كييف/ متابعة الزوراء:
تتواصل العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا، حيث يستمر الجيش الروسي في دك مواقع القوات الأوكرانية والبنى التحتية العسكرية لكييف بهدف تحرير أراضي دونباس، فيما تستمر كييف في تلقي الدعم الغربي في مواجهة الدب الروسي، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالم على إدانة ما أسماه “الاستفتاءات الزائفة” التي بدأت روسيا تنظيمها لضمّ مناطق تسيطر عليها في أوكرانيا.
وفي آخر التطورات الميدانية، قال الجيش البريطاني إن روسيا قصفت سداً على نهر دونيتس بصواريخ باليستية، مشيرة إلى أن روسيا ربما تقصف السدود لإغراق نقاط العبور العسكرية الأوكرانية.
وذكرت وزارة الدفاع في نشرة المخابرات اليومية أن الهجوم وقع في يومي 21 و22 سبتمبر في أعقاب هجوم سابق استهدف سد كاراشونيفسكي على نهر كريفي ريه في وسط أوكرانيا في 15 سبتمبر، مضيفة أن القوات الأوكرانية تتقدم في اتجاه مصب النهرين.
يأتي ذلك فيما تصوّت مناطق خاضعة لسيطرة الكرملين في شرق وجنوب أوكرانيا” دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيه وخيرسون” امس السبت، لليوم الثاني على ضمّها إلى روسيا، في استفتاء وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه “صوري”.
وقالت رئيسة لجنة الانتخابات في لوغانسك يلينا كرافتشينكو إن 461 مركز اقتراع فتحت أبوابها صباح اليوم السبت، كما أنه من المقرر انطلاق 621 مجموعة متنقلة من موظفي اللجان الانتخابية إلى أنحاء الجمهورية بهدف إجراء التصويت خارج مقرات مراكز الاقتراع.
وأكد رئيس لجنة الانتخابات في دونيتسك فلاديمير فيسوتسكي أن عمل الهيئات الانتخابية في اليوم الثاني من الاستفتاء بدأ كما كان مخططا له، متوقعا زيادة في نسبة المشاركة مقارنة بالرقم المرتفع أصلا الذي سجل أمس.
وذكر أنه في اليوم الأول من الاستفتاء تواجد عدد من موظفي اللجان الانتخابية في أماكن تعرضت للقصف، دون أن يصابوا بأذى.
وذكرت رئيسة لجنة الانتخابات في خيرسون مارينا زاخاروفا أن جميع اللجان الانتخابية المحلية الـ198 في المنطقة بدأت العمل في الموعد المقرر صباح اليوم. وأعربت عن أملها بأن يشهد التصويت اليوم إقبالا عاليا، مثلما كان عليه الأمر أمس، مشيرة إلى أن 11,3 ألف من سكان خيرسون الذين اضطروا للنزوح إلى روسيا، شاركوا في الاستفتاء أمس في مناطق إقامتهم.
وأكدت رئيسة لجنة الانتخابات في زابورجيه غالينا كاتوشينكو أن عملية التصويت استؤنفت في المنطقة دون تأخير، وأشارت إلى أنه لم يتم تسجيل اي انتهاكات بحلول صباح اليوم.
ومع استمرار الاستفتاءات، لا تزال دونباس والمناطق المحررة تتعرض لقصف أوكراني، حيث أعلنت سلطات دونيتسك عن إطلاق عدة قذائف أوكرانية من عيار 152 مم على أربع بلدات في الجمهورية فجر امس السبت، فيما أعلنت سلطات لوغانسك صباح امس عن إطلاق 24 قذيفة من راجمات الصواريخ “هيماس” في أربع غارات على مناطق متفرقة خلال آخر 24 ساعة.
وانطلق التصويت الجمعة وسيستمر أربعة أيام أخرى حتى 27 سبتمبر. ولأسباب أمنية سيجري التصويت خلال الأيام الأربعة الأولى في المنازل بشكل أساسي وفي اليوم الأخير ستستضيفه مراكز الاقتراع. وفتحت مراكز اقتراع للاجئين في أماكن إقامتهم بروسيا.
وشهد أول أيام الاستفتاء إقبالا كبيرا على التصويت، حسب بيانات لجان الانتخابات المعنية.
وسيمثّل ضم المناطق الأربع إلى روسيا تصعيدا كبيرا في النزاع إذ ستعتبر موسكو أي تحرّك عسكري هناك هجوما على أراضيها. وتذكّر الاستفتاءات بذاك الذي جرى بعدما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.
من جانبه، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالم على إدانة ما أسماه “الاستفتاءات الزائفة” التي بدأت روسيا تنظيمها لضمّ مناطق تسيطر عليها في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي للأمة،: “سيتفاعل العالم بشكل عادل تماما مع الاستفتاءات الزائفة - ستتم إدانتها بشكل قاطع”.
وتجري أربع مقاطعات في أوكرانيا تسيطر عليها القوات الروسية كليا أو جزئيا، هي دونيتسك ولوغانسك في الشرق وخيرسون وزابوريجيا في الجنوب، تصويتا على ضمها إلى روسيا.
من جهته، قال الرئيس الأميركي، إن الاستفتاءات الروسية الهادفة إلى ضم أربع مناطق محتلة من أوكرانيا ليست سوى عمليات تصويت “زائفة”، وأضاف أن واشنطن لن تعترف أبدا بضم أي أراض أوكرانية لروسيا.
وقال بايدن في بيان إن واشنطن ستعمل مع حلفائها وشركائها “لفرض المزيد من التكاليف الاقتصادية السريعة والقاسية على روسيا”.
وكان الكرملين أكد أنه في حال اتخاذ قرار إيجابي في الاستفتاءات، ستتبع ذلك إجراءات من جانب البرلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وشدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، على أن هذه الإجراءات ستجري بشكل سريع، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية.
وقال بيسكوف: “بالتأكيد، سيتطلب الأمر لاحقا صدور قرار بهذا الخصوص من جانب البرلمان ورئيس الدولة في روسيا. ويجب توقيع الوثائق اللازمة، وتنفيذ بعض الإجراءات المطلوبة. وسيتم تنفيذ كل شيء بما يتفق بدقة مع القانون المعمول به”.
وميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها قضت على أكثر من 500 فرد من الجنود الأوكرانيين و”القوميين المتطرفين والمرتزقة الأجانب” خلال اليوم الماضي، كما أسقطت 3 طائرات حربية أوكرانية.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية إن استهداف وحدات من اللواء 81 منقول جوا قرب مدينة كراماتورسك في جمهورية دونيتسك، أدى إلى مقتل ما يزيد عن 220 جنديا، كما تمت تصفية أكثر من 100 من المرتزقة الأجانب قرب مدينة سلافيانسك.
وفي منطقة زابوروجيا، قُتل أكثر من 190 مسلحا بضربات شنها الطيران الروسي على مواقع أوكرانية.وذكر كوناشينكوف أن القوات الجوية الروسية دمرت في الجو طائرة أوكرانية من طراز “ميغ-29” في منطقة نيكولايف وطائرتين من طراز “سو-25” في منطقة خيرسون وجمهورية دونيتسك.
وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية 19 طائرة بدون طيار خلال يوم، كما اعترضت 42 قذيفة من راجمات الصواريخ “هيمارس” و”أولخا”.