رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من أجل عراق آمن مستقر


المشاهدات 1228
تاريخ الإضافة 2022/11/23 - 7:25 PM
آخر تحديث 2024/04/14 - 6:34 AM

القراءة الواعية المبنية على القدرة والانصاف لمجمل الاحداث التي تدور على الساحة السياسية في العراق ، غير القراءة القائمة على الاتهامات والشتائم واطلاق الاحكام جزافا ومن باب التأييد لهذا الطرف أو التنديد بالطرف الآخر .
والطريق الذي تضع قدميك عليه بحذر تحسباً لأي طارئ قد يقلب المعادلات ويفتك بالحسابات ، غير الطريق المعبّد الواضح الذي تستطيع أن تنقل خطواتك عليه بسهولة ويسر وأنت مرتاح البال ، وشتّان بين طريق شائك وعر وطريق مستقيم واضح .
ومن الساعة التي تسلم فيها السيد السوداني منصب رئيس الوزراء ، والأحداث تتزاوج فيما بينها ، وتسير على طريق مثقلاً بالوعورة ، زواج على سنة الله ورسوله ، وآخر على سنة المصالح والمنافع والثأر والانتقام ، ومع كثرة عقود القِران ، فقد تمخض المشهد السياسي عن خروج تيارات ، بعضها اصطفّت إلى جانب رئيس الوزراء ، وأخرى وقفت في الجانب الآخر المعارض له، وبدأت مواجهة سترت نفسها مرّة بالتصريح وأخرى بالتلميح، رغم أنّ العين البصيرة ، ترصد بوضوح ما يدور على الساحة من تجاذبات بين الأخوة الأعداء من جهة ، وبين الأطراف السياسية من جهة أخرى ، وقد زاد من حدة المواجهة الاعتداءات المتكررة على حدود العراق ، وما حصل من هجوم مسلح على مناطق عراقية من دول الجوار ، اضافة الى التدخل الامريكي التي يخرج متسترا احيانا عن كل الاتفاقيات بين امريكا والعراق .
الأطراف التي تعارض، تحصنت بقوّة الأمس، وتوظيف جميع إمكاناتها لعرقلة المسار الجديد ، والأطراف التي تؤمن بضرورة التغيير، جندت طاقاتها لدعم الإصلاحات والتزمت الصمت حول ما يحدث من انتهاكات على سيادة العراق ، والذين لا يريدون لرؤوسهم الصداع ، وقفوا على التل متفرجين على ما يحدث .
ومع أنّ السيد السوداني قد ركب الطريق الوعر، وقام ببعض الإصلاحات رغم الضغوط المحلية والإقليمية والدولية عليه، إلا أنّ البعض يرى أنّ ما تمّ انجازه ، لا يتجاوز حالة الترقيع لعملية سياسية أثبتت فشلها الذريع ، وان إنقاذ البلد لابدّ أن يمرّ عبر منهج جديد ، لا أثر فيه للمحاصصة والطائفية ، ولابدّ من الاعتماد على الهوية الوطنية ، ولابد من اتخاذ خطوات ملموسة وواضحة للحفاظ على استقلال العراق وسلامة مواطنيه، وإذا ما اتخذت القيادة السياسة خطوات عملية لإبعاد العراق عن جميع الصراعات وبالطرق الدبلوماسية .
ما يهمنا كشعب ، وما نطمح اليه كمواطنين هو انقاذ العراق من كل اشكال الفساد ، وارساء دولة المواطنة ، ورسم خريطة سياسية بعيدة عن اشكال المحاصصة ، معتمدة على الهوية الوطنية التي اثبتت الاحداث انها القادرة على دفع العراق نحو مرافئ الامن والاستقرار .
الى اللقاء ...
 


تابعنا على
تصميم وتطوير