جريدة الزوراء العراقية

الحسين .. ملاذ الفقراء


لم تكن زيارة الامام الحسين (عليه السلام) في ذكرى أربعينية استشهاده سهلة إطلاقا.. فهي صعبة بكل المقاييس، حيث يحضر اكثر من عشرين مليون زائر عراقي وعربي واجنبي وفي مساحة محدودة كمساحة كربلاء .. فهذا أمر قد لا نبالغ إذا قلنا إن فيه إعجازا إلهيا .
فكيف بهذه الحشود المليونية أن تطوف جميعها حول قبره الشريف وكلها تنام وتأكل وتشرب الى غير ذلك من الاحتياجات الاخرى .. بل ان هناك مواكب للخدمة نصبت موائدها على امتداد مساحات العراق وتطوع آلاف الشباب والرجال والنساء لتقديم الخدمات لزائري الحسين .. خدمات قد نعجز عن وصفها، وكما وصفها شاعر حسيني بأنها امتدت من الموصل الى البصرة لتصل كربلاء، وهي لا تقتصر على المأكل والمشرب بل تعدت الى تفاصيل من الخدمات لا يتسع المجال لذكرها ..
والسؤال هنا: من دعا كل هؤلاء الى هذا التجمع الكبير؟ ومن الذي جعل الجميع في تحدٍ واضح لكل الصعوبات والعقبات ؟
والجواب هنا : قطعا هو الامام الحسين .. ملاذ الفقراء .. ولا نعني هنا الفقر المادي .. لان الذي يصرف من اجل الخدمات كثير وكثير جدًا .. إنما هو الفقر الى الله سبحانه وتعالى .. فالكل يجد بالإمام الحسين وسيلته الى الله .. ولا اجزم إذا قلت ان زيارات الامام الحسين جمعية عمومية للفقراء الذين يقيمون في الازقة والشوارع والطرقات المحيطة بكل صوب من كربلاء، بل وفي اغلب بقاع العراق ودول العالم ممن يحيون شعائر الامام الحسين ..
أنا ألمس لدى البعض ان هناك شعورا خاصا لدى محبي الحسين ممن لم تسعفهم ظروفهم من المجيء الى كربلاء في تلك الزيارة وهو يشاهدون ملايين الزائرين .. فهؤلاء يرون الذين اسعدهم حظهم من الاقامة عند الحسين أنهم فازوا بحظ كبير من الاجر والثواب، وقد يشعر الاخرون بالحسد تجاههم كونهم يرون ان زيارة الامام الحسين والاقامة قرب ضريحه الشريف - وهي يقينا هكذا - تعني ان الانسان رأى الجنة على الارض قبل أن يصلها في الاخرة، كون الامام الحسين سيد شباب اهل الجنة وسيد الشهداء والاستشهاد من القيم الازلية في التأريخ البشري .. وإن الامام الحسين الذي نشأ في عائلة نذرت نفسها للجهاد في سبيل الله وفي سبيل الفقراء ورسالة الحق والقيم الانسانية النبيلة هو ملاذ لهم .
إذن من حق الفقراء من الملايين أن يزحفوا باتجاه ملاذهم والوصول الى مبتغاهم قبر الإمام الحسين وزيارته والتضحية من اجله .
فسلام على الإمام الحسين نصير الفقراء وحامل لواء الحق والعدل والسلام .
 


المشاهدات 1269
تاريخ الإضافة 2022/09/18 - 9:20 PM
آخر تحديث 2024/04/19 - 10:21 PM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com