رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مع الروائية اليمنية نادية الكوكباني


المشاهدات 1317
تاريخ الإضافة 2022/09/25 - 7:47 PM
آخر تحديث 2024/04/16 - 9:06 PM

محمد القذافي مسعود            
كاتب وصحفي مستقل من ليبيا
الزوراء/ خاص:       
درست الهندسة المعمارية في جامعة صنعاء، وحصلت على دكتوراه في الهندسة المعمارية من جامعة القاهرة عام 2008، وعملت أستاذة مساعدة في جامعة صنعاء في كلية الهندسة قسم العمارة. كان أول عمل أدبي لها قصة قصيرة نشرت في مجلة الثورة، أما عنوان أول رواية لها فهو “حب ليس إلا” ونشرت في عام 2006.
 دعيت للمشاركة في ورشة عمل للكتاب الأوائل بعنوان الندوة والتي نظمتها الجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2009، وأدرجت أعمالها ضمن مختارات بعنوان الأصوات العربية الناشئة. ظهرت أعمالها مترجمة في عددين من مجلة بانيبال في عام 2005 وعام 2009. كما تم ترجمتها إلى اللغتين الفرنسية والألمانية. تلقت العديد من الجوائز الأدبية في كل من اليمن وخارجها
أجرينا معها هذا الحوار ...
“عن ردود فعل قراءة الرواية، انتقدت الكوكباني ما وصفته بـ «القراءات التلصصية» للرواية كما يحدث في ربط بعض القراء وبعض القراء الكُتاب، للأسف، بين حياة بطل أو بطلة الرواية وحياة الكاتب أو الكاتبة، مثلاً، باعتبار البطل أو البطلة هو نفسه الكاتب أو نفسها الكاتبة ..” هل يعني هذا اننا لم نصل بعد إلى قارئ واعٍ وكاتب يقرأ النص بحيادية تامة ؟
كان سبب قولي “القراءات التلصصية” هو ربط ما أكتبه كروائية بحياتي الخاصة، الأمر الذي سبب لي الكثير من المشاكل على المستوى الشخصي والمجتمعي. وطالما لم يُكتب على غلاف الرواية “سيرة ذاتية” فلا يحق لأحد إعتبارها كذلك.  وتعاني الكاتبة الأنثى من هذا الربط بشكل خاص، ليس في عمل واحد ولكن في معظم أعمالها، وأنا لا أنكر تسخير بعض مواقف من حياتي وحياة من حولي في أعمالي كتجربة حياة أعتز بها، وكأحد أدوات التخييل الروائي الذي أستخدمه، وهذا ربما يكون أحد أسباب القراءة التلصصية بالإضافة إلى كوني أنثى، الأمر الذي تكرر في أكثر من رواية، ولهذا أقول نعم لم نصل بعد إلى قارئ واعي يفترض موت المؤلف ويقرأ الرواية كعمل أدبي خالص، يستمتع به ويعيش أحداثه بحيادية تامة. أما الكُتاب والنقُاد فلا أستطيع التعميم ولكن البعض.
تتخذين من التاريخ والأحداث السياسيّة إطارا لروايتك  “ صنعاني “ ما المقصود من ذلك ؟
الرواية نسيج مجتمعي متكامل له نشأة تاريخية وسياسية وحياتية تشمل العادات والتقاليد والتحولات المختلفة التي يمر بها في الزمان والمكان المتواجد فيه. ولهذا يستخدم الروائي التاريخ بطريقة استحضار مرحلة تاريخية معينة والتخييل على أحداثها عبر صناعة الشخصيات المختلفة، أو يستخدم التاريخ بطريقة توثيق مرحلة معينة بتاريخها وشخوصها ولهذا يكتب على الغلاف رواية تاريخية. وأنا استخدم الطريقة الأولى في رواياتي واترك للقارئ استكمال ما يريده في المرحلة التي أكتب عنها عبر القراءة والبحث فيها.
ما الذي دفع الروائي العربي إلى تعيين ذاته مؤرخاً؟
لا أملك إجابة محددة على هذا السؤال لكن ربما حاجة الروائي العربي لفهم التاريخ، ليعيش الحاضر ويفكر في المستقبل هو والقارئ في آن، وربما شغفه بالمعرفة والبحث والتوثيق، واخيراً ربما إثراء نرجسيته بالكتابة عن الزمن الذ يشهد عليه في فترة حياته من وجهة نظره المتفقة أحيانا والمختلفة أحيان أخرى مع محيطه المتعدد في اتجاهاته الفكرية على كل المستويات السياسية والفكريية والمجتمعية. 
تناولت في رواية “ صنعاني “ ما تحويه المدينة من عادات خاصة بأهل صنعاء كمقايل القات التي يمارسها الرجال بعد العصر، والرقصات والأغاني اليمنيّة وأشهر مطربيها وصناعاتها.هل هو الحنين إلى الماضي أم تأريخ جديد ؟
نعم تناولت كل ذلك وأكثر كسلوك سوسيولجي متكامل للبيئة الصنعانية وجدت أنها لم تذكر في أعمال روائية يمنية ليعرفها القارئ غير اليمني كثقافة وتوثيق. ليس هناك حنين للماضي لأن كل هذا مازال يُمارس حتى الآن.
إلى اي حد استطعت ان تكون حيادية  في معالجتك ورؤيتك حين تناولت موضوع الثورة عام 2011 في اليمن من خلال روايتك ؟
تناولت أحداث ثورة فبراير 2011 كتوثيق لتلك المرحلة المهمة في تاريخ اليمن بمكانها ومسيراتها وهتافاتها وشهدائها وسلوك النظام الحاكم والأحزاب السياسية عبر شخصيات روائية بسيطة تمثل غالبية المجتمع اليمني الذي كان يعاني من الفقر ومن تدني المستوى الاقتصادي والتعليمي والصحي. لم يكن هناك حاجة للحياد لأني وصفت المشهد كما هو على أرض الواقع لتعرف الأجيال القادمة ما حدث في تلك المرحلة من تاريخ اليمن السياسي، وكنت مدركة تماماً لهذا التوثيق المستخدم في الرواية الواقعية الذي يحضر فيها المكان كأحد اهم أدواتها، وتتحرك الشخوص داخله بواقعها وأحلامها ورغباتها في الحياة. وهذه الشخصيات تطلبت مني جعلها بسيطة حتى لا تحمل موقف غير البحث عن حياة كريمة، تساندها شخصيات انتصرت لقيم الحق والحرية والحاجة لهما وهذه كانت تتطلب موقف لم يكن حيادياً ولكنه كان واقعياُ ومعاشاً في آن.
ماذا قدمت لك وزارة الثقافة اليمنية قبل عام 2011  من دعم أو اضافة ؟
لم تكن الثقافة مهمة في تاريخ النظام السياسي الذي حكم اليمن ثلاثة وثلاثين عاماً هو عهد “علي عبدالله صالح”، ولم تستحوذ الثقافة اهتمام وزرائها كرؤية شاملة لفروعها المختلفة” قصة، شعر، مسرح، سينما..” باستثناء فعاليات انتقائية تجعل من صورة النظام مقبولاً لدى العالم عبر انتقاء اشخاص يشاركون فيها في الداخل والخارج وتتكرر أسمائهم دون إعطاء الفرصة للأخرين او دعم أعمالهم. 
عن نفسي لم تقدم لي وزارة الثقافة شيئا، واعتمدت على نفسي في نشر رواياتي وفي ترشيحي للمشاركات الخارجية عبر مؤسسات ثقافية تواصلت معها أو دعم شخصيات مبدعة تعرف عني وعن إنتاجي.
* كيف تكون رواية التاريخ لا تاريخية؟ 
- عندما يكون موضوعها البوح الذاتي، او المعاناة النفسية، او استخدام الأساطير والخيال العلمي او الغرائبي.
أمام هذا الكم المتلاحق من الهزائم العربية هل يمكن أن تنتج الرواية بطلا يحمل انتصارا قادما أو يبشر على أقل تقدير بمستقبل أفضل؟
الهزائم العربية هي نتيجة أنظمة سياسية دكتاتورية اعتبرت الأوطان ملكية خاصة باستغلال ثروات الشعوب ونهب خيراتها، ولم تقدم لهذه الشعوب غير الفقر والجهل والمرض، وبالتالي مهما كان الأدب معبراً وصانعاً للأبطال إلا أنهم على ورق، وعلى الشعوب أن تصنع أبطالاً حقيقين ينتصرون لقضاياهم وحقوقهم ويسيرون بمستقبلهم للأفضل.
لماذا لم تحقق الرواية العربية رهان العالمية بعد فوز نجيب محفوظ بها؟
من وجهة نظري غياب المشروع الثقافي للدول العربية  هو الذي لم يحقق العالمية بعد نجيب محفوظ، فلا يوجد تشجيع الكُتاب/ ات أو للمواهب الشابة، بالإضافة إلى أن حركة النشر ضعيفة، ودعم  المشاركات الثقافية الخارجية نادرة، وهذه عوامل ضعف لا قوة للرواية العربية، وتقلل من وصولها للعالمية.
إذا ما فكرت يوما في كتابة سيرتك الذاتية هل ستكتبين كل شئ عنك (المحرج والصعب والحساس و و الخ) أم انك ستقدمين شئ وتستنين أشياء ؟ 
لا أفكر في كتابة سيرتي الذاتية، وقد وضفت منها ما شعرت أنه مناسب في اعمالي الروائية كتجربة حياتية ثرية بتاريخها اعتز بها وافخر.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير