رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
بانتظار ولادة فجر جديد


المشاهدات 1398
تاريخ الإضافة 2022/09/28 - 11:36 PM
آخر تحديث 2024/03/25 - 6:21 PM

أكثر الأوتار التي لاعبت أصابع الحكام هي الاوتار التي تعزف الأناشيد المتعلقة بحقوق الانسان ، وأكثر الشعارات التي تحمل بريقا تلك التي تمجد الانسان وحقوقه في العيش وممارسة دوره في بناء الحياة ، وأكثر المنصات الخطابية في قاعات الامم المتحدة والمنظمات الدولية والشعبية والمزينة بكل ألوان الشفافية والنرجسية والاعلامية ، تلك المنصات التي على جبينها بصمات حقوق الانسان .
الجميع يتحدث عن حقوق الانسان ، أصحاب السيادة والقيادة يتباكون على الظلم الذي لحق بالشعوب ، والشعوب يتعالى صراخها من قسوة الظلم الذي لحق بها ، والايادي جاهزة للتصفيق ، والمسارح تضج بالممثلين ، والعروض متوفرة وهي تعرض مسرحيات سيئة في اعدادها واخراجها وتمثيلها ، وجميعها تتناول الانسان وحقوقه الضائعة .
دول عظمى وأخرى بحجم الجرذ المولود حديثا ، ومنظمات ، وتجمعات ، وتحالفات ، وخنادق وبنادق وفنادق تتحدث بشكل مسعور عن حقوق الانسان ، وعلماء كبار في مجال التكنلوجيا الحديثة اجتهدوا فاخترعوا وسائل التعذيب الحديثة التي تنسجم مع حالة التطور التي وصلها عالمنا اليوم ، وابتكروا اصناف جديدة من الخوازيق الالكترونية لهذا الهدف النبيل ، وكل خازوق ممهور بختم حقوق الانسان ، وقد كتب على جبهته وبكل اللغات : ( الانسان أولا وأخيرا)
رؤساء وصلت شهرتهم الى رؤوس الحيتان في اعماق المحيطات ، وملوك واصحاب سمو وسلاطين واباطرة ، اختلفوا في كل شيء ، وتوحدوا حول حقوق الانسان من اجل بقاء شعوبهم ذليلة مقهورة مسحوقة ، واذا ما تجرأ الانسان يوما ليصرخ من شدة الظلم الواقع عليه ، أسرعوا اليه ليدخلوه الى زنزانات تعلم اصول الولاء والطاعة ، حيث يستقبله النشامى من الحرس الوطني بسياط الجلد والهراوات الممهورة بختم حقوق الانسان .
يجتمع سدنة التسلط ، وكهنة اولي الامر ليبحثوا عن كذبة صغيرة او كبيرة ليحتلوا من خلالها البلدان ، ويشردوا اهلها ، وينهبوا ثرواتها ، وينتهكوا كرامة شعبها ، تحت ذريعة الدفاع عن حقوق الانسان ، وكذبة تجر وراءها كذبة أكبر منها، وعندما تحل الفجيعة نسمع صوت المنادي يبشرنا بالفرج القريب ، وينصحنا بالصبر الجميل ، وان ما يحصل سيكون في خدمة الانسان وحقوقه المشروعة ، ودوره في بناء الغد المشرق السعيد .
في ظل هذا الوضع النشاز ، وما يحدث من اساطير حول حقوق الانسان ، بدأت الحياة تتعفن فينا وبدأنا نتعفن بها ، ولابد من وضع جديد ، وعالم جديد يعيد للإنسان بعض حقوقه التي انتهكت من قبل دعاة حقوق الانسان .
في ظل ما يحدث اليوم ، فإننا امام طريقيْن لا ثالث لهما : أمّا الخروج من هذا العالم المتعفن بانتظار عالم جديد قائم على العدل والانصاف ، أو ان التاريخ سيطوي أوراقه ويرحل .
الى اللقاء .


تابعنا على
تصميم وتطوير