جريدة الزوراء العراقية

من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون.....“حسين رخيص” أول عمل مسرحي لي في المسرح العسكري ....الفنان طارق شاكر لـ”الزوراء”: بدأت حياتي فنانا ثم رياضيا ومصورا ثم عدت فنانا ممثلا


يُعدّ الفنان طارق شاكر من الجيل الأول في الفن العراقي من ضمن أؤلئك الذين وضعوا وأرسوا أسس هذا الفن.
كما يعتبر واحدا من اهم الممثلين العراقيين، فهو يمتلك مساحة واسعة في الاداء، فنان شامل وممثل قدير يجيد الادوار الكوميدية والجادة، ولد في الاعظمية وعاش طفولته وصباه في منطقة « تل محمد» ببغداد الجديدة.. من اعماله التي تركت بصمة لدى الجمهور مسلسل «علي الوردي»، «زمن حيران»،»الطوفان ثانية»،» صندوق الاسرار» و مسرحية «ورطة ثقافية»، مثل فيلمين سينمائيين هما» فائق يتزوج» للمخرج الراحل ابراهيم عبد الجليل، وفيلم» المنفذون « للمخرج عبد الهادي الراوي، اضافة الى مشاركته في عدة اعمال بأدوار مختلفة في المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون، وغيرها عشرات الأعمال الأخرى.. حل ضيفا على الزوراء لهذا الاسبوع، وهو فنان من طراز خاص، انه الفنان الجامع بين حالتين الاولى تراه فكاهيا يجلب الابتسامة للمشاهد بسرعة. أما الحالة التي تراه فيها هي الادوار الجادة، ولهذا نسميه الفنان الجامع بين الفكاهة والجدية، مثل العديد من الادوار مسرحا وتلفزيونا، بدأ حياته الفنية عبر المسرح العسكري، اضافة لهذا فهو فنان يعتبر من الجيل السابق، أي الجيل القديم .. لم تعجبه بعض الحالات فابتعد قليلا ثم عاد للتمثيل وتسلم الادوار الاولى خاصة في مسلسله «خريف العنقاء» الذي يعد بالنسبة إليه من الأدوار المهمة .
 

 

الزوراء التقت الفنان طارق شاكر، وبدأت معه الحوار بالسؤال التالي:
* اولا من هو طارق شاكر ؟
-فنان عراقي يحب بلده ويحب الناس اجمع واعتز بأعمالي ولا اقبل الشللية ولهذا ابتعدت ثم عدت محبة لفني ولجمهوري الكريم .
* حياتك الخاصة هل كان لها دور في خلق شخصيتك ؟
-سأكون صريحا في الاجابة على هذا السؤال، فأنا ولدت في عائلة شبه فقيرة وولادتي لم تكن مثل الاولاد الذين يولدون في عوائل غنية لذا كانت فترة ولادتي في الخمسينات صعبة وعائلتي لم تتمتع بحياة سعيدة .. فقد ولدت في مدينة الاعظمية وعشنا فيها فترة ثم انتقلت عائلتي الى منطقة بغداد الجديدة ( تل محمد ) وفيها كانت دراستي الابتدائية، ولكي اجب على سؤالك الخاص بتكوين شخصيتي فإنها كانت منذ الابتدائية وانت تعرف ان المدارس كانت تشهد سابقا نشاطات مدرسة معينة منها مسرح ومنها موسيقى، والنشيد خاصة فيما يسمى بالاصطفاف والمناسبات ومن حسن الصدف ان هذه النشاطات كان ينظمها سعيد شابو وهو الموسيقي المعروف في حينها بين المدارس وعندما كنت احد التلاميذ البارزين في النشاطات فقد تم اختياري انا والاخ الفنان حافظ العادلي وعدد من التلاميذ لتنفيذ مسرحية طلابية من تأليف الراحل يوسف العاني وعنوانها على ما اتذكر ( ام شاكر ) ثم تم تعديلها الى اسم «ابنج رجال»، وكنت انا بطل تلك المسرحية وكان عمري لا يتجاوز 12 عاما.
 ومن المصادفات التي اتذكرها ان المخرج بحث عن دور نسائي فلم نجد وفي حينها تم اختيار الاخ حافظ العادلي لاداء الدور النسائي لكون صوته رفيع النبرة فوافق الاخ حافظ على اداء الدور وبهذا ادى الدور وتم عرض المسرحية في المركز الاجتماعي والثقافي في تل محمد وكان المسرح يعرض افلاما صحية وافلاما تربوية وعلى ما تذكر ان سيارة تابعة لوزارة الارشاد تأتي وفيها شاشة للعرض وكنت انا صغير السن وعندما تراني الناس أصبحت معروفا لدى الجميع وبعدها كبرت واصبحت طالبا في المتوسطة بعدها عملنا في مسرحية ثانية وكنا فيها طلابا في متوسطة الجمهورية فعملنا مسرحية اخرى ناجحة فأصبحت المسألة مشوقة جدا بالنسبة لي .
* طيب وما هو انعكاس هذه الشهرة عليك فيما بعد، لنتحدث عما قدمته خلال مراحل دراستك الاولى الابتدائية ثم المتوسطة؟
-من خلال دراستي الابتدائية كان المرحوم سعيد شابو مشرفا على النشاط المدرسي في وزارة التربية وكانت له نشاطات في كل مدرسة ابتدائية، يزورنا بين فترة واخرى يدربنا على فعاليات فنية مثل الرياضة والنشيد وكانت مدرستي في تل محمد اسمها الفلاح وفي مرة امتحنا لمعرفة الاصوات فوجد اني امتلك صوتا فوضعني في فرقة النشيد المدرسي وكان يكلفني بالصوت المنفرد.
 وفي الستينات كان في منطقتنا (تل محمد) يوجد مركز اجتماعي يعرض مسرحيات وجوانب ثقافية وفنية كذلك يعرف البنات المهن والحرف وأنا وعدد من الطلبة كنا نتمرن في ذلك المركز ومعنا الزميل حافظ العادلي مثلنا مسرحية ام شاكر، عندها فكرت كيف اطور نفسي واستفيد من هذه السمعة والشهرة بين الناس لكي اصبح بين الجمهور فنانا مشهورا خاصة بعدما اصبحت نجما في الشارع اضافة لهذه الرغبة تحولت الى لعبة الحديد فانتميت الى نادي بغداد  واستمريت في لعب الحديد ولكن بنفس الوقت فكرت كيف اجمع بين الرياضة والفن واستمريت الى فترة أن اصبحت فيها رياضيا متمكنا فدخلنا مسابقة لطوال القامة وانا بضمنهم وحصلت على المرتبة الثانية بنادي الشباب.
بعد فترة شعرت بعدم رغبة لهذا اللون من الرياضة فشغلني الفن وبدا الفن ينمو لدي يوما بعد اخر فدخلت دورة حكومية لتعليم التصوير الفوتوغرافي وبعد ان قضيت مدة سنتين تم تخرجنا، وفي اختبار التخرج طلب منا الاساتذة المدربين ان نمزج في لقطة من 12 صورة بحيث عندما يراها الاستاذ يشعر انه فلم متكامل، فكان ذلك الاختبار درسا عظيما بالنسبة لي بعدها دخلنا دورة للتصوير في دائرة السينما والمسرح وكان يشرف عليها عدد من الاساتذة ونتيجة لكثرة الاسئلة ترسخ في ذهن الاساتذة انني يجب ان ابقى في الدائرة كمصور فوتوغرافي معهم وفعلا بقيت.. وبعد فترة شعر احد الاساتذة انني بالامكان ان اكون مصورا سينمائيا وفي ممارسة للتصوير السينمائي في منطقة الشعلة ببغداد صعدنا في سيارة صغيرة للذهاب والتصوير ووضعت الكاميرا في حضني واستطعت التصوير فتم ابقائي في الدائرة كمصور وبعد فترة خرجت معهم للتصوير في فلم «الظامئون» كمساعد مصور وهكذا استمر عملي كمصور سينما وصولا الى بداية الحرب العراقية الايرانية وفيها كان دور المصور السينما للدخول مع المقاتلين لتصوير المعارك.
وبالتأكيد يكون دور المصور بالامام وكانت الاوامر هكذا وبعد تلك الفترة انتميت الى المسرح العسكري في بداية تأسيسه وعند دخولي المسرح العسكري وجدت خيرة الفنانين العسكريين وكان لنا اول عمل في المسرح العسكري هو مسرحية حسين رخيص، وكان معنا جاسم شرف وتم عرضها على مسرح بغداد.  أما المحطة الثانية فتم اعطائي دور في مسرحية يونس السبعاوي وهكذا اصبحت ممثلا ناجحا في رأي الكثيرين .
* ما ابرز اعمالك كممثل ؟
-ابرز اعمالي «فائق يتزوج، وحسين رخيص ويونس سبعاوي والمنفذون واطراف المدينة وام خليل وزاد وملح وزمن حيران واجنحة الثعالب وخريف العنقاء»، واعمال اخرى.
 وفي نفس الفترة التقاني الراحل الكبير يوسف العاني فطلب مني الانضمام الى ثلاثيته واسمها الدمعة الباردة وهو عمل تلفزيوني يخرجه طارق شاكر فقدمني له لأكون بدور شخصية رئيسية واشترك به ممثلون كبار منهم محمود ابو العباس واخرون  .
* ولماذا تعتز بمشاركتك في مسلسل العنقاء ؟ 
-السبب هو تلك القضية التي حدثت في هذا المسلسل وهي عند خروجي من دائرة السينما والمسرح شاهدني المرحوم فاروق القيسي فطلب مني الحضور الى الشركة للمشاركة في عمل فذهبت للشركة فتم تكليفي بدور الضابط التركي فأخذتها ولكن بعد فترة عرفت ان المنتج قام بتبديلي وعندما سألت عن السبب لم احصل على اجابة فتركت العمل ولكن بعد فترة اخرى قاموا بطلب حضوري وعندما سألتهم عن السبب قالوا انك صالح للدور فوافقت وعدت للعمل وكل القضية انني عانيت كثيرا من المواعيد اضافة الى اصراري فكانت تلك هو الأمر لاعتزازي بنفسي وبالعمل.
* وماذ عن الاذاعة وهل كانت لك مشاركات اذاعية ؟
-نعم وبالعشرات من التمثيليات وعشرات المسلسلات ولكني لا اتذكر اسماءها حاليا .
* وهل اخرجت عملا معينا ؟
-لا لم اعمل كمخرج ولم اشارك بكتابة نصوص والسبب كثرة اعمالي والادوار التي كانت تناط بي.
* وهل شاركت بمهرجانات معينة؟
-نعم شاركت بمهرجان قرطاج وحصلنا على جائزة وكان العمل عنوانه صمت البكا ولدي كانت مشاركة في مهرجان ازمير الدولي. 
* حدثنا عن الجوائز التي حصلت عليها ؟
-حصلت على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان الذهبي العام عن دوري في مسلسل الماس المكسور الذي عرض السنة الماضية على قناة ام بي سي عراق، وحصلت هذا العام على جائزة الابداع في مهرجان عيون.
* وماذا لديك الآن ؟
-الآن انا اعمل مع قناة الشرقية في عمل اسمه الباب الشرقي يتحدث عن النجم العربي قاسم قهار، ودوري فيه هو عمو عمران وهو شخصية مهمة والعمل عبارة عن جريدة وبما ان الجريدة الورقية اضمحلت لذا فهو يصفي اعماله ودوري في العمل ان اكون مدير اعماله .
* طيب وبما ان شهر رمضان على الابواب فهل سنراك فيه ؟
-نعم هو نفسه ( الباب الشرقي ) سيعرض من على شاشة الشرقية في شهر رمضان المقبل.
* وما رأيك بالحركة الفنية الحالية؟
-انا باستمرار معارض لما يسمى المسرح الشعبي فهو تهريج والنص يخرج وينفذ بدون رقابة وهو اسقاط للعمل المسرحي في العراق .
* حدثنا عن فترة انقطاعك عن العمل؟
-نعم انا اعتزلت سبع سنوات ولكن بعد ان طلبتني قناة ام بي سي عراق عدت للعمل الفني .
* وبعد تلك الفترة اين كان عملك ؟
-انقلنا الى دائرة السينما والمسرح وتسلمنا مسرح الطفل وكان معنا الاخ عباس الخفاجي وصولا الى 2010 بعدها احلت على التقاعد. 
* وما الذي شاركت به خلال وجودك في دائرة السينما ؟
-اشتركت بعملين مع الادارة الفنية لمسرح الطفل وخلال وجودي فيها شاركت بعمل اسمه عالم فيتامين من اخراج حسين علي هارف ومن تأليفه ايضا وبعدها شاركت بأربعة مؤتمرات لمسرح الطفل ثم عملنا على رعاية اربعة مهرجانات للطفولة .
* اسمح لنا ان نسألك عن بعض سلوكياتك؟
-لا مانع لدي من تقديم أي سؤال .
 * هل تستطيع ان تعرف نفسك في جملة قصيرة ؟
- انا طارق شاكر فنان متواضع احب بلدي ولا اساوم عليه .
 * عرفنانك فنانا ثم رياضيا ثم مصورا فوتوغرافيا فهل لديك مهنة لم نعرفها ؟
- اهم ما عندي في حياتي هو ان اكون ممثلا معروفا عراقيا وعربيا. 
* لكل انسان صفات منها ما يشعر بها انه قوي ومنها ما يشعر بها انه ضعيف فكيف ترى نفسك ؟
- قوتي هو محبة الناس لي ونجاحي في ادواري وضعفي انني ارى الناس من حسن النية .
* هل تتفاءل دائما ومتى تشعر بالندم ؟
- اتفاءل عندما اشعر برضا الناس عما اقدم واندم عندما لا اقدم شيئا.
* الزعل والفرح لدى طارق شاكر؟
- عندما ارى ان النفاق يكثر. 
* هل اعتذرت يوما ؟
- انا رجل مسامح وكثيرا ما اعتذر عندما يزعل مني صديق .
* هل تسمع الاغاني ولمن ؟
- كاظم الساهر وبعض الاغاني القديمة .
* لديك عمل عن الكاتب الكبير علي الوردي فهل قرأت له ؟
- نعم واتمنى ان اعيد قراءة بعض كتبه  لانها دروس للحياة .
* اخيرا ماذا تتمنى ؟
- اتمنى لشعبي ولبلدي الخير والسعادة والاطمئنان .
* شكرا لك متمنين لك الخير والسعادة.
- بل الشكر لكم وأنا الممنون، وبودي ان اوضح مسألة وهي ان ام بي سي هي التي ارجعتني للعمل هي القناة التي تنتشل الفنان من الضياع .
 


المشاهدات 1534
تاريخ الإضافة 2023/01/09 - 8:13 PM
آخر تحديث 2024/04/17 - 9:09 PM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com