جريدة الزوراء العراقية

ظاهرة انتشار السحر والشعوذة


باتَ العالم اليوم واسعا والأفكار كثيرة ومتراكمة، وبات البحث عن وسيلة سهلة لتحقيق ذات الانسان وطموحه تقع ضمن التراث التراكمي للمجتمع الذي يعيش فيه، ووسط هذه التراكمات برزت وتوسعت داخل المجتمع ظاهرة السحر والشعوذة، وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل هي ظاهرة لازمت البشرية منذ بدء الخليقة، فكلما تعرض الانسان لمشكلة او حالة نغصت حياته تراه يبحث عن وسيلة لإعادة السكينة والراحة لحياته، والشعوذة يمكن اعتبارها فرعا من فروع السحر الذي يستند على استحضار ما يسمى بالقوى الشريرة التي يطلب الساحر مساعدتها لإنزال الدمار او إلحاق الاذى لتحقيق مكاسب شخصية، وهناك جدل حول تقسيم السحر الى سحر ابيض او اسود، فكل سحر هو سحر اسود حسب اغلب الأديان، وطالما انهى الدين الاسلامي مزاولتها واعتبرها عملا من اعمال الشيطان وقد نهى الدين نهيا قاطعا على ممارسته.. واتفق اغلب علماء الدين المسلمين ان تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام، وقد حرم الدين الاسلامي ممارسة السحر والشعوذة كما حرم الذهاب الى السحرة والمشعوذين لان ممارسة السحر لا تنطوي إلا على ضرر بالناس، وقد ازدادت ممارسة هذه الاعمال بسبب ابتعاد المواطن عن الدين وضعف التوكل على الله الواحد الاحد الذي لا شريك له في الملك، وانتشرت في ضوء ذلك صور من الحسد والضغينة.. ويجمع العديد من المواطنين ان السحر حقيقة وله تأثير في تغيير المزاج والاصابة بالأمراض، لكنه لا يغير الحقائق، مؤكدين ان هناك فرقاً بين السحر والشعوذة والكرامة، وان العالم اليوم يشهد انتشارا للشعوذة من خلال اجهزة التواصل الاجتماعي او ما يعرف بالسوشيل ميديا، حيث انتشرت هذه الظاهرة انتشارا كبيرا، وبات اغلب المتبعين لذلك في معصية عن الخالق، ورغم هذه المزاعم فإن الاسلام حرم الذهاب الى السحرة والمشعوذين، حيث يقول الرسول محمد (ص): «من أتى عرافا فسأله عن شيء فلا يقبل له صلاة ٤٠ ليلة>، <لان ممارسة السحر لا تنطوي إلا على ضرر بالناس او عمل حرام.. وفي ضوء ذلك لا يجوز للمسلم أن يذهب للساحر لعمل السحر او لحله، حيث قال رسول الله (ص): «ليس منا من طيّر او تطيّر به او كهّن او تكهَّن له او سَحر او سُحِرَ له»، وكل العقلاء يؤكدون ان السحر يقضي الى اذى ويقطع الصلة مع الله، ومن اسبابه الحقد والجهل والضغينة وضعف الوازع الديني وضعف الايمان بالقضاء والقدر، ويجمع اغلبية رجال الدين ان ممارسة السحر والشعوذة تعد من الكبائر، وكذلك فإن انتشار القنوات الفضائية الهابطة التي تروج للسحرة والمشعوذين ساهمت الى حد ما في انتشار الظاهرة في اوساط غير المتعلمين من المسلمين، ويؤكد اغلب الناس أن أفضل طريقة لمحاربة السحر والشعوذة هي الحرص على ممارسة الطاعات والابتعاد عن المعاصي، وهو الأسلوب الامثل للعيش بسلام في هذا العالم المضطرب والمحمل بالمشاكل والمنغصات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
 


المشاهدات 1431
تاريخ الإضافة 2023/02/06 - 9:00 PM
آخر تحديث 2024/03/28 - 3:57 PM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com