رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مونديال قطر .. سباق الحضارات


المشاهدات 1240
تاريخ الإضافة 2022/11/28 - 9:16 PM
آخر تحديث 2024/04/24 - 1:06 PM

من التمهيد في المقالين السابقين ننتقل الى التفصيل كي نعرض صورا من هذا السباق الحضاري وما اكثرها .. فالحضارة كما اسلفنا نظام اجتماعي يعين الانسان على انتاج المزيد من الإنتاج  الثقافي .
 من هذه الفكرة تتشكل الصورة الأولى للسباق  .. وظلال الصورة تشكلت باهتة حتى غلظت خطوطها عندما تعرضت منطقتنا او ان شئت وهو الأصح حين تعرض عالمنا العربي الجميل طبيعة وعلما وسلوكا الى موجات متتابعة من أمواج الاجتياح العسكري المتخلف بل الوحشي منذ المغول الى يوم الامريكان والروس ومن هم في صف كل منهما في يوم الناس هذا .
الفكرة هي محو الهوية العربية الإسلامية، والهوية اصطلاحا في اتفاق الكثير من اهل الاجتماع والفلسفة هي الخصوصية، أي القيم والمثل والمبادئ التي تشكل أساس الشخصية الفردية  او المجتمعية، فالهوية هي العقيدة واللغة والثقافة وهي الوعي بالذات الاجتماعية والاحساس بعمق الثقافة القومية.. باختصار، فالهوية هي “ الماهية أي جواب عن السؤال ما هي ؟”  ولا يصبح الانسان باحثا عن هويته إلا في عصر التحولات (عماد الدين خليل : اندرو حبيب : 2015 ) .
فالهوية هي الشيفرة التي من خلالها يتعرف الآخرون على الفرد وحقيقة انتمائه الحضاري، فالمكان وحده لا يمنح هوية .
المظهر الأول -  إذن – من مظاهر السباق الحضاري في مونديال قطر هو مظهر “ صراع الهوية “ ولابد من الإشارة الى اننا نعني الهوية العربية الإسلامية وليس القطرية او الخليجية  في مواجهة هويات أخرى ابرزها الهوية الغربية وريثة الهوية الصليبية، ألم يقل المجرم بوش الابن وهو سليل المجرم بوش الاب صبيحة غزوه العراق 2003 انها حرب صليبية جديدة، ورددها غيره قبل ان يلتمس لهم بعضم العذر فيقول زلة لسان، بل هي  يقين قلب حقود .
منذ ان فازت قطر بحق التنظيم - وفي هذا المقام قطر جزء يمثل كلا – وحملات التشويه لكل ما هو عربي مسلم جميل قائمة لا تفتر لحظة و لا تهدأ .. انها الهوية .. وانهم أبناء هذا الجزء من كوكب الأرض وقد استيقظوا من سباتهم في زمن التحولات وشرعوا في استعادة هويتهم التي سلبت منذ قرون .
وفعل اليقظة ومن ثم الشروع في البحث للاستعادة يحتم نشوء جيل قوي واع لحجم المسؤولية الحضارية، يمتلك مقومات التأسيس لمستقبل مشرق تطل شمسه من سماء الهوية العربية الإسلامية، لا تتململ كسلى باهتة الضوء من خلف كثبان غيوم هوية بلا ملامح .
اشرقت شمس المونديال بهوية عربية إسلامية سمحة خيوطها تنير ولا تحرق فيها كل ما يحتاجه انسان هذه  الأرض من مضادات الكذب والنفاق والغدر والخروج عن الفطرة السليمة. 
وإلى الغد ...
 


تابعنا على
تصميم وتطوير