رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الكبار والصغار في لعبة سياسة اليوم


المشاهدات 1228
تاريخ الإضافة 2023/01/18 - 7:55 PM
آخر تحديث 2024/03/21 - 5:35 AM

التصدعات التي حصلت بعد ثورات الربيع العربي والآثار الناجمة للحرب الدائرة بين روسيا وأكرانيا، وبعد الهزات الاقتصادية جراء أزمة المناخ وما خلفته جائحة كرونا، بدأ السياسيون الكبار يمارسون اللعب من تحت الطاولة عندما يجدون ان مصلحة بلدانهم تقتضي ممارسة هذه اللعبة لأنها تعود بالفائدة على شعوبهم ومستقبل بلدانهم، وبدأت افريقيا وغيرها تأخذ اهتماما خاصا في استراتيجية الدول الكبرى نتيجة الصراع الدائر بين امريكا ومن يدور في فلكها وبين الصين وما تمتلكه من قدرة اقتصادية كبيرة.
وبدأ الوجه الآخر لهذه اللعبة يديرها السياسيون الصغار الذين لا يميزون بين ذيل الفأر وذيل الجمل ولا يخرجون منها الا بالمزيد من الخراب والدمار الذي يلحق بأوطانهم وشعوبهم.
الكبار يمارسون اللعبة ولا يملكون خطا احمر الا اذا تعلق الأمر في سيادة الوطن واستقلاله ووحدته ومستقبل شعبه، والصغار يضعون الخطوط الحمر في كل شيء باستثناء ما يتعلق بالوطن والشعب، فهم ينظرون الى اللعبة من تحت الطاولة من خلال المعتقد والمذهب والطائفة ومصلحة من ساهم في وضعهم على العرش.
الكبار من السياسيين يجتهدون لتوفير كل الفرص المتاحة من اجل مشاركة الشعب فصول اللعبة لأنها لعبتهم ، والصغار من السياسيين يدخلون اللعبة سرا بعد توفير كل حاضنات التخدير والتبرير والتزوير من اجل ان تبقى الشعوب بعيدة عن كل ما يدور تحت الطاولة، وليس هناك مصلحة لاحد فيما يدور هناك غير مصلحة اللاعبين فقط.
لا أحد يهدد بقلب الطاولة على رؤوس اللاعبين من الشعب كون اللعبة واضحة واهدافها معلنة واسرارها مكشوفة ، لكن شعار قلب الطاولة والتلويح به يكون مدمرا عندما يقرر أحد اللاعبين التهديد لان كل اللاعبين يعرف حجم الفساد وحجم الخسارة في حالة قلب الطاولة على رؤوس الجميع.
يخرج السياسيون الكبار من اللعبة حاملين المكاسب ومبشرين بالغنائم مع بقاء الطاولة صالحة للعب من تحتها مرة اخرى ، ويخرج السياسيون الصغار وجيوبهم ممتلئة بأموال الشعب ومشاريهم تجاوزت حدود الصين وشعوبهم نائمة تحت تأثير المخدرات، ولا أحد يستطيع قلب الطاولة على رأس أحد طالما انها تحمي رؤوس اللاعبين ، وتحقق طموحاتهم .
العالم اليوم يعيش معارك شرسة بين الصقور والحمائم ، بين الكبار والصغار ، بين الكبار لقيادة الكوكب وبين الصغار لتأمين ما تحتاجه المعارك من مال وسلاح .
المعارك التي تدور اليوم بكل اشكالها فيما يتعلق بالاقتصاد او السياسة او السباق في مجال صناعة السلاح او الهيمنة على مقدرات الدول الفقيرة لابد من تحطيم الطاولات في نهاية الامر ، ولابد من قلب الطاولات ، ومن يقرأ تاريخ هذه اللعبة سيجد ان الكثير من المتغيرات الخطيرة ستحصل في المستقبل القريب .
الى اللقاء .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير