رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
بعد 20 عاما على غزو العراق


المشاهدات 1329
تاريخ الإضافة 2023/03/13 - 7:59 PM
آخر تحديث 2024/03/28 - 3:40 AM

مع قرب حلول الذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق في  20 آذار/ مارس 2003، إذ بدأت الحرب الأمريكية والقوات المتحالفة معها  رسميا غزوها للعراق، واحتلت أمريكا والقوات المتحالفة معها بغداد في 9 نيسان / أبريل 2003، ومنذ ذلك الحين شهد البلد الكثير من التقلبات، وعلى الاصعدة كافة، ولا سيما السياسية والأمنية والاقتصادية منها.
ففي الأول من أيار/ مايو 2003، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش انتصار بلاده في حرب العراق، وذلك في خطاب ألقاه من على متن حاملة الطائرات أبراهام لينكولن، كما أعلن نهاية العمليات القتالية الرئيسة: إذ أنهى مدة الغزو وبدأ مدة الاحتلال العسكري، متعهدا بضبط الأمن وإعادة الإعمار.
شنت الحرب، ودخلت الجيوش الجرارة العراق على الرغم من عدم وجود تفويض من الأمم المتحدة، وفي ظل احتجاج مئات الآلاف من الأشخاص في شتى أرجاء العالم، ونشر التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قوات قوامها  في بداية الامر أكثر من200 ألف جندي، في العراق. 
لكن رغم إعلان واشنطن انتهاء عملياتها العسكرية الرئيسة شهد العراق بعد الغزو الأمريكي مرحلة اضطراب أمني مع تصاعد المقاومة المسلحة.
والمتابع للمشهد منذ البداية سيجد عدم وجود مبررات منطقية لهذا الغزو الكبير، الذي شاركت فيه قوات ضخمة يمكن بواسطتها خوض حرب عالمية ثالثة.. لا احتلال بلد مثل العراق، ولم يتم العثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق، فقد حشد الأمريكيون وحلفاؤهم في بداية حملتهم 207 آلاف جندي بينهم 145 ألف جندي أمريكي و62 ألف جندي بريطاني، ووصل عدد هذه القوات لاحقا إلى 270 ألف جندي، ثم زاد عن 300 ألف عسكري، فماذا أراد الأمريكيون أن يفعلوا بكل هذه الجيوش هناك؟
فتح الغزو الأمريكي للعراق أبواب الجحيم على هذا البلد، على حاضره ومستقبله، بل وماضيه أيضا، من خلال تدميره للبنية التحتية فيه.
كما شهدت تلك الحقبة الدموية نهب أطنان من احتياطات العراق من الذهب والأرصدة، وشهدت متاحفه أكبر عملية سطو في التاريخ، ولاحقا اجتاحتها عمليات تدمير شامل لما تبقى من شواهد الماضي.
اما تكلفة العمليات العسكرية بلغت مليارات الدولارات، فضلا عن خسائر آلاف الأرواح ولجوء الملايين إلى دول أخرى، كما شهدت المنطقة اضطرابات من جديد.
وبعد 20 عاما على الحرب، نرى المشهد السياسي في البلاد يستقر نوعا ما، اما الوضع الاقتصادي يتأرجح، ولاسيما بعد ارتفاع سعر صرف الدولار،  وزيادة نسبة الفقر في بلد غني مثل العراق.
 خرج الأمريكيون رسميا من العراق عام 2011 تاركين إياه في مهب الريح، ضعيفا، ينهشه العنف والفساد من كل الجهات، ولم يسجلوا أي إنجاز يمكن أن يحسب لهم، والأدهى مع كل هذا الخراب، أنهم لا يزالون في قواعدهم يعظون الآخرين ويتحدثون عن الفضيلة وأيديهم تقطر بدماء لا تجف.
اما بشأن أسلحة الدمار الشمال.. بعد أسبوعين  فقط من الغزو أدلى وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بإجابة على سؤال بشأن العراق وأسلحة الدمار الشمال خلال مؤتمر صحفي.. «نعرف أين أسلحة الدمار الشامل، إنها في المنطقة حول تكريت وبغداد وشرقها وغربها وجنوبها وشمالها».. ولم يتم العثور على أسلحة الدمار الشمال في العراق.
وعلى نقيض ما حدث في حرب الخليج عام 1991، قوبل الهجوم الثاني على العراق بمعارضة شديدة في الولايات المتحدة وشتى أرجاء العالم. 
كما رفضت فرنسا وإيطاليا، بعد أن كانتا قد شاركتا في الجهود العسكرية السابقة، المشاركة في التحالف في ذلك الوقت.
كما أعرب وقتها الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن معارضة شديدة للتدخل العسكري، الأمر الذي عكر صفو العلاقات بين باريس وواشنطن.
وقال شيراك «بالنسبة لنا تعد الحرب دائما دليلا على الفشل وأسوأ الحلول، لذا يجب بذل الجهود لتجنبها» .
اما ملك الاردن عبد الله الثاني قال: «نعارض بشدة قتل النساء والأطفال. نحن مع شعبنا الرافض للغزو».
واخيرا اقول .. حفظ الله العراق وشعبه من كل سوء ومكروه.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير