رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الكهرباء مشكلة المشاكل


المشاهدات 1346
تاريخ الإضافة 2022/09/24 - 6:36 PM
آخر تحديث 2024/04/24 - 12:49 PM

عندما توفي «توماس اديسون» مخترع الكهرباء عام ١٩٣١ بمرض السكري تم اطفاء جميع الكهرباء في العالم، والحمد لله ما زال العراق دون دول العالم متفردا بهذا الحزن الدائم وفاءً للعالم الجليل اديسون، فمازال العراق متمسكا بهذا التقليد حزنا وألما وكمدا على فقدانه، وكم تمنى المسؤولون فيه ان يضعوا نصبا كبيرا له وسط العاصمة بغداد يضاء بالشموع ليلا بعد ان عجزوا عن توفير الكهرباء لأبناء شعبهم.. فالكهرباء في كل الاحوال هي عصب الحياة لا بل باتت هي الحياة نفسها لايمكن الاستمرار فيها دون وجود هذا العصب الحيوي والمهم، وترجع انارة العاصمة بغداد بالكهرباء الى عام ١٨٨٩ في عهد الوالي العثماني عبد الرحمن، حينما أمر بإنارة بعض المحلات بجانب الرصافة فوضعت «الفوانيس»، ولم تكن بغداد قد عرفت الكهرباء إلا في عهد الوالي ناظم باشا عام ١٩١٠، واستطاع محمود الشابندر، احد تجار بغداد، أن يؤسس شركة في لندن لإنشاء مشروع الطاقة الكهربائية في بغداد بعد حصوله على موافقة السلطات العثمانية على انشاء هذه الشركة في عام ١٩١٤ وكانت تعرف «الشركة العثمانية المساهمة للترمواي والتنوير والقوة الكهربائية لمدينة بغداد» لكن المشروع تم تجميده بسبب اندلاع الحرب العالمية الاولى واحتلال بريطانيا للعراق ثم بعدها اقترن مشروع استخدام الكهرباء مع الاحتلال البريطاني، واستمر الحال في تطوير الطاقة الكهربائية لكن ببطء دون تخطيط مبرمج لغاية عام ١٩٩١ حرب الخليج الاولى بعد احتلال الكويت فقد عانت منظومة الكهرباء من اضرار جسيمة، حيث تم ايقاف عمل العديد من خطوط النقل وتضررت المحطات الفرعية نتيجة استهداف قوات التحالف منظومة الكهرباء وتم اصلاح بعض هذه المنظومات إصلاحا بطيئا لا يرتقي الى مستوى  الطموح، واستمر الحال بحرمان المواطن من الكهرباء والتمتع بجزء بسيط لايرضي الطموح، وتوقع المواطن بعد سقوط نظام صدام عام ٢٠٠٣ ان تحدث نقلة  نوعية في الطاقة خاصة بعد زوال المعوقات ومنها الحصار وحصول وفرة كبيرة في الاموال المستحصلة من ايرادات النفط لكن بقي الحال أسوأ مما كان، وبقيت امدادات الطاقة الكهربائية غير كافية وغير مستقرة خاصة لدى الطبقات الفقيرة التي تدفع لمحطات الطاقة الكهربائية الاهلية أموالا اضافية دون مبرر،  ووصل الحال برفع اسعار سحب الامبيرية حسب مزاج صاحب مولدة التوليد بزيادة غير طبيعية من قبل البعض من الجشعين، وفشلت الدولة عن معالجة هذه الحالة معالجة علمية تخدم المواطن المبتلى بهذا الوباء الذي بات لايحتمل بعد ان فقد المواطن صبره نتيجة استنزاف اموال اضافية من دخله للحصول على الطاقة والتي هي في النتيجة حق من حقوق المواطن على الدولة.. فمتى تعي الدولة هذه المعاناة وتعمل بجدية لمعالجة هذه المشكلة التي اصبحت مشكلة المشاكل تعاني منها اغلب العوائل العراقية محدودة الدخل.. ولمن تشتكي بعد أن نفد صبرها وأصبحت بالوناً على وشك الانفجار.


تابعنا على
تصميم وتطوير