جريدة الزوراء العراقية

كانت أمي


 كانت أمي قبل صياح الديك
توقظ عين النوم الهارب من عنت الأيام
تندح نحو النار ، تنفخ فيها كي تدفئها
ويشم رائحة الخبز
أنف الحلم الجائع في عين الأطفال
تملأ أركان البيت  الساكن
خلف مجيء الشمس  ،  عطر البركة 
ثم تنادي، نخرج من أعشاش الظلمة نجري
نحو شعاع الحب القادم من عينيها
فينام النوم على يدها
ونهلل فرحا بالإبكار
لم ندرك في المهد ولو برهة
أن الأم حياة  ، نبع الحب الصافي
وأن الهرم الشامخ فينا
لا يظمأ من هجر النيل
او يشعر بالجوع
وان كان الجوع لا يهدأ يوما
لكن يخشى ان يجد الدمع
في عين صغار  ، تشتاق إلى قلب
لا يمد للذل يداه 
ترفض ان تحفر بئر أعمى 
ينضح دمع وبكاء
كانت تسقى جذور العمر بماء الصبر
كي تتنفس طعم الفرحة
بعد صلاة الظهر حين أعود 
 اجد الحضن بطعم التوت
وتمر سنوات كالأيام
قبل مجيء الريح العابر للقارات
الآن الآن قد أدركت أنى كبرت
وغابت رائحة الخبز
من انف الحلم الرافض
أن يجد في الموت نجاة
 


المشاهدات 1265
تاريخ الإضافة 2022/09/29 - 12:55 AM
آخر تحديث 2024/05/06 - 9:21 AM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com