جريدة الزوراء العراقية

في الحفل التأبيني الرسمي بذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم .....رشيد: الشهداء حاضرون في ذاكرة الشعب ووجدانه - السوداني: ندعم البنك المركزي لإعادة الدولار لسعره الرسمي


بغداد/ مصطفى العتابي:
أكد رئيس الجمهورية، عبداللطيف جمال رشيد،  السبت، أن الشهداء حاضرون في ما بيننا وفي ذاكرة الشعب ووجدانه، وفيما اشار رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى ان الحكومة تواصل دعمها للبنك المركزي لاعادة سعر صرف الدولار للسعر الرسمي، اوضح رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ان البرلمان حقق مقداراً مهماً لحقوق الشهداء، بينما لفت رئيس مجلس القضاء الاعلى الى ان دماء الشهداء ستبقى تروي شجرة العراق.
وقال رشيد، في الحفل التأبيني الرسمي بمناسبة استشهاد السيد محمد باقر الحكيم، تابعته “الزوراء”: انه “في كل عام نستعيد بألم ذكرى استشهاد سماحة آية الله السيد محمد باقر الحكيم بجريمة إرهابية جبانة، وذلك في ظرف كان العراق فيه بحاجة ماسة إلى الخصال الكريمة التي كان يتمتع بها الشهيد العظيم”.
وأضاف: “لقد استشهد سماحة السيد، واختتم بهذه الشهادة رحلةً طويلة من النضال والجهاد من أجل العراق ومن أجل الشعب العراقي، كان دورُ سماحتِه في حركةِ المعارضة الوطنية والدينية للحكم الدكتاتوري دوراً مشهوداً في العملِ المستمر من أجل وحدة العمل الوطني المعارض”.
وتابع: “وكان دورُه حيوياً بتعريف العالم بمعاناة العراقيين تحت سلطة الطغيان. وفي العمل الجهادي من أجل القضاء على الدكتاتورية وإقامة نظام ديمقراطي يضمن العدالة للجميع”.
وأكمل: “وهكذا كان دَورُ آية الله الشهيد محمد باقر الحكيم في الحياة السياسية ما بعد سقوط نظام الدكتاتورية. فقد كان حريصاً على وحدة الجهود الوطنية العراقية من أجل إقامة نظام عادل يتمتع فيه الجميع بالحرية والكرامة بعيداً عن النزعات الضيقة، وبعيداً عن التهميش والإقصاء”.
وواصل كلمته: “لقد استشهد السيد الحكيم، لكنه ظل حياً ما بيننا من خلال ما خلّفه من تراث وطني ونضالي وجهادي ومن الحكمة التي عرفناها فيه دائماً”.
وأردف بالقول: “إننا، أيها الكرام، نستعيد ذكرى استشهاد سماحته، ونستعيد معها ذكرى الشهداء جميعاً ممن ضحوا وعملوا وجاهدوا وناضلوا من أجل العراق الديمقراطي الاتحادي الحر والعادل”.
واستطرد: “إن الشهداء حاضرون في ما بيننا وفي ذاكرة الشعب ووجدانه، بينما القتلة والطغاة والمجرمون والإرهابيون مصيرهم في نفايات التاريخ، وإن أعظم ما يمكن أن نقدمه للشهداء الأبرار هو مواصلة العمل من أجل عراقٍ يتمتعُ بالأمن والاستقرار، من أجل تعزيز تجربة البناء الديمقراطي، ومن أجل ترسيخ وتطوير قدرات الدولة وإمكاناتها وبما يخدم تطلعات الشعب”.
من جهته، قال رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني في الحفل التأبيني : “نستذكرُ  الشهادة، لكنْ بطعم النصر الذي تحققَ على الإرهاب، ونستذكر الدماء الزّكية، لكنْ بطعم الأمن والاستقرار الذي أغدقتهُ تلك التضحيات”.
وأضاف: “نشارف  على الانتهاء من مشروع قانون الموازنة، وهو مختلف عن السنوات السابقة، وهي المرةُ الأولى أنْ يتمحور قانون الموازنةِ حول البرنامج الحكومي”.
وأكد أن “الحكومة تواصل دعمها للبنك المركزي العراقي لإعادة سعر صرف الدولار إلى السعر الرسمي، وهذا جزءٌ من مجمل اقتصادي بحاجة إلى تصدّ شجاع وحلول ناجعةٍ لإنهاء السياساتِ المالية الخاطئة التي ورثتْها الحكومة الحالية”.
وتابع: “اتخذنا جملة من القرارات الجريئة لدعم الدينار العراقي واستقراره، ونحذر من يحاول استغلال الأزمة واللعب على احتياجات الناسِ”.
ولفت إلى أن “سعر الصرف لم يرتفع نتيجة قرار حكومي، إنمّا لأن هناكَ من استغل الظروف الوقتية والاضطراب في الأسواق التي لم تألفْ بعدُ التعامل مع الآليات المصرفية الجديدة، التي ستحافظ على الأموال، وهي خطوة مهمة على طريق الإصلاح الاقتصادي”.
وأردف بالقول: “نؤكد على أولوية مكافحة الفساد، وتواصل حكومتُنا إسنادها للقضاء والجهات المختصة لملاحقة المطلوبين والعمل لاسترداد الأموال المنهوبة”، مضيفاً: “أخذنا بنظر الاعتبار، في كلِّ خطواتنا، وفي أهدافِ الموازنة، أن نخفف الفقر المستوطنَ في بعض البيئات والقطّاعاتِ العراقية”.
وواصل كلمته: “برزت على رأس هذه المهام، عمليةُ البحث الاجتماعي الكبرى، وتعزيز الشرائح ذات الدخل الأدنى بالسلال الغذائية والبطاقة التموينية”.
وأشار إلى أن “واجب الدولة التخطيط والتنمية ومعالجة مواطن الخلل، وخلق الفرص الاقتصادية، وتهيئة الأرضية لعمل القطّاعين العام والخاص، واستيعاب شريحة الشبابِ وتأهيلِهم”، مردفاً بالقول: “أولينا العلاقات الخارجية أهميةً خاصة  ومستمرون في التواصل وتبادل الزياراتِ مع الأشقاءِ والأصدقاء، وتحضر المصلحة المتبادلة دائماً في كل حواراتنا”.
وشدد رئيس الوزراء على “جميع القوى الفاعلة بضرورة الابتعاد عن المناكفات والتجاذبات التي لم تعدْ وسيلة مناسبة لتصحيح مسار الوضع السياسي في العراق”، مؤكداً: “لن نكون ضدَّ الآراء المعارضة التي هدفُها تصحيحُ مَواطن الخلل في جسدِ الدولة، فالصوتُ المعارض المتحلّي بالمسؤولية الوطنية، لا يقل أهمية عن الصوت المُساند”.
وختم قائلاً: “سنواصل العمل، ما دامت فيه قيادات شجاعة وجادة، وما دامت مرجعيتُنا الرشيدة ترعى مسيرتها بحكمتها، ومادامَت قواتنا الأمنية، بمختلف صنوفها، قادرة ومتمكنة، تستنهض هممها من تضحيات الشهداء”.
كما أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أن مجلس النواب حقق مقداراً مهماً لحقوق الشهداء.
وقال الحلبوسي في الحفل التأبيني : إن “تضحية السيد محمد باقر الحكيم مثلت علامةً فارقة في تاريخ العراق ونظامِه الديمقراطي”، مشيراً الى أن “أنهارَ الدماء التي قدمها شهداءُ العراق والتضحياتِ تمثل مسؤوليةً تتطلب استحقاقاتٍ والتزاماتٍ”.
وأضاف أن “الذين قدَّموا حياتَهم لهذا الوطن كانوا يأملون عراقاً قوياً مقتدراً يسير في ركب الازدهار والتطور”، لافتاً الى أن “مجلس النواب حقق مقداراً مهماً من الإنجاز التشريعي المتعلق بالحقوق الواجبةِ للشهداء وعوائلِهم، وما زال المجلسُ حريصاً كلَّ الحرص على إنجازِ كلِّ التشريعات التي تصب في مصلحة المواطن وتنسجم مع برنامج الحكومة”.
من جانبه، أكد رئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان، أن أي مناسبة تقترن بأسم الشهداء لها وقع خاص عند أبناء العراق.
وقال زيدان في الحفل التأبيني الرسمي: إن “دماء الشهداء ستبقى تروي شجرة العراق الذي سيبقى شامخاً”.
كذلك، أكد رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، أنه لا يمكن لأي حكومة تنفيذية أن تعمل من دون إسناد سياسي وبرلماني فاعل.
وقال السيد الحكيم، في الحفل التأبيني الرسمي ، إنه “لا يمكن لأي حكومة تنفيذية أن تعمل من دون اسناد سياسي وبرلماني فاعل ومؤثر، ولا يمكن أيضا لأي سلطة تشريعية أن تراقب وتصحح من دون تفاعل وتعاون حكومي متزن”.
وأضاف: “جميعنا في مركب واحد.. وجميعنا ستُقيّمه أقلام التاريخ ودفاتر الوطن، وإذا لم نتوحد في مواجهة التحديات.. فلن يصمد نظامنا السياسي طويلاً، وسيتعرض الى هزات أعنف مما تعرض له طيلة العشرين عاما”.
ولفت إلى أن “مرحلة كتابة الدستور مرت بظروف استثنائية أحاطتها الهواجس المتراكمة طيلة سنوات الاستبداد والدكتاتورية والتهميش وإلغاء الآخر، وكان لذلك أثر واضح في طبيعة بعض المواد الدستورية”.
وتابع: “وفي ظل التجربة السياسية وما آلت اليه الأمور من نضج سياسي وتراكم في تجارب المسار الديمقراطي، أصبح التفكير بإعادة النظر في بعض المواد الدستورية أمرا جديا وضروريا ولابد من التوقف عنده، لاسيما وبلدنا يعاني من بعض المشاكل البنيوية بين فواعله السياسية، التي أصبحت مدخلا للخلاف والتناحر”.
وأشار إلى أن “اللجوء المستمر إلى تفسير بعض المواد الدستورية مع كل دورة انتخابية ومرحلة سياسية.. قد أوجد التزاما آخراً يضاف الى الالتزام بعلوية الدستور.. وهو من الأمور التي تسبب اضعاف الثقة والمصداقية بين الفرقاء والشركاء على حد سواء، فما زلنا نفتقر الى نظام انتخابي عادل وموحد.. غير خاضع لأمزجة الرياح السياسية وتقلباتها”.
وأردف بالقول: “وما زلنا نفتقر إلى حسم آليات العلاقة الاتحادية والفيدرالية وتطبيقاتها العملية بين الحكومة الاتحادية وبين إقليم كردستان، ولايمكن القبول بجعلها في مهب التصفيات والتدخلات الخارجية، وما زلنا نفتقر أيضاً إلى وجود عقيدة عسكرية موحدة وإن كانت متنوعة في مفاصلها الأمنية”.
وشدد بالقول: “لابد من مغادرة لغة التشكيك في ولاءات مؤسساتنا العسكرية والأمنية.. ويجب أن ننشغل في تطوير واحترافية هذا التنوع وادارته بفلسفة وطنية خالصة، وما زلنا نفتقر الى سياسة ردم الهوة وفجوة الثقة بين الحكومة والشعب”.
 


المشاهدات 1347
تاريخ الإضافة 2023/01/21 - 9:09 PM
آخر تحديث 2024/03/28 - 5:23 PM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com