رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون...قدمت للسينما سبعة أفلام والإذاعة تجمعنا وهي بيتنا...الفنانة إقبال نعيم لـ «الزوراء»: لدينا مؤسسات فنية بيد عناصر لا يؤمنون أصلا بالفن


المشاهدات 1765
تاريخ الإضافة 2022/09/26 - 8:32 PM
آخر تحديث 2024/03/27 - 9:14 PM

عرفت الفنانة الدكتورة اقبال نعيم من عائلة فنية، فهي اخت الفنانة د. عواطف نعيم.. ولدت الفنانة اقبال نعيم في يوم 12 /يناير /1958 ، وعملت مع العديد من الفرق المسرحية العراقية المحلية كالمسرح الفني الحديث والشعبي قبل دخولها الى الفرقة القومية للتمثيل، فضلا عن اخراجها للعديد من المسرحيات التي حازت من خلالها على جوائز مهمة اثناء تمثيلها للعراق سواء في المهرجانات المحلية او العربية او الدولية، فمنحت جائزة افضل ممثلة عن مسرحية «الرهن» من المركز العراقي للمسرح في العام 1985، وجائزة افضل ممثل/ دور ثان عن مسرحية «الف امنية وامنية» في العام 1987، وجائزة افضل عمل متكامل عن مسرحية «ترنيمة الكرسي الهزاز» في مهرجان قرطاج المسرحي في العام 1987، وجائزة افضل اخراج وتمثيل وازياء عن مسرحية «الريشة الذهبية» في مهرجان مسرح الطفل الاردني في العام 2002. كما كلفت بمسؤولية مدير عام دائرة السينما والمسرح .
حوار – جمال الشرقي

استضافت صحيفة «الزوراء» التي تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين  الفنانة الدكتورة اقبال نعيم، وقدمت لها العديد من الاسئلة حول مسيرتها ورؤيتها بالحركة الفنية، وبكثير من المفاهيم.. حوار صريح تضمن التركيز على محورين اساسيين جديدين هما السيرة والتحليل، سيرة عمل طويل مقرون بمعرفة ما تحمله من رؤيا للواقع الفني ولغيره، فأجابت مرحبة بالحوار، وقالت: 
- اهلا بك وبالزوراء وبكل ترحيب فقد كرست وقتي لكم، اسمي مثلما يعرفه الجميع إقبال نعيم فنانة وممثلة عراقية.. ولادتي في 12 يناير 1958  شاركت في العديد من الأعمال منها على خشبة المسرح في العراق، بالاضافة إلى ذلك شاركت من خلال السينما ومن أبرز مشاركتي كانت في فيلم حب في بغداد الذي انتج عام 1987 وشاركني فيه قاسم الملاك وفاطمة الربيعي، في يناير 2010 حصلت على شهادة الدكتوراه من قسم الفنون المسرحية بكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد ولو سألتني عن جميع مشاركاتي فهي كثيرة وكلها محط اعتزازي .
وكان جوابها هذا فرصة للتعرف على اعمالها ومشاركاتها الفنية في الاعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، فأكدت ان مشاركاتها عديدة منها هيروسترات - مسرحية سيدرا - مسرحية في اعالي لحب - مسرحية العربة والحصان - فيلم ستة على ستة - فيلم حب في بغداد - فيلم خيط البريسم - مسرحية مطاوع وبهية - فيلم سنان رسوم متحركة، ومن اعمالي اضافة الى  مسلسل اسباب الزيارة مسلسل ﺗﻢ ﻋﺮﺿﻪ  في مصر الجمهور العام وكان من الاعمال
 ﻛﻮﻣﻴﺪي اﺧﺮاج:  نبيل يوسف (مخرج)، ﺗﺄﻟﻴﻒ: عبدالباري العبودي (مؤلف )، طاقم العمل: محمد حسين عبدالرحيم فرجينيا ياسين  حافظ عارف، إقبال نعيم، فاضل جاسم ، مديحة وجدي.. وعمل اخر بعنوان للوقت وجه اخر، وهو اﺧﺮاج جمال محمد (مخرج)، ﺗﺄﻟﻴﻒ: جمال محمد (سيناريو) فاروق محمد (مؤلف)، طاقم العمل: إقبال نعيم ، ستار خضير ، سمر محمد ، أفراح عباس،  حكمت القيسي ، سوران علي  .
ولا انسى مشاركتي في حفلة الماس وطاقم العمل فيه كل من سامي عبد الحميد واقبال نعميم ومقداد عبد الرضا وازادوهي صموئيل.
•الفنانة القديرة د. اقبال نعيم سبق لها ان تبوأت مسؤولية مدير عام دائرة السينما والمسرح ورئاسة الفرقة القومية وكانت لها اساليبها في العمل اليومي والفني وكانت لها منـهجية واضحة ومبرمجة لنشـاطاتها ومـشاريعها وخطـط عملها السنـوية، ولهـذا الاسـاس تجيب: انـه لشـرف كبيـر لـي ان امنح هـذه الـثقـة من الـدائـرة وزملائي الفنانين لكـنهـا في الـوقت نفـسه تعـد مـسـؤوليـة كـبيـرة ومهمـة وتعـد مـن اهـم وابـرز فـرق المـسـرح مـحليـاً وعـربيـاً وذات تـأريخ فني وابداعي عـريق.
•لقد كانت للفنانة اقبال نعميم مشاركات عديدة اسلفناها لكننا لا بد ان نتوقف عند بعضها ونسألها عن دورها في «نادية» وهو مسلسل درامي عراقي يتكون من أربع وعشرين حلقة، من إخراج صلاح كرم وتأليف معاذ يوسف وبطولة العراقي حسن حسني وأمل سنان، ويدور حول شخص يدعى عادل (يقوم بدوره الممثل العراقي حسن حسني) يقع بحب فتاة يلتقي بها بالصدفة ولكنها تختفي فجأة وتدعى نادية (تقوم بدورها الممثلة أمل سنان) ليس هذا فحسب بل الغريب ان الجميع من يحيط به ينكر وجود هكذا فتاة بحياته وبأنه اختلق الفتاة من مخيلته وعلى رأس المتآمرين صاحب الفندق الذي يقيم به (لعب دوره الفنان الراحل وجيه عبد الغني)، وتتوالى أحداث المسلسل إلى ان يكتشف ان هذه الفتاة بأنها اضطرت لفعل ذلك لظروف قاهرة وابتزازها من قبل الاخرين وان اسمها ليس نادية بالحقيقة، فعن رأيها بالمسلسل، تقول الدكتورة اقبال نعيم : هذا من المسلسلات التي احبها وقدمت فيه شخصية غريبة وهي شخصية صديقة ناديه والتي تدخل عليها وتتجسس ثم تحبها فيما بعد وتدافع عنها، فأنا احب الشخصيات عندما تمتلك تركيبة مركبة مثلما حدث في مسلسل رباب.
•وبما ان الفنانة د, اقبال نعيم تعد اليوم احد اقطاب الفن العراقي كان لزاما علينا ان نسألها عن رأيها بالمسرح العراقي الذي يعاني مثل بقية الوان الفنون مع بعض النواحي التي تؤثر فيه، فما تحليل الدكتورة اقبال لها الواقع ؟
-المسرح العراقي يحاول ان يكون لان جميع الظروف التي تحيط به لا تعطيه معطيات لتكوين ثقافي ولتكوين فني ونحن في خضم بناء وضع لمؤسسات تعد فنية يمسكها  عناصر لا يؤمنون اصلا بالفن بحجج واهية علما ان النهوض بالفن هو النهوض بالبلد وبروحية المواطن .
* شيء لطيف لكن ما تحليلك للتأثيرات السايكولوجية التي يخلقها نمو الفن على نفسية المواطن اعتمادا على ان الفن يعيد النفوس مثلما يعيد المعمار بنا العمارة ؟
-هذا كلام قاله مكسيم غوركي، فإذا كنت تريد بناء بلد عليك ان تعيد حضارتك، عليك ان تبني المواطن البسيط بكل اعماله وطموحاته التي أجهضت والتي تعرضت للخراب كثيرا من تهجير وعنف طال كل نواحي الحياة، الفن يعيد للروح بهجتها وثقافتها وكيانها ويطلعها بسهولة وبقرب على حضارات وتاريخ وثقافات بلده وشعوب اخرى ولا تعاد لحمة المجتمع إلا بالفنان وبقية صنوف الابداع .
* انتقالتنا مع الدكتور اقبال نعيم كانت بمحور الطفل ومسرح الطفل الذي كان محط اهتمامها، إذ اكدت ان الطفل يحظى باهتمام كبير، فحين تبدأ معه بالمسرح وهو صغير لانه متفرج المستقبل هذا المتفرج الذي بالامكان ان يكون ممثلا او مخرجا او طبيبا، فمسرح الطفل مهم جدا ان تبني من الصغر هذا الطفل وتجعله يتشوق جماليا وفكريا وان يفهم ما معنى مسرح وكيف يتذوق المسرح ولا ننسى ان الطفل تحمل العبء الكبير نتيجة ظروف العراق فهو مسكين والتأخر الدراسي الذي مر به وفقدانه لأبويه ولرعايته من قبل الدولة .
•الدكتورة اقبال في هذا المجال اشارت لنا انها عملت برنامجا عنوانه (مسرح السلام والديمقراطية ونبذ العنف ضد الاطفال) عرضت المسرحية في مناطق نائية واطراف بغداد عندما كانت الاحداث ساخنة. وتضيف: عملنا المسرحية عن طفلة تبيع العلكة والسكائر على قارعة الطريق فتنظر الى اطفال يدرسون فتحاول الدخول معهم لكن يرفضوها فتشتكي لهم ان عائلتها تعرضت للتفجير فصارت هكذا فلماذا ترفضوني وبالتالي نخرج من العمل بحصيلة هي علينا ان تعود وتدرس وترجع الى مقاعد الدراسة رغم كل شيء.
* واستمر الحوار صريحا متشعبا مع الفنانة اقبال فسألناها عن رأيها بالفنان العراقي وبما يحتاجه وكيف يستطيع الفنان ان يجاري نهضة العالم الفنية، فقالت: الفنان العراقي يستطيع ان يقارن بأهم الفنانين في العالم العربي او العالمي حتى لكنه يحتاج الى ان نعرف ما هو الاسلوب الذي نقدم الحكاية والعمل ولمن نقدمه ولا نستهين بعقلية المتفرج. 
واضافت: انها سعيدة ان تعيد العراقية لها تواصلها مع المشاهد العراقي لكن على العراقية ان لا تغفل أي فنان اخر، المواطن بحاجة الى مشاهدتهم ولهذا يصبح الفنان صديق الجميع .
* الحديث مع الدكتورة اقبال نعيم ولكونها امرأة لا بد ان نتطرق فيه لدور المرأة واهمية المرأة في التناول الفني لديها، فكان جوابها : انا ارى ان المرأة العراقية لم تأخذ دورها الحقيقي لحد الآن لانها مجتهدة وهناك الكثير من النساء العراقيات المحترمات لكن الجانب الذكوري اولا غالب وحتى على مستوى الدوائر البسيطة تجد ان المرأة تبعد عن المنصب وهي قادرة عليه وحتى في البرلمان نصف النساء لا تعرفهم لان القائمة المغلقة هي التي اتت بهم، المهم علينا ان نتغير فلو بقينا بنفس المفهوم فلن تقوم لنا قائمة.
* وما دور الاعلام وهل يساند الفنان في دعواته للنهوض بالفن وبالمرأة بالذات ؟
- هذا المحور المهم جعل الدكتورة اقبال تشدد على ان دعم الاعلام قليل ولا يكفي رغم ان بغداد غنية بثقافاتها وفنونها لكن اعلامها معطل يغلب السياسة اكثر من غيرها ولهذا فأنت ترى الخطاب السياسي قد تغير كثيرا على الخطاب الثقافي والفني، الاحداث وما يتعرض له الشارع العراقي تطغى اخباره على كل شيء.
* وبمداخلة جميلة كانت لنا مع الدكتوره اقبال حول الاحتفاظ بأعمالها وعدم تكريسها رغم انها ثرية وكبيرة، فأجابتنا :
 طرحت نفسي مخرجة للاطفال لكني للكبار اشعر انه لحد الآن توجد اشياء لم تكتمل لدي حتى اقدم عملا للكبار فأنا شعرت انه وعندما اشعر انني يجب ان اقدم للكبار فسوف اقدم اما بالنسبة لتدويني لتجربتي، فنعم سأعمل ولكن بعض الاشياء ما زالت تستوقفني كثيرا فأنا احتاج الى ذهن واستقرار لكي ادون تجربتي بذهن صافية .
* محور اخر تناولناه مع اقبال نعيم التي غابت عن الدراما التلفزيونية عشر سنوات لماذا ؟
- اجابت : العشر سنوات هي نفسها ما بعد احتلال العراق فشعوري بالحزن العراقي لما يحدث يوميا شعرت ان الاعمال التلفزيونية لم تقرأ الواقع ولم تواكب هموم الناس اضافة الى ان اكثر الاعمال انتجت خارج العراق بسبب الوضع الامني اعني خارج اجواء العراق لهذا ابتعدت قليلا .
* ويستمر الحوار والمتابعة مع اقبال نعيم التي كنا نتمنى لها ان تقوم بأعمال ابعد من التمثيل فنراها مثلا مخرجة، لهذا اجابت على هذا المحور : انا اخرجت للاطفال لكن للكبار لا والسبب لان بعض الاشياء التي اراها في نفسي لم تكتمل وايضا انا افكر ان ادون التجربة فأنا احتاج الى هدوء واستقرار حتى ادون بذهن صافٍ، كل تجربتي خاصة، وكانت مع شخصيات كبار ومهمين .
* حضور الدراما العراقية عربيا لم يكن بالطموح ولهذا ترى اقبال نعيم فتقول : لان المنتجين لا يعملون على انتاج اعمال رصينة تعكس الواقع العراقي وربما الفضائيات لها دور ولها سياستها الخاصة اضافة الى العيب في الانتاج، وعلينا ان نتابع الشارع العراقي وبإمكاننا ان نكتب احسن وللعلم الكتاب يتخوفون من طرح الامور صراحة .
* حضور الدكتورة اقبال نعيم في السينما يحتاج الى وقفة، فأين دورك في السينما ؟
-انا قدمت للسينما سبعة افلام فقط ولان السينما العراقية ايضا متلكأة مثل التلفزيون وبين فترات بعيدة يتذكرون السينما فيعملون فيلما مع ان المال موجود والممثل موجود والقصص موجودة لكن الخبرة قليلة والسبب ان الطلبة الخريجين لا يرسلون في دورات فنية لكي يعود بخبرات سينمائية عالمية والمسارح كانت 7 ودمرت. 
* التمثيل الاذاعي ومشاركات اقبال نعيم محور اخر تناولناه، وقد اجابت عليه بالقول : التمثيل في الاذاعة انا اعتبره نوعا من التدريب كيف تقدم بصوت وانت قريب للمستمع وعليك ان تؤدي الدور، وقد احببت الاذاعة وعملت بالدوبلاج للاطفال بـ 11 فيلما ومسلسلات للاطفال واشياء اخرى،  ولنا مشاركات مهمة في الاذاعة والاذاعة تجمعنا فترانا نذهب الى الاذاعة وكأنها بيتنا .
* شكرا للدكتورة اقبال نعيم على هذا الحوار، متمنين لك عودة ميمونة .
-امتعتموني، فشكرا لكم .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير