رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
النشيد الوطني وتأجيج المشاعر الوطنية


المشاهدات 1278
تاريخ الإضافة 2022/08/17 - 8:29 PM
آخر تحديث 2024/04/10 - 8:19 AM

يمثل النشيد الوطني مجمل تقاليد وتراث وأعراف الأمة الواحدة ، فهو يؤجج المشاعر الوطنية، ويستحضر من خلال كلماته وألحانه أمجاد الشعب وتاريخه والدفاع عن حاضره ومستقبله اضافة الى التفاخر بماضيه ، ومن خلال هذه الاهمية ظهرت آداب وتجلى سلوك عند أداء النشيد الوطني ، منها الوقوف احتراما والانصات بخشوع عند ادائه .
من المعروف ان أقدم نشيد ظهر الى العالم هو النشيد الوطني الهولندي ، وقد كتب خلال فترة الثورة الهولندية بين عامي 1568 ـ 1572 ، وكذلك النشيد الوطني الياباني ، والنشيد الوطني الاسباني ، والنشيد الوطني للملكة المتحدة.. في زيارتي الاولى للجزائر عام 1975 كنت أسمع نشيد ( قسماً ) والذي اصبح نشيدا رسميا عام 1963 أي بعد استقلال الجزائر عن فرنسا، وقد كتب اثناء ثورة التحرير ، كتب الكلمات مفدي زكريا ولحنها محمد فوزي ، يبدأ النشيد :
قسماً بالنازلات الماحقات
والدماء الزاكيات الطاهرات
والبنود اللامعات الخافقات
في الجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثرنا فحياة أو ممات
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا ... فاشهدوا ... فاشهدوا
كنتُ أسمع النشيد وقتها فيختض دمي داخل شراييني ، وأشعر أن جمر الحروف وقوة الحناجر المتدفقة بالحماسة والاصرار على تحقيق النصر قد عكس بوضوح صورة الشعب الجزائري المتطلع الى تحقيق الحياة الحرة الكريمة .
وفي زيارتي الاولى الى مصر ، كنت أشعر بعمق العشق والولاء والانتماء الوطني الذي يضمره شعب مصر لبلدهم ، وهم ينشدون :
بلادي ... بلادي ... بلادي     لك حــبي وفــؤادي
مصر يا أم العباد               أنت غايتي ومرادي
لقد سبق هذا النشيد أناشيد جميعها مبعث فخر واعتزاز للمصريين ، وهم يرفعون علم مصر خفاقا، ويتطلعون من خلاله الى عالم مترع بصنوف العدل والحرية والكرامة .
وفي موطن الحضارات، وحاضنة الحرف الأول، ومهد الانبياء والاولياء والصالحين ، في وطن العشق المعتق بدنان التاريخ القديم، حيث الارض المغمورة بنور الله وهي تلقن الكون ابجدية الكلمة الاولى، وتفتح امامه اسرار العلم والمعرفة ، كنا نسمع الجواهري الكبير يصدح :
سلام على باسقات النخيل     وشطيه والجرف والمنحنى
سلام على باسقات النخيل      وشم الجبال تشيع السنــــا
كانت مشاعرنا تتأجج ، وأرواحنا تهفو عند سماعنا :
موطني موطني     الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك
أما آن يا بلد الرافدين أن تمطر علينا زخات من الامن والامان والاستقرار، أما آن يا ابن الفراتين أن تنهض من جديد لتعيد لهذا البلد مجده التليد .
وطن الجمال والجلال لم يمت ولن يموت مهما تكالبت عليه المحن والرزايا ، وهذه الارض لابد أن تنتفض يوما لننشد معها :
سالما منعما وغانما مكرما  .... هل أراك في عـلاك .

إلى اللقاء ...
 


تابعنا على
تصميم وتطوير