رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون....أخرجت للمسرح الكثير من المسرحيات ونلت جوائز في الإخراج....كاتب الدراما شوقي كريم لـ” الزوراء”: أنتجت أكثر من 250 مسلسلا إذاعيا وأنا الأكثر نتاجا في تأريخ الإذاعة


المشاهدات 1442
تاريخ الإضافة 2022/11/28 - 9:09 PM
آخر تحديث 2024/04/15 - 8:47 AM

شوقي كريم حسن ... أديب وروائي ومؤلف عراقي، ويعد واحداً من أغزر الأدباء العراقيين إنتاجا في مختلف المجالات الأدبية والدرامية والمسرحية وحتى السينمائية، فقد أصدر 16 رواية وكتب العشرات من المسرحيات وأكثر من 260 مسلسلا إذاعيا وتلفزيونيا.
ولد شوقي كريم  في محافظة الناصرية عند ضفاف أقدم نهر سومري وهو نهر الغراف، عام 1956 - تعلم في الصفوف المدرسية الأولى كيف ينصت ويحلم بحكايات الفقراء، ولكن السياسة لعبت لعبتها إذ نفي والده الشرطي الاول كريم حسن الى دهوك بامر رشيد مصلح، وانتقلت العائلة الى بغداد الشاكرية لتكون بكنف الاخوال.
كان شوقي كريم  يقرأ كل ما يقع بين يديه، ومن خلال هذه القراءات قرر أن يكون ممثلاً مسرحياً متشبها بلورنس أوليفيه، لذا دَرَسَ المسرح، وأخرج وكتب أكثر من 40 مسرحية، عند بداية السبعينيات استهوته القصة القصيرة، فنشر أول قصة عام 1971، وأول مجاميعه القصصية صدرت عام 1977، فقرر بعدها دخول دار الإذاعة والتلفزيون ليقدم 262 مسلسلاً إذاعياً وتلفزيونياً. وتعرف على اول ممثل هو ابراهيم الهنداوي الذي كان مديراً لمدرسة الاخلاص الابتدائية، والامر لم يستقر كثيرا حتى استقرت عائلته في مدينة الصدر، وهناك استقر شوقي  على مقاعد الدراسة ليبدأ اولى خطواته مع اقرانه ، وتجرأ بان يكتب ويخرج تمثيلية اذاعية وارسلها الى اذاعة بغداد برنامج مواهب على الطريق لتكون مدخلاً مهماً لكتابة٢٥٠ مسلسلا اذاعيا ومئات البرامج. و١٥ مسلسلا تلفزيونياً وما تلاها .

-شوقي كريم السارد وكاتب الدراما اهلا ومرحبا بك ضيفا على الزوراء .
-اهلا ومرحبا بكم 
-لا ندري من اين نبدأ السيرة برأيك؟
-القرار لكم وكلي اذان صاغية .لنبدأ الحوار بمن انت؟
-حسنا انا شوقي كريم حسن ولدت في سومر عند ضفاف نهر الغراف العريق ذات ظهيرة ابية يوم تتويج الملك الشاب فيصل الاول، و رغم اني اكره التخصصات اذ اني مؤمن ان الانسان مجموعة طاقات فاعلة لكني لسوف اذعن هذه المرة لاقول
انا كاتب درامي واكاد بحسب ما يقوله النقاد اني احد كتاب الدراما الاذاعية والاكثر منذ تاسيس الاذاعة العراقية، وسيناريست وقاص وروائي وكاتب مسرحي وناقد بحسب المزاج .
-اذا انبدأ تلك الرحلة التي بدأت بالمدرسة لنصل الى ضفافها ؟
-نعم بدات مسرحيا وممثلا على ادق تعبير واول بطولة كانت مسرحية المدمن تاليف توفيق البصري واخراج عباس الحربي.
هناك بدأت من حيث وجع الطين واثام الارواح التائهة داخل منافي الوطن وأمي كانت وراء تأسيس بداياتي رغم انها غادرتني مبكرا .
-حدثنا عن بوح قلمك الاول ؟
- الحب هو المكتشف الاول لضرورة الاستمرار والعناد في ان اكون متقدما في القصة اولا وحين تعرفت على المسرح تعرفت على الدراما فكتبت تمثيلية اذاعية قصيرة اسميتها حياة جديدة وارسلتها الى برنامج مواهب على الطريق الذي كان يعده نور الدين فارس وكانت الانطلاقة الاولى اما اول مسلسل كتبة كان اعدادا منتصف السبعينيات واخرجه وجدي العاني واسمه  مزيفو النقود.
- وتوالت الكتابات حتى وصلت ؟ 
- قلت لك قبل ان نبدأ الحوار انا الاكثر نتاجا في تاريخ الاذاعة اذ وصل العدد كما اتذكر الى٢٥٠ مسلسلا وبعضها باجزاء .
- في أي المرفأين كان قارن شوقي قد حط الرحال؟
- عشقي كان اذاعياً ولسنوات طوال كنت ارفض الكتابة للتلفزيون اشعر ان الاذاعة اكثر حميمية مع المستمع .
- وما ألذي كتبته للاذاعة اولا؟
- اول تمثيلية كانت حياة جديدة لبرنامج مواهب على الطريق.
ثم توالت الكتابات للاذاعة فكتبت  تمثيلية البستان اخراج حسين التكريتي ومثل فيها خليل الرفاعي شكري العقيدي وسليمة خضير .
-من مجموعة الـ 250 عملا دراميا وغيره اي الاعمال التي كتبتها احب اليك ولماذا ؟
-كل اعمالي احبها لانني اشعرها قريبة الى ذاتي لكن الاقرب هو مسلسل نازك الملائكة في ثلاثة اجزاء  وبناة الاسلام في ثلاثة أجزاء ايضا.
-قلت انك بدأت مع الاذاعة قبل التلفزيون فهل ترى ان الاذاعة اسهل في التعامل العام معك؟ 
-كلاهما صعب لاختلاف النتاج لكني اتفاعل نفسيا مع الاذاعة اكثر من التلفزيون .
-وهل تعرضت اعمالك للنقد ؟
- نعم النقد مهم وضروري لكنه يحدث مع التلفزيون اذ اننا لا نتوافر على ثقافة النقد الاذاعي وقد كتب عن اعمالي التلفزيونية اسماء مهمة ناطق خلوصي مجيد السامرائي   مهدي عباس وغيرهم .
-اي نوع من الكتابة يعجبك وتبدع فيه . التاريخية ام الاجتماعية ام السياسية ولماذا ؟
    -  كل ما اختاره انا ليكون موضوعا للكتابة يظل محط اعجابي لكني اميل الى كتابة المسلسلات التاريخية لانها تمنحني الفرصة لتقديم لغة درامية مغايرة وهذا ما ميزها كثيرا عن الدراما التاريخية عند غيري من الكتاب وعن العدد فقد انتجت١٠٠ مسلسل تاريخي.
- هل جلبت لك الدراما السياسية بعضا من المتاعب؟
- كثيرا ما خصعت اعمالي الى رقابة قاسية وخاصة السياسية منها والتي كنت اضمنها مسامع تنتقد الحاصل من الحروب واتذكر انني كتبت مسلسلا اسميته الليلة الاخيرة لشهرزاد تنبأت فيه بسقوط بغداد مثله سامي قفطان وهند كامل واخرجه حافظ مهدي .
- من أكثر الممثلين او المخرجين جسد ما كتبته بشكل مقبول لك؟
-  كل الذين قدموا اعمالي كبارا لا استثني منهم احدا ابتدأ من الراحل مهند الانصاري الى حافط مهدي وعلي الانصاري ومحمد صكر وحسن الانصاري والجميل مظفر سلمان ومحمد زهير حسام وفي التلفزيون رجاء كاظم طالب الرفاعي فلاح زكي علي ابو سيف حسن الجنابي والعذر لمن لم اتذكرهم .
-  هل لك اعمال درامية شاركت في مسابقات ومهرجانات ؟
   - كل اعمالي شاركت بمهرجانات عربية وعراقية وانا الكاتب الوحيد الذي فزت مرتين كاهم كاتب اذاعي من خلال مسلسلاتي وكدت الفوز بالثالثة من القاهرة لولا تاخر ارسال الحلقات كرمت في اليمن عن مسلسل سيف ذي يزن وفي تونس وبلدان اخرى وكما يقال انني اول كاتب تبث مسلسلاتي دول عربية .
- هل كتبت للاذاعة برامج معينة ؟
-  لسنوات طوال اعددت للاذاعة وقدمت ايضا برامج استمرت لسنوات منها :- 
الحقيبة الثقافية
موعد مع الشهرة وكان من اعدادي وتقديمي
كاتب وكتاب اعداد وتقديم
منتدى الخالدين اعدادي واخراج مظفر سلمان
القصة القصيرة، اعدادي واخراج محمد زهير حسام
في التلفزيون
عن تجربة اعداد وتقديم مع حميد المختار وصادق الجمل
الموجز الثقافي ..اعداد
قراءة في كتاب..اعدادي .
-القراءة منهل للكتابة فماذا يقرأ شوقي ؟
- وكيف يمكن لكاتب اهمال القراءة ،،محال مفارقة الكتاب انا قارئ يقال عني نهم لا يمكن ان يمر اليوم دون القراءة اعشق الادب العراقي لانه هويتي التي اريد لها التميز وبدات مع كبار الكتاب ذي النون ايوب وعبد الحق فاضل وفؤاد التكرلي وانتقلت الى جيل الستينيات اما الادب العالمي فلي معه جولات طوال احب شتاينبك في عناقيد العنب وكايدويل في رائحة التبغ وشيلخوف في الدون الهادئ  وتشيخوف في الخال فانيا وديو يستوفسكي في الاخوة الاعداء ومذكرات من العالم السفلي ومدام بوفاري و بلزاك في كل ما كتب..واقف كثيرا عند تجارب امريكا الاتينية وخاصة استورياس في السيد الرئيس الذي اراه اكثر اهمية من ماركيز وانبش الدوافع النفسية في مهمة تولستوي البعث.. واروح بعيدا مع شيخ همنغوي وبحرة والقائمة تطول .
هل تعتمد المصادر في كتابة الدراما؟
- نعم الكتابة الدرامية خاصة دون مصادر تغدو مهمة مستحيلة في مسلسل بناة الاسلام وهو في تسعين حلقة استخدمت اكثر من مئة مصدر واتعبتني كثيرا لاني وقفت في منطقة حرجة وكذلك مع الجواهري وحسين مردان ونازك وصفي الدين الارموي والباشا نوري السعيد و الموازن عن الامام العباس عليه السلام، المصدر يعطي المستمع والمشاهد دفقا من عشق المسلسل والايمان بما يسمع ويشاهد. 
-هل جربت التمثيل لاعمال الفتها انت ؟
-لكوني ممثلا متقاعدا عملت لمرات كما عمل هتشكوك حيث يظهر في مشهد واحد في الاذاعة مثلت الكثير وفي التلفزيون مثلت في مسلسل الحوت والجدار واتذكر انني ظهرت في مسلسل الحب والبرهان، التمثيل الاذاعي اقرب الى نفسي .
-الكتابة الدرامية بشكل عام هل تعاني شيئا؟
- الدراما تحتاج الى امرين مهمين اولهما توافر الانتاج وهذا غائب في العراق الا فيما ندر ولهذا تعثرت الدراما كثيرا وبدأت تتحكم فيها المحطات والشركات التي تريد دراما اقرب الى التركية اما الاذاعة فلقد انتهت تماما ولم يبق سوى قسم الدراما في اذاعة بغداد يجاهد بما يمكن تقديمه ولكن بصعوبة بالغة ودون الانتباه للجودة ايضا ولم يعد للاذاعة ذاك المستمع العاشق الذي كان يتابع بحرص. 
-هل اخرجت اعمالا فنية لك ولغيرك؟
- اخرجت للمسرح الكثير من المسرحيات ونلت جوائز في الاخراج وكان اخرها مسرحية انحسار من بطولة الفنان علي داخل والتي قدمتها في حديقة اتحاد الادباء..الاخراج مهمة صعبة وتحتاج الى جهد معرفي  خاص وعارف بالتكوين الصوتي والصوري. 
-هل لديك افكارا تعتزم تنفيذها مستقبلا ؟
- اخر ما قدمت مسلسلا تاريخيا قدم في رمضان الماضي اسمه مواقف العارفين اخراج احمد الزبيدي ..وانتظر تقديم عملين مهمين كما اعتقد هما غبار اليمام وقبل ان يشيخ الزمن.
-هل سنرى لك في رمضان القادم عملا معينا ؟
 رأسي دوامة افكار اعمل على اتمام مسرحيتي محاولة الامساك بالفراغ وانتظر صدور مجاميعي القصصية في سوريا وبغداد واعد العدة لكتابة مسلسل عن فترة مهمة من تاريخ العراق الستيني رغم خطورتها اظن انه سيكون من الاعمال الصادمة والكاشفة عن اثام وخطايا ساستنا بعد انتشار الكورونا.
-احلام السنين هل حظي برايك بقول من لدن – النقاد ؟ - المشاهدين 
-احلام السنين ناقش فترة حرجة من تاريخ العراق السياسي والاجتماعي في مرحلة الخمسينيات وقد حظي بنسبة مشاهدة عاليه تحاوزت٣٠ مليون مشاهد ومثلما كتب عنه مدحا وعجابا كتب عنه البعض بعدم الرضا وهذا موقف صحي ولم يؤذني بل زادني تحدياً وصلابه.
-يركز الكاتب شوقي كريم في عناوينه لقصصه ورواياته بلهجات الجنوب هل هو تركيز على الانتماء ام ماذا ؟
- لم تسميها لهجات الجنوب هي لغة اهلي المتوارثة عن سومر ومستخدمة ليس في الجنوب وحده انا ابحث عن الجذر واقدمه للناس كزاد معرفي اكتب بمزيج توليفي بين اللغة العربية واللغة العراقية لكي لاتندثر، مسميات رواياتي وقصص وعتباتها النصية عراقية  خالصة وواضحة المعاني والمقاصد.
-اين تجد نفسك :- روائي ام كاتب دراما ؟
- نفسي لائبة مثل سمكة الشبوط لا تستقر عند جرف اينما وجدت نفسي تهوى وتريد رحت مسرعاً منذ عام ونيف اعيد للقارئ رغباته في القصة العراقية بعد هيمنة الرواية وقدمت للطباعة ثلاث مجاميع قصصية وانشر بكثافة غير معهودة في الصحف العراقية والعربية..الكتابة هاجس نفسي وتفحص لحالة هي التي تختار شكلها .
-هل كتبت للسينما تحدث عن هذا الباب في المجالات التالية – انت والسينما – رايك بالسينما عراقيا ؟
- كتبت للسينما الكثير من الافلام القصيرة كاطاريح لطلبة معاهد الفنون وكلياتها ونلت جوائز عن الكتابة، السينما اهم فنون العصر واكثرها رقيا وتاثيرا في النفس البشرية  حيث غادرت الحكايات الساذجة التي لاتزال السينما في البلدان العربية تتمسك بها واعترض بشدة حين اسمع من يقول السينما العراقية واصحح له قوله  السينما في العراق. نحن هواة سينما لاننا. حتى الان لانتوافر على شركات انتاج دائمية ولا صالات عرض يرتادها المحب للسينما ولا  مكملات الانتاج، السينما عندنا محاولات اقناع للنفس واسهام مدعوم في مهرجانات تفرح المشاركين ولا تفيد الشعب بشيء..لذا اقول لاسينما في العراق وكفانا ضحكًا على انفسنا .
- هل تود ان تضيف شيئا ؟
- ما اريد قوله الخوف والقلق وغياب الوعي لا ينتج فنا ويعطل مسارات الحياة بكاملها..الشعوب الحية هي التي تصنع جمالاً معرفياً مؤثرًا وحقيقياً ودون ذلك تبقى ارواحنا تراقب القبح ولاتستطيع ان تفعل له شيئاً غياب الجمال فتنة كبرى.
- عمرا وصحة وعافية للكاتب والصحفي والاعلامي الاستاذ شوقي كريم مع خالص المودة .
- شكري لك اخ جمال وشكري لجريدتكم الغراء والعاملين عليها.


تابعنا على
تصميم وتطوير