جريدة الزوراء العراقية

جمعة اللامي .. والوعي السردي


علوان السلمان
ـ (ان الاشياء توجد فقط داخل الوعي..او عند الوعي بها) .. هيدجر
ـ جمعة اللامي الذي خاطب الوجود الانساني بوعي يوما ما قائلا: يا(ايها القراء الكرام)..الكلمات خيلي..واللغة ابلي..أما مقاماتي وسروداتي فهن اناشيد الالهة وترانيم النبيين وسطوة الملوك والاباطرة واحلام الشعراء والمجانين).. 
ـ جمعة اللامي الذي بدأ شاعرا مقترنا ومعبرا عن محنة الانسان.. فانتقالته الواعية صوب القصة القصيرة التي جذبت فاضل العزاوي المحرر الثقافي لعدد من الصحف وقتها فتلقفها واشاعها بين القراء..كما يقول اللامي.
ـ جمعة اللامي السارد ابداعا مستفزا للذاكرة الجمعية عبر منجزه(من قتل حكمة الشامي واليشن والثلاثيات والمقامة اللامية التي هي نصا سيريا اعترافيا ناضجا مسترسلا من حافة الولادة على مرتفع في مياه الاهوار الميسانية  ومرورا بالمعتقلات والسجون وانتهاء على حافة الخليج والاستقرا في (الشارقة)اضافة الى مجنون زينب وعيون زينب...).
ـ جمعة اللامي المنتج ابداعا مصورا للقلق والعزلة والحب وتفاصيل الحياة اليومية التي منحها نبضا جماليا بتلامسها للكينونة الباحثة عن الحرية التي هي(وعي الضرورة) باعتماده الواقعية منهجا أضفى على شخوصه البساطة والوضوح الفكري، ومنح ابطاله منظورا متفردا في الدفاع عن مواقفهم وتحليهم بحكمة عميقة في مقاربة الحياة.
ـ جمعة اللامي بالرغم من سني الاغتراب والخراب ظل خالقا للابداع والجمال لمواجهة الملاحقات البوليسية، بحكم اكتنازه الفكري الذي استمر يجابه من يجابهه لانه يعي ما قاله البعض(حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه لا بالسلاح الذي تخشاه انت)، فكان نتاجه السردي الشغل الشاغل لحياته اليومية فأنتج ابداعا شكل(صولجانه لترميم نفسه)على حد تعبيره التي حاصرتها دهاليز السجون المغلقة فانتج فيها مجموعته القصصية (من قتل حكمة الشامي) التي خرجت من مسامات الجدران مذيلة بالمكان(سجن الحلة) ومؤرخة بـ(حزيرن 1967) الذي شكل عتبة مضافة للعنوان الايقوني والعلامة السيميائية الدالة على احتضانها للمتن النصي، اضافة الى فضاءات الاغتراب المجتمعي والتي يوظف فيها الرمز الصوري الايروسي متخيلا مع انسنة الجمادات والحيوان كما في قصة(غرفة الانسة م)، إذ تحتل لوحة جدار مساحة من الغرف يظهر فيها(نمر صغير ينز على امه، وهناك انسان برأس كلب يحتضن دمية كبيرة على هيئة فتاة منطرحة على وجهها تئن تحت ثقله..واخرى منطرحة وعنكبوت على ظهرها مادا احد خراطيمه على ثديها الايسر..)كل هذه الرموز يوطفها المنتج (القاص)  من اجل استفزاز المستهلك (المتلقي)لاستنطاق النص والكشف عما خلف مشاهده الغرائبية والعجائبية..فضلا عن انه يدين لا انسانية الواقع المنهار اخلاقيا واقتصاديا وفكريا بتقنية واعية تقدم انموذجا للانهيار المجتمعي والقيمي والثقافي وهو يقترب من البير كامو في الطاعون.. ومن كافكا في المسخ.. لكن الفارق ان اللامي يختزل عوالمه عبر قصة  قصيرة بعيد عن الاستطراد واعتماد لغة شفيفة خالية من التقعر والضبابية اللفظية، اضافة الى التكثيف والاختزال الجملي وتوظيف الرمز الدال..
ـ جمعة اللامي تفرد منجزه السردي بنبضه الانساني الواعي.. الناقد لتفاصيل ومفاصل الحياة البشرية  فتماهى والمأساة الحسينية والشخصيات التاريخية الفاعلة عبر لغة مضاءة بدلالات درامية (ثقافية وجمالية ورؤيوية)..
ـ جمعة اللامي في نصوصه نجد ان الصوت النسوي واحدا من اهم البؤر السردية والثقافية البالغة الدلالة والبعد الفني كونها عنصر تشويق وفعل اجتماعي متفاعل والوجود الانساني بحملها الهم الاجتماعي والسياسي..
ـجمعة اللامي في نصوصه يسيطر الحوار الذاتي(المنولوجي) ليستعيد من خلاله ذكرياته الساكنة في مخيلته..
ـ جمعة اللامي في بناء نصه يعتمد المخيلة والواقع التاريخي وشخوصه النامية فكريا والمنتمية مجتمعيا ومكانيا..(ضمتني مريم بنت مطر الى صدرها فاستروحت عطر ازاهير الهور وسمعت صمت ماء الكحلاء..) اليشن ص53..
ـ جمعة اللامي المفتون بالتجريب وتجاوز القوالب الجاهزة انجر للكتابة الميتاسردية في بعض نصوصه كما في (اهتمامات عراقية) التي اختارها الناقدان فاضل ثامر وياسين النصير كانموذج لهذا التحول ودراستها ضمن منجزهما.
 


المشاهدات 1168
تاريخ الإضافة 2023/01/24 - 7:41 PM
آخر تحديث 2024/03/21 - 4:23 AM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com