رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
وسائل الإعلام الروسية المعارضة تتحدّى دعاية الكرملين من لاتفيا


المشاهدات 1198
تاريخ الإضافة 2022/09/29 - 1:00 AM
آخر تحديث 2024/03/02 - 12:34 PM

ريغا/ا.ف.ب:
تسعى وسائل إعلام روسية معارضة انتقلت إلى لاتفيا بعد بدء غزو أوكرانيا للتصدّي لدعاية الكرملين وتقديم معلومات مستقلة إلى ملايين الروس.
وقال رئيس تحرير تلفزيون «دوجد» الروسي المستقل تيكون دزيادكو، لوكالة فرانس برس، إنّ «من يسيطر على المعلومات يسيطر على الوضع»، وتابع: «هدفنا هو أن يتلقّى أكبر عددٍ ممكن من الناس معلومات حقيقية، بدل الدعاية التي تبثها محطات التلفزيون الروسية».
وقال متحدثاً في قاعة تحرير، أقيمت في العاصمة ريغا، إنّه من حسن الحظ «روسيا ليست الاتحاد السوفييتي مع الستار الحديدي، ومن الممكن الحصول على معلومات من خلال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي»، مؤكّداً أنّ «الستار الرقمي ليس منيعاً».
وتعدّ «دوجد»، التي يعني اسمها المطر، واحدةً من وسائل الإعلام القليلة المستقلة في روسيا، وقد حجبت في مطلع مارس/ آذار الماضي لانتقادها الكرملين.
توصيف الحرب
وكان إقرار موسكو قانوناً يجرّم بثّ «معلومات كاذبة» حول الجيش الروسي والنزاع في أوكرانيا بمثابة حكم إعدام لوسائل الإعلام المستقلة.
وقال دزيادكو: «بات من المستحيل العمل في روسيا، إذا كنا نواجه عقوبة السجن لفترة تصل إلى 15 عاما لمجرّد توصيف حرب بأنها حرب»، وتابع: «حكومة لاتفيا عرضت علينا إقامة مركزنا في ريغا، وأطلقنا برامجنا مجدّداً في منتصف يوليو/ تمّوز الماضي».
ليست هيئة تحرير «دوجد» وحدها التي لجأت إلى عاصمة لاتفيا، إذ انتقلت إليها أيضاً وسائل إعلام أخرى، مثل صحيفة «نوفايا غازيتا أوروبا»، والفرع الروسي لإذاعة «دويتشه فيله»، كما يعمل موقع «ميدوزا» المستقل فيها منذ عام 2014.
300 صحافي
وذكرت الصحفية في «دوجد» فاليريا راتنيكوفا أن نحو 300 صحفي روسي معارض انتقلوا إلى لاتفيا منذ فبراير/ شباط الماضي.
وتمتلك الدولة أكبر أقليّة ناطقة بالروسية في البلطيق، تمثّل نحو 30% من مجمل السكان.
وحظرت البلاد بثّ محطات التلفزيون التي تبثّ من روسيا، و»ندّدت بنبرتها الحربية ودعايتها ضد أوكرانيا والخطر الذي تشكله على أمن البلد».
أيضاً، لجأ صحفيون وفنانون ومعارضون من روسيا وبيلاروسيا إلى إستونيا وليتوانيا المجاورتين.
واتخذ تيخون دزيادكو وصحفيوه قرار الرحيل خلال بضع ساعات فقط، وقال: «علمنا أنّ مكتبنا سيتعرض لعملية دهم. قيل لنا إنه سيتم توقيف صحفيين واتهامهم بالتطرف والخيانة».
وخلال اجتماع عقد على عجل عبر الإنترنت، قررت غالبية أعضاء هيئة التحرير مغادرة روسيا على الفور، وتابع: «وجدنا تذاكر سفر إلى إسطنبول. خلال ساعة وضّبنا ثلاث حقائب وأيقظنا أولادنا وهرعنا إلى المطار».
ويعمل اليوم نحو ستين شخصاً فروا من موسكو في مقرّ محطة التلفزيون في ريغا، وقدّمت لهم محطة «تي في 3» اللاتفية دعمها ووضعت في تصرفهم قسماً من منشآتها وتجهيزاتها. كما أن هناك استديوهات متاحة للصحفيين الروس في جورجيا وهولندا وفرنسا.
ويبدي دزيادكو ثقةً بأنّ محطته قادرة على استقطاب جمهورٍ خاصٍ بها، قال: «حتى لو أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها أنّ الذين لا يدعمون الحرب يمثلون 30% من الروس، فهذا يعني 45 مليون شخص، وهو عدد هائل»، وأضاف: «كثيرون لا يدعمون الحرب ولا بوتين، لكنّهم يخشون رفع صوتهم لأنّ هذا خطير. الناس متعطشون إلى المعلومات المستقلة، وهدفنا هو إيجاد وسائل تقنية للوصول إليهم».
وأكدت فاليريا راتنيكوفا أنّه بين بدء الحرب وإغلاق التلفزيون «شهدنا زيادة في عدد الجمهور»، وقالت: «أعتقد أن هناك الآلاف، بل ربّما الملايين الذين هم بحاجة إلينا. هذا ليس جمهورنا القديم فحسب... مع الوقت سيبدأ كثيرون في التشكيك (بالسردية الرسمية الروسية)».
كمبيوتر محمول فقط
واختار المساعد السابق لرئيس تحرير صحيفة «نوفايا غازيتا»، أبرز وسيلة إعلام استقصائية في روسيا، كيريل مارتينوف، الرحيل عن بلاده في مطلع مارس/ آذار الماضي حاملاً معه حاسوبه المحمول فقط، وهدفه إطلاق هيئة تحرير مستقلة في الخارج.
وبعد وقتٍ قصيرٍ من ذلك، حظرت «نوفايا غازيتا» في روسيا.
عند وصوله إلى ريغا، أنشأ مارتينوف مع زملاء آخرين في المنفى «نوفايا غازيتا أوروبا»، وتولّى رئاسة تحريرها.
وفي التاسع من مايو/ أيّار، أصدروا عددهم الورقيّ الأوّل باللغتين الروسية واللاتفية. وفي بادرة دعم، قامت 15 صحيفة دولية بنشر مقالاتٍ من هذا العدد.
وعلى غرار قناة «دوجد»، تعتمد الصحيفة الشبكات الاجتماعية مثل «يوتيوب» و»تيلغرام» و»تويتر» كوسيلة رئيسية لنشر مقالاتها.
وقال مارتينوف: «السلطات الروسية لا تزال تخاف أن تحجب يوتيوب لأسباب فنية واجتماعية. يوتيوب هي أكبر منصة إعلامية في البلد للذين لا يريدون مشاهدة التلفزيون الوطني والدعاية الرسمية».
بدوره، أكّد تيكون دزيادكو أنّ «التضليل الإعلامي من الأسباب خلف اندلاع الحرب واستمرارها حتّى الآن»، متّهماً المسؤولين في التلفزيون الروسي بأنّهم «مجرمو حرب».
 


تابعنا على
تصميم وتطوير