جريدة الزوراء العراقية

بانتظار انهيار كوكب الأرض


المتابع لخطابات الكبار في الاجتماع الاخير للجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعر بالذهول من حجم الكارثة التي تتمدد على كوكب الارض والتي تنذر بعواقب وخيمة لسكان هذا الكوكب المهدد بالفناء .
لا نقول هذا من باب التفاؤل او التشاؤم، ولكننا نتابع ما يقال في اكبر محفل دولي ، وعلى لسان اكبر القادة من صناع القرارات ، وعندما يطل علينا السيد انطونيو غوتيريش، الامين العام للأمم المتحدة، وهو يقول : (عالمنا يواجه خطرا وجوديا ، وكوكب الارض راح ضحية لسياسات الارض المحروقة) تداهمك موجة من الخيبة والاحباط ، وعندما نواجه رئيس المجلس الاوربي وهو يضع الامن الغذائي على لائحة التهديدات التي تواجه سكان الارض تتيقن ان خللا كبيرا أصاب منظومة العلاقات الدولية ، وان هناك شعوبا تموت نتيجة التخمة ، وشعوبا أخرى تواجه الفناء نتيجة الفقر المدقع .
وإذا ما توغلنا أكثر فيما يدور على سطح كوكب الارض ، فستكون الكارثة اكبر واعمق من جميع التصريحات ، ففي هذا العالم لا يوجد غير الحروب والصراعات وقصف ودماء واغتيالات وتكتلات ومحاور ، ودول عظمى تسعى الى ابتلاع الدول الصغيرة ، وشعوب تتعلق بأهداب الحياة من اجل الحصول على رغيف الخبز ، وأسلحة فتاكة يتباهى اصحابها بأنها أظهرت فعالية كبيرة في القتل والتدمير ، ومصانع تابعة لشركات عملاقة تنفث سمومها لتزيد من محنة الارض وتخلق كوارث مناخية ، وكل هذا وغيره مما يحدث يسير تحت عباءة الدستور والديمقراطية والشفافية والقانون الدولي والمحلي .
ما يثير العجب في كل ما يحدث هو ان التحذيرات والحزن على مصير هذا الكوكب صادرة من أصحاب القرار واولي الامر وصناع السيناريوهات السياسية والاقتصادية والعسكرية ، ومع اشتداد الازمات ينتصب سؤال : أليس بمقدور الساسة الكبار ، والامم المتحدة ، ومجلس الامن ، والحكومات ، والمنظمات الرسمية وغير الرسمية من وضع حلول لما يحدث ، ومعالجة الازمات الكبيرة التي تشكل تهديدا وجوديا لهذا الكوكب كما ورد في خطاب الامين العام للأمم المتحدة ؟ هل نواجه أزمة حقيقية تتعلق بالأمن الغذائي إذا ما تم استغلال الارض بطريقة علمية واستثمارها لخير الجميع ؟ لماذا لا يسود الامن والاسلام والاستقرار أرجاء الارض بدلا من هذه الحروب والنزاعات التي راح ضحيتها الملايين من البشر ؟
لماذا لم يخرج علينا سياسي حاذق وشجاع ليقول لنا بصراحة بأن ما يواجه هذا الكوكب من ازمات وكوارث ناتج عن خلل واضح في المنظومة الاخلاقية التي ترسم مجمل العلاقات العامة ؟ وان جميع الشعارات والمقولات الوردية استخدمت وأدت دورها من أجل خلق نظام يفتقد الى العدل والانصاف والمساواة بين حكومات وشعوب هذا الكوكب ؟
إلى اللقاء ...
 


المشاهدات 1334
تاريخ الإضافة 2022/09/21 - 8:12 PM
آخر تحديث 2024/04/25 - 9:28 AM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com