رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
صفات الحاكم الناجح


المشاهدات 1385
تاريخ الإضافة 2023/03/27 - 4:37 PM
آخر تحديث 2024/04/23 - 9:41 PM

يعتقد الكثيرُ من البشر أن القسوةَ في التعامل هي صفةٌ من صفاتِ الحاكم الناجح، حتى يتم إنجاز عمله بالطريقةِ التي يريدها، إلا أن الدراساتَ أثبتت أن الحاكم أو القائد الناجح يتقبل الآراءَ الأخرى، بل ويتقبل النقدَ من غيره، خاصةً من الفريق الذي يديره، ومع مَن هو مسؤول عنهم، من دون مكابرة. 
ولا يستطيع الحاكمُ أن يحقق النجاحَ في مهمته ما لم يجيد التواصلَ مع الآخرين والاستماع إليهم مهما كانت كفاءته.
أقول.. الحاكم أو القائد المميز لا يولَد بقدراتٍ استثنائيةٍ، في أغلب الأحيان، بل يصقل مهاراته ويطور نفسه، ويستغل الظروفَ انطلاقاً من طموحه ورغبته في النجاح، والوصول إلى ما يطمح إليه.. والحاكم الجيد هو الشخصُ الذي يتحملُ المسؤوليةَ ويتصرف بحكمةٍ في الظروفِ الصعبة. 
وحالياً في العراق نلمس صفاتَ الحاكم الناجح في شخص رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.. فمنذ ترشيحه من قبل الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء بتاريخ (25 -7- 2022) تحرك بخطواتٍ مدروسةٍ وممنهجةٍ لنيل الثقة رسمياً لرئاسة الوزراء.
وهذا ما حصلَ بالفعل.. ففي تاريخ (13-10-2022) كلف الرئيس عبد اللطيف رشيد محمد شياع السوداني بمنصب رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة العراقيّة الجديدة.
وما إن تم تكليفه حتى واصل السوداني مفاوضاته لحسم توزيع المناصب بين القوى السياسية، ولم تمض إلا أيام حتى اكتملت حكومته لتنال ثقةَ البرلمان العراقي بتاريخ 27-10-2022، بعد نحو عام على إجراء الانتخابات البرلمانيّة.
السوداني -حالياً- قريبٌ من الشعب وهمومه، بكل أطيافه، ويحاول بين أوان وآخر التخفيف عن كاهل المواطن، ومعاناته، ولا أريد سردَ ما حققه من انجازاتٍ خلال الاشهر الماضية، إضافة الى خلقه علاقات متوازنة بين الدول بما فيها المجاورة.
وعادةً ما يتميّز الحاكم الناجح بحبّ المجازفة، حيث لا ينظر إلى التحدياتِ على أنها عقبات، بل خطوات ضروريّة لتحقيق المطلوب، وكلما زادت صعوبة المهمة أصبح أكثر إبداعا. 
إذاً الحاكم أو القائد الناجح هو الذي يجعل الآخرين يثقون به.. والحاكم المميز هو الذي يجعل الآخرين يثقون بأنفسهم.
وقوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)، أي قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم، التي صدرت عنهم، فالحاكم أول من يسأل عن حكمه وعدله.
أما عن أهمية القيادة.. فلابدّ للمجتمعات البشريّة من قيادة تنظم شؤونها، وتقيم العدل بينها، حتى إن رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر بتعيين القائد في أقل التجمعات البشريّة، حين قال عليه الصلاة والسلام: (‏إِذَا خَرَجَ ثَلَاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ)، أي انه إذا خرج ثلاثة اشخاص في سفر فليأمروا أحدهم، إنما أمر بذلك ليكون أمرهم جميعاً ولا يتفرق بهم الرأي، ولا يقع بينهم الاختلاف.
ولأهميةِ القيادة، قال القائد الفرنسي نابليون: قلب القائد يجب أن يكون في رأسه. أما سقراط فقال: إذا وليت أمراً أو منصباً فأبعد عنك الأشرار، فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك.
وعليه، فأهميةُ القيادة تكمن في أنها حلقةُ الوصل بين الحاكم والمحكوم.. فالحاكم يتحمل المسؤولية، ويلتزم القيام بواجباتها، أما المحكوم فإنه يلزم الطاعةَ، ويؤدي مقتضياتها.
ويمكن إجمال سمات الحاكم القائد بـ» الذكاء وسرعة البديهة ـ الثقة بالنفس ـ الإيمان بالقيم ـ المهارة وحسن الأداء ـ الحزم ـ السرعة في اختيار البدائل المناسبة ـ والأمانة والاستقامة ـ حب العمل والقدرة على الفهم للأمور - اختيار المرؤوسين وتدريبهم «.
والحكام والقادة أنواع.. أولاً السلبـــــي.. وهو يعمل ما يراه مناسباً ولا يوجد نظام ولا مسؤوليات ولا أهداف.
ثانياً الدكتاتور.. وهو يفرض خطته على العاملين معه ويلزمهم بالتنفيذ، يتصرف بمفرده، ولا يخضع لأحدٍ ويفرض على الجميع أن يخضعوا له .
ثالثاً البيروقراطي: وهو لا يمثل مَن يقودهم.. فهو يسعى أن يحفظ مكانه ومكانته عن طريق جهاز مكتبي يباعد ما بينه وبين العاملين معه، ويهرب من المسؤوليةِ بتوزيعها بين عددٍ من الاشخاص.
رابعاً الديمقراطي: وهو الذي يتفاعل مع العاملين معه ويصبح واحداً منهم.. وهو المطلوب حالياً.
رمضان كريم وكل عام وأنتم بألف خير
 


تابعنا على
تصميم وتطوير