ساعة الصفر ---------------------------------- من أصعب الأيام التي مرت على المواطن العراقي هي فترة الحصار الاقتصادي الجائر الذي فرضته الولايات المتحدة الامريكية على العراق بعد غزوه الكويت، وكان وقع هذا الحصار كبيرا على المواطن الذي فقد الاستقرار ولذة اغلب مستلزمات الحياة الضرورية، ومنها المأكولات، فالتجأ الى تطبيق اسلوب التقتير والتدبير حتى باتت مواد كان ينظر إليها المواطن بازدراء سيدة المائدة وانعكس ذلك في شهر رمضان، حيث اصبحت اغلب موائد العراقيين فقيرة، ومن الذكريات التي ما زالت ماثلة أمامي، وفي هذا الشهر الفضيل، وضعت الدولة في زمن النظام السابق برنامجا لإقامة ما يعرف بموائد افطار الشعب تقيمها الدولة في القصور الرئاسية خلال الشهر الفضيل وتدعو لها عامة الشعب من الفقراء والمعوزين مقسمة حسب المناطق، وقد طلبت الحكومة ان يكون للإعلام دور في نشر هذا النشاط فوضعت وكالة الانباء العراقية جدولا بأسماء المشمولين بتلك التغطية، وكانت مقسمة على ستة اشخاص، يوميا صحفيين اثنين واربعة مصورين، وكان المشمول بهذا الواجب يشعر بالسعادة لأنه سيأكل طعاما لذيذا طالما حرم منه لسنوات، اضافة الى حصوله على مبلغ خمسة وعشرين الف دينار يعينه على سد احتياجاته، وفي احد الواجبات التي كنت مسؤولا عن تغطيتها مع زملائي وكنت صائما في حينها، وحال وصولنا الى موقع الوليمة التي ضمت مائدة تحتوي على ما لذ وطاب من المأكولات، واثناء وقوفنا امام المائدة اخبرنا احد منتسبي الرئاسة وخاصة الصائمين منا الى الاستعداد لما سيحصل من هجوم كاسح على المائدة حال اطلاق مدفع الإفطار، وفعلا وأنا واقف اراقب المشهد انطلق بحدود خمسمائة شخص في هجوم كاسح على المائدة بعد ان اخرج كل منهم كيس كبير من جيبه، وإذا بالطعام يختفي من المائدة في غضون ثوانٍ بعد أن قام كل شخص بوضع المأكولات في كيسه لا على التعيين لكني وبسبب الجوع الذي احس به بعد سماعي دوي مدفع الافطار استطعت ان آخذ علبة فاخرة من الحلويات كنت قريبا منها فتناولتها بنهم سددت بها جوعي، وخرج عموم المواطنين وكأنهم قد خاضوا حربا شعواء وحصلوا فيها على غنائم الحرب في عملية مذلة ومن ثم اصطف الجميع لتسلم المبالغ المخصصة لهم وهي مبالغ مجزية زادتهم فرحا وبهجة وطالما سألت نفسي هل كانت تلك الموائد لإشباع الجياع ام صورة من صور الاذلال والحط من كرامة الانسان وهذا الشعب المضياف الذي ما عرف الذل والانكسار إلا في زمن الحصار الذي فرضته امريكا على الشعوب ألا تبا لأمريكا وسياستها العرجاء الظالمة. ---------------------------------- كتاب الاعمدة أضيف بواسطة : zawraa المشاهدات : 1268 تاريخ الإضافة : 2023/03/26 - 10:40 PM آخر تحديث : 2024/03/28 - 8:17 AM https://alzawraapaper.comcontent.php?id=351652 ---------------------------------- جريدة الزوراء العراقية AlzawraaPaper.com