رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الأجناس الأدبية والفنون التشكيلية.. لوحات الفنانة « ناهد تاج الدين»


المشاهدات 1263
تاريخ الإضافة 2022/09/27 - 7:08 PM
آخر تحديث 2024/03/28 - 3:27 PM

هدى عزّ الدين / مصر:
من أهم الأجناس الأدبية تعبيراً عن اللوحات الفنية؛ الشعر، ومن هنا سوف أبدأ حديثي عن المرأة في ظل العادات والتقاليد ومدى تأثير المجتمع فيها ولجوئها للتعبير بالريشة والكلمة وهما من أهم سبل التغيير في حياة المجتمعات، ولقد عبرت الفنانة (ناهد تاج الدين) عن الواقعية بالتعبيرية والقليل من السريالة وأخذت تجسد لنا حالات العديد من النساء في مجتمعنا، وأقف على تفاصيلها مجموعة (لأنَّها درويشة)، ومفردة (درويش) معناها الزهد والتصوف والتأمل في الكون، مع الألوان والطبيعة، والتأمل في تداخل الألوان مع الجنون الإبداعي في عقل الفنانة المصرية (ناهد تاج الدين).
لقد رسمتْ لوحات الزهور. يقول الناقد الفني (أندرو بيرارديني)، في مقاله لمجلة موس الفنية الزهريّة (Floral Patterns)، ما معناه أن الرمزية الشعرية للأزهار قد تُفكك المعاني التي تفرضها الآليات السياسية بالقوة حول القيم والتاريخ والأعمال، وللزهور عبق مع المعاني خفي، يختلف باختلاف...
‏لقد عبَّر قدماء المصريين على جدران المعابد الفرعونية برسم الزهور وبرزت أهمية زهرة (اللوتس) التى كانوا يزرعونها فى الحدائق، والبردي، والعنبر، واللفاح، وخشخاش الزينة، والياسمين، والغار الوردي، والعليق، وورود الزينة، والرمان. سيظل الفن أهم السبل في التعبير عن الجمال.
‏لوحة (بعض الظنّ)...
“مدَّتْ العينُ يدَها تشحذُ
زَرعةَ الأملِ
لكنَّ الحصادَ حِزمةُ دموعٍ”
(هدى عزالدين)
عبَّرت الريشة عن واقع مؤلم لا تستطيع يدها إرفاق التغيرات وكان الطريق الأوحد دموعاً تسقي حقل الأمل.
اللوحة ( لا تلومني) لقد رسمت نفس الدهشة لكن بمنظور عقلي مشوَّش
وقلب خافَ التغيير.
لوحة (صمت مغلف بالكلام) خوف مباشر وهروب والنظر من خلف اليد التي تريد التغيير، ستظل الأنثى العربية والمصرية تبحث عن التقدم والازدهار
‏اللوحة( جبل الوصال) كيف تصنع من كل انكسار تحدِّياً، إرادة جديدة؟
‏نقف ثم نقف ثم تتوالى النجاحات.
لوحة ‏( فساتيني القديمة) يد القوة؛ خاب وخسر أنه يستطيع أن يحطم أنثى تثق في ذاتها لوحتا ( أكون أو لا أكون)
(ويضحك البحر!) (وأنت..ماذا تريد؟)
نظرة ساخرة باكية عبرت الفنانة (ناهد تاج الدين) عن الظلم وعدم تطبيق القانون لصالح المرأة، وإلى متى يستمر الوضع حبراً على ورق؟ وإلى متى تتحمل المرأة مسؤولية أولادها مع وجود رجل ماهر في الهروب من مسؤوليته.
لوحة تعبير عن أن الحياة الاجتماعية بحر، وقاربا نجاة متفرقان، متأثرة بطبيعتها السكندرية، وحبها للبحر وخوفها الشديد منه.
إنها خلطة تعبيرية، للفنانة ناهد تاج الدين، بين ما هو مُعلن من خلال اللون وبين ما هو غيبي من مرموزات دلالية تمظهرت على مساحات شاسعة على الوجوه (البورتريهات) أو ذلك التداخل خارج المألوف وإظهار الحالات النفسية للمرسوم، حتى تدفع المتلقي لحوارية ذاتية ربما يستطيع من خلالها الوصول إلى المعنى...
الألوان لها تشفيراتها؛ فمن خلال الأداء ظهرت الألوان المتراكمة كأن هناك ازدحاماً روحانياً واضطرابات نفسية كتعبير للحالة التي يمر بها المرسوم، وبين الظلال والضوء هناك ترابط وجداني على هامش الكتابات أو الخواطر المرفقة مع العمل الفني، ربما أرادت الفنانة الوصول بنا إلى قدرتها كمبدعة بمجالين مختلفين لربط مشاعرها أكثر من كونها رسامة فقط أو كاتبة.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير