موازنة 2023: شروط تعجيزية ---------------------------------- بعد تسلم الرئيس محمد شياع السوداني الحكومة كانت الموازنة على رأس الملفات التي أخذت الكثير من الأخذ والرد في عملية شد وجذب سياسي، لكن هذه الأجواء لم تكن مستغربة فمسألة المصادقة على الموازنة لا تحظى بسهولة على إجماع سياسي، فيما اليوم قد تحتاج الى أشهر إضافية لإقرارها. ومن المعلوم أن الموازنات العراقية السابقة، كانت الأحزاب الكردستانية في موقف الاعتراض مع الدخول في خلافات مع الحكومة المركزية بشأن حصّتها المالية والنفطية وهذا الأمر لن يختلف اليوم في موازنة عام 2023، ومع بداية الأسبوع وافق مجلس الوزراء على مسوّدة قانون الموازنة المالية، والتي أعلن الرئيس السوداني أنه سيتمّ تكرارها في عامَي 2024 و2025 أيضا ضمن إطار السياسة الحكومية لدعم الاستقرار المالي في البلاد. وفي الإحصائيات الأخيرة يبلغ إجمالي النفقات للعام الجاري، 197.828 تريليون دينار عراقي أي نحو 134 مليار دولار أميركي، بعجز مقدَّر بـ63 تريليون دينار، أي 43 مليار دولار أميركي، علماً أن مشروع الموازنة اعتمد على سعر 70 دولاراً لبرميل النفط، وهو سعر غير ثابت، مما يعني أن العجز قد يتحرك صعوداً. وقد جاءت هذه الموازنة بعد تأخُّر إقرارها منذ نيسان 2021، وتعويضها بالقانون المتعلق بـ laquoالأمن الغذائيraquo، وذلك لأن البلد مر بظروف سياسية واقتصادية صعبة. الضغط الكردي في ملف الموازنة هو الأصعب، وهذا ما ظهر أيضا في إقرار الرئيس السوداني ان أحد همّ أسباب تأخير الموازنة هو التفاهم مع إقليم كردستان، وأيضاً إيجاد أرضيّة مشتركة للتوافق مع الأحزاب والكتل السياسية. إذاً يدخل العراقيون اليوم عملية شد الحبال حيال الموازنة، فأبواب الصراعات ستفتح على مصراعيها بين الكتل السياسية على خلفية توزيع المخصّصات المتعلقة بالمحافظات والتعيينات والحصص المتعلقة بالأقلّيات أيضا، وكذلك الأحزاب الكردية. واليوم دخلت الموازنة مرحلة جديدة من المخاض وهو الشروط التي تضعها الاحزاب السياسية، ويقول أحد المطلعين ان الموازنة وان كان يظهر انها اصبحت قريبة لكن حقيقة الأمر ان الخلافات القاسية لم تظهر بعد، لكن كواليس اقرارها يشير الى ان النزاع على أشده فلا موازنة دون ارضاء الجميع فكيف سيتصرف رئيس الحكومة حيال هذا الامر، وهل ينجح فعلا في ان تبصر الموازنة النور؟ في الواقع بدأت الكتل السياسية تنشط بهذا الخصوص، مبدية تأكيدها انها لن تمرر الموازنة دون الاطمئنان على حصتها، وهذا الواقع سيجعل من الأمر أكثر صعوبة وستكون المرحلة المقبلة بداية لصراع جديد على تقاسُم الحصص من قِبَل بعض الأحزاب السياسية، التي قد تصل بشروطها الى حد التعجيز خصوصا ان الرئيس السوداني قد تنازل في أمور كثيرة من أجل حل عقدة الموازنة، فهل دخلنا مرحلة الانسداد في الموازنة وهل سنشهد حلحلة وانفراجات على مستوى الاقتصاد خصوصا امام تغير سعر صرف الدولار سلبا أم ان الجميع سيتحمل مسؤوليته ويضع مصلحة العراق فوق كل مصلحة. ---------------------------------- تقارير أضيف بواسطة : zawraa المشاهدات : 1116 تاريخ الإضافة : 2023/03/27 - 10:27 PM آخر تحديث : 2024/03/28 - 11:27 AM https://alzawraapaper.comcontent.php?id=351704 ---------------------------------- جريدة الزوراء العراقية AlzawraaPaper.com