الموازنة الدقة والموضوعية والخبرة وجعل المواطن الهدف والوسيلة ، الاطار والمضمون في كل موازنة تضعها الحكومة ، فالأموال التي تتعلق بالإيرادات والمصروفات هي اموال الشعب دون غيره ، ولا يجوز بأي حال من الاحوال وتحت أي ذريعة التلاعب بها .
منذ ان وضعت الموازنة والجميع يتحدث عنها ، والالسن تختلف فيما بينها ، والاجتهادات تتناسل لتخرج لنا مقولات كبيرة واتهامات خطيرة تتناولها يوميا وسائل الاعلام وعلى مدار الساعة ، البعض يتحدث عن الموازنة وكأنما ورث أموالها من ابيه وجده ، والآخر يذرف دموعه على مستقبل الشعب ويطلق نداء الاستغاثة ، وثالث يتباكى على مصير الفقراء والمساكين والارامل والايتام ، ومع حالات الرفض والقبول ، وما بين هذا لنا وهذا للشعب ، بدأت الموازنة تفقد جوهرها وتدخل في دهاليز العتمة والشك ، وبدأ العدل الذي هو اساس كل موازنة يغادر موقعه ، من كثرة الانتقادات الموجهة اليه .
ومع اطلالة الموازنة والحديث عنها ، بدأ الدولار يرتفع مسجلا انتصاره على الدينار العراقي ، وبدأت اسعار السلع بالارتفاع ، وهذا الارتفاع يعني استهداف حياة الفقراء من هذا الشعب الذي عانى منذ خروجه الى الدنيا وهو يعيش خريف العمر .
عندما تبدأ الموازنة بالشعب وتنتهي به ، تسقط الكثير من الاموال الهائلة من جيوب جهات واحزاب واسماء ومسميات لتكون في خدمة الشعب ، وعندما يضع اولي الامر موضوع الموازنة على كفتي ميزان عادل ، تمتلئ بطون الجياع بالخبز الحلال ، والعيش الحلال ، وعندما يدرك المسؤول مهما كان موقعه وتأثيره ان المال الذي يضعه في اطار الموازنة هو مال الشعب وهو ثروات الناس وان الايرادات هي ايرادات العراقيين ولابد ان تكون المصروفات للشعب دون غيره ، ووجوه الصرف للمواطنين دون سواهم .
نحن امام طريقين لا ثالث لهما ، اما الاموال للشعب فالمصروفات تكون للشعب ، واما الاموال موروثة لصالح حزب او عائلة او طائفة أو تيار وعليهم اشهار سندات التمليك لكي يفهم الشعب ذلك . لنتحدث بوضوح ايها السادة ، فما عادت لغة دفن الرؤوس بالرمال تنفع بالوقت الحاضر ، وما عادت لغة التسويغ تأتي أكلها ، مادام الفقراء والمحتاجين يعانون من اجل الحصول على رغيف الخبز في بلد غارق بالثروات والاموال .
الى اللقاء...
 


المشاهدات 1265
تاريخ الإضافة 2023/03/29 - 5:45 PM
آخر تحديث 2024/04/24 - 7:59 AM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com