رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
بانتظار انهيار كوكب الأرض


المشاهدات 1327
تاريخ الإضافة 2022/09/21 - 8:12 PM
آخر تحديث 2024/04/18 - 6:25 PM

المتابع لخطابات الكبار في الاجتماع الاخير للجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعر بالذهول من حجم الكارثة التي تتمدد على كوكب الارض والتي تنذر بعواقب وخيمة لسكان هذا الكوكب المهدد بالفناء .
لا نقول هذا من باب التفاؤل او التشاؤم، ولكننا نتابع ما يقال في اكبر محفل دولي ، وعلى لسان اكبر القادة من صناع القرارات ، وعندما يطل علينا السيد انطونيو غوتيريش، الامين العام للأمم المتحدة، وهو يقول : (عالمنا يواجه خطرا وجوديا ، وكوكب الارض راح ضحية لسياسات الارض المحروقة) تداهمك موجة من الخيبة والاحباط ، وعندما نواجه رئيس المجلس الاوربي وهو يضع الامن الغذائي على لائحة التهديدات التي تواجه سكان الارض تتيقن ان خللا كبيرا أصاب منظومة العلاقات الدولية ، وان هناك شعوبا تموت نتيجة التخمة ، وشعوبا أخرى تواجه الفناء نتيجة الفقر المدقع .
وإذا ما توغلنا أكثر فيما يدور على سطح كوكب الارض ، فستكون الكارثة اكبر واعمق من جميع التصريحات ، ففي هذا العالم لا يوجد غير الحروب والصراعات وقصف ودماء واغتيالات وتكتلات ومحاور ، ودول عظمى تسعى الى ابتلاع الدول الصغيرة ، وشعوب تتعلق بأهداب الحياة من اجل الحصول على رغيف الخبز ، وأسلحة فتاكة يتباهى اصحابها بأنها أظهرت فعالية كبيرة في القتل والتدمير ، ومصانع تابعة لشركات عملاقة تنفث سمومها لتزيد من محنة الارض وتخلق كوارث مناخية ، وكل هذا وغيره مما يحدث يسير تحت عباءة الدستور والديمقراطية والشفافية والقانون الدولي والمحلي .
ما يثير العجب في كل ما يحدث هو ان التحذيرات والحزن على مصير هذا الكوكب صادرة من أصحاب القرار واولي الامر وصناع السيناريوهات السياسية والاقتصادية والعسكرية ، ومع اشتداد الازمات ينتصب سؤال : أليس بمقدور الساسة الكبار ، والامم المتحدة ، ومجلس الامن ، والحكومات ، والمنظمات الرسمية وغير الرسمية من وضع حلول لما يحدث ، ومعالجة الازمات الكبيرة التي تشكل تهديدا وجوديا لهذا الكوكب كما ورد في خطاب الامين العام للأمم المتحدة ؟ هل نواجه أزمة حقيقية تتعلق بالأمن الغذائي إذا ما تم استغلال الارض بطريقة علمية واستثمارها لخير الجميع ؟ لماذا لا يسود الامن والاسلام والاستقرار أرجاء الارض بدلا من هذه الحروب والنزاعات التي راح ضحيتها الملايين من البشر ؟
لماذا لم يخرج علينا سياسي حاذق وشجاع ليقول لنا بصراحة بأن ما يواجه هذا الكوكب من ازمات وكوارث ناتج عن خلل واضح في المنظومة الاخلاقية التي ترسم مجمل العلاقات العامة ؟ وان جميع الشعارات والمقولات الوردية استخدمت وأدت دورها من أجل خلق نظام يفتقد الى العدل والانصاف والمساواة بين حكومات وشعوب هذا الكوكب ؟
إلى اللقاء ...
 


تابعنا على
تصميم وتطوير