رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون...عملت في تلفزيون العراق منفذا للبث ثم مخرجا ورئيسا لقسم التنسيق...المخرج التلفزيوني محمد فرحان لـ”الزوراء”: خرجت من العراق إلى سوريا لظروف خاصة ثم إلى بلجيكا


المشاهدات 1838
تاريخ الإضافة 2022/07/25 - 7:49 PM
آخر تحديث 2024/04/25 - 4:03 AM

الى بلجيكا وفيها نطلع على سيرة احد مخرجي التلفزيوني العراقي الذي هاجر قبل بضع سنوات من سوق الشيوخ مدينة الأدب والثقافة والفن والجمال.. المدينة التي كانت تغفو على نفحات الفرات.. المدينة بناسها الطيبين الذين يتنافسون في كتابة قصائدهم وموروثهم  الشعبي وعاداتهم وتقاليدهم.. مدينة تتبع بإدارتها الناصرية وبناسها الذين يحبون استرجاع ذكرياتهم فيها وأيام طفولتهم ونشأتهم.. يتحدثون عنها بشوق في لقاءاتهم وجلساتهم... انه المخرج التلفزيوني محمد فرحان الذي هاجر بفعل ظروف خاصة وسكن بلجيكا وعاصمتها بروكسل.. فإلى هناك نستذكر معا مسيرته في تلفزيون العراق وحياته الحالية في بلجيكا وآخر أعماله .
 

أهلا ومرحبا بك اخ محمد في «الزوراء» وانت في بروكسل.
* في البدء ممكن ان تعرف نفسك للقراء الكرام ؟
- أنا المخرج التلفزيوني محمد فرحان حمد الجابري عملت مخرجا في تلفزيون العراق وفي بلجيكا اسست قناة الشمس. 
* حدثنا عن نشأتك اولا وكيف كانت الحياة بالنسبة لك كعائلة وكبيئة؟ 
-نشأتي فلاحية ريفية لم نسمع وقتها راديو ولم نشاهد تلفزيونا .
* هل مارست التمثيل او اي عمل ابداعي خلال مراحلك الدراسية الاولى؟ 
- نعم مارست التمثيل مرتين الاولى في الاعدادية على يد الاستاذ ياسين لطيف في الديوانية وعند الاختبار امام لجنة القبول في اكاديمية الفنون الجميلة ولم اعتل خشبة المسرح بعدها .
* اول عمل ابداعي عملته له علاقة بتخصصك الحالي ؟
- اول تعييني كان منفذا للبث وكنت وقتها طالبا في الثاني كلية حيث كنت ادرس صباحا وموظفا مساءً، بعد ان اجتزنا دورة مكثفة لمدة ستة اشهر.
*  الهوايات الاولى ؟
- انا اعشق الزراعة والطبيعة والاماكن الخضراء اميل الى زراعة الزهور واكيد القراءة بتعمق والشعر والقصة والروايات العالمية والكتب الفلسفية والفكرية بكل اجناسها .
*  الكلية هل كانت مخاض تفكير وقرارا اساسيا لنهجك في الحياة؟
- انتقالي من الريف الى بغداد وكلية الفنون الجميلة كانت جريئة وخطوة مهمة في تغيير نمط الحياة من فلاح الى فنان .
 * حدثنا عن مشاركاتك الفنية في الكلية بشكل كامل وليس باختصار؟
- في درس المشاركة وهو الدرس العملي كنت اختار المشاركة في الانتاج وليس الاخراج والتمثيل وادارة انتاج والاعمال المسرحية كنت موظفا واهتم بعملي في التلفزيون والدراسة تحصيل حاصل .
* خلال وجودك في الكلية هل وسعت علاقاتك مع الاوساط الفنية، اذكرها واذكر اهم الاعمال التي استطعت تحقيقها في هذه الفترة بالذات ؟
-كنت مهتما بالادارة الفنية.
* التخرج واطروحتك بماذا كانت حدثنا عنها بالتفصيل ؟
-ذكرت ان تعييني تم وانا طالب لذلك اصبحت الدراسة فقط للحصول على الشهادة.
* اول عمل اخراجي لك حدثنا عنه ؟
-انا محظوظ كوني حصلت على ثقة الكبير فيصل الياسري وخولني لإخراج الافلام الحية للبرنامج الشهير سلامتك وبعدها عملت سبوتات لصالح اليونسيف تحت اسم الاطفال اولا واكثر من تسعين بالمية من البرامج الصحية لانني رأيتها ا كثر اهمية لصحة الانسان وخصوصا الاطفال .
*لماذا اخترت الاخراج وهل مثلت دورا معينا ؟
-الاخراج عالم مزيج بين الخيال والواقع وصناعة تمتزج فيها حروف الكاتب وخيال المخرج وابداعات الفنيين لتصل المتلقي وكون المخرج هو قائد العمل وانا امتلك الشخصية القيادية لذلك اسست شركتي الخاصة شركة بغداد للانتاج السينمائي والتلفزيوني التي انتجنا فيها ما يقارب اربعين مسلسلا في التسعينات اهمها غرباء وفلونزا  وكوميديا ودربكة للكاتب احمد هاتف، وللاسف لم يكن في وقتها هناك ارشفة وتوثيق من خلال الانترنت، كما انتجت شركة بغداد عددا تجاوز الخمسمائة اغنية رفدنا بها تلفزيون العراق والشباب لجيل التسعينات منهم حاتم العراقي وصلاح عبد الغفور وهيثم يوسف وقاسم السلطان وغيرهم .
*كيف توالت عليك الاعمال ؟
-بعد نجاحي في برنامج سلامتك وكوني اعشق العمل البرامجي اكثر من الدرامي لما فيه من التنوع الكثير بدأ رؤساء الاقسام ينتبهون الي ويكلفوني ببرامج مثلا انجزت اكثر من 250ساعة تلفزيوني وثقنا فيها معظم رواد الفن التشكيلي مع المذيعه فريال حسين واشراف الفنانة المرحومة ليلى العطار، فوثقنا الفنانين الكبار فائق حسن واسماعيل فتاح  الترك واسماعيل الشيخلي وليلى العطار واخرين .
* هل كنت تختار العمل ام يطرح عليك؟
-عندما تنجح في خطواتك الاولى تبدأ الانظار تتجه اليك والاهم عندما تكون مسيطرا على اداوتك وتعاملك مرن ومهني واحترافي مع الفنيين من مصورين وصوت ومونتاج وحتى السواقين تنجح تماما دون اي اشكال فكنت عندما تردني فكرة أطرحها  كبرنامج واطرح معها الخطة الانتاجية وطريقة التنفيذ ومدة الانجاز وتتم الموافقة عليها ووصلت الى مرحلة لا احتاج موافقات روتينية تعرقل عملي كنت اخطط وانفذ وكنت تقريبا من المخرجين القلائل الذين يمنتجون اعمالهم دون الحاجة الى مونتير بعد ان تعاملت مع اهم المونتيرية في العراق امثال مارتن يوسف ومحمد حسن عباس والزميلات بشرى عبد الجبار وهيفاء صالح والمرحوم فارس مهدي.
* هل كتبت للمسرح ؟
-عملي تركز على التلفزيون، فأنا اعد برامجي واخرجها.
* أي الاعمال ترغب الحديث عن تفاصيلها وكيف اسندت لك ؟ 
-قدمت فكرة الى الكاتب السوري شريف الراس بأن نعمل برنامجا ارشاديا تمثيليا قريبا من برنامج سلامتك وتم تحديد اربعة مخرجين لإدارته هم عادل داود سلمان وطيف المدرس وفارس مهدي وأنا، اسمه صحة وعافية، وانجزنا منه خمسين حلقة، هذا العمل اصبحت بصمتي واضحة فيه حيث اكملت بقية حلقاته وحدي لإنشغال زملائي بأعمالهم الاخراجية   والادارية.
* هل تجد في نفسك انك مخرج متجدد؟
-هذا السؤال ربما يجيب عليه ممن عملوا معي لكني اعتقد انني كنت لا اؤمن بالروتين وللتاريخ كان الداعم لي الرئيس الاستاذ جبار يوسف ابو يعرب مدير التلفزيون فقد كان مقتنعا بعملي وهذا وسهل علي الكثير.
* هل لك نظرية او منهج في الاخراج خاص بك وما فائدته لك وللاخرين ؟
-انا اؤمن بأن فكرة العمل وطريقة تنفيذه يجب ان لاتكون عالية الكلفة خصوصا اننا كنا نعمل في ظروف حرب طاحنة وحصار مرير لذلك استهوتي فكرة عمل البرامج الدرامية التي تمزج بين الاحاديث والشرح والتجسيد الدرامي التي ابدع بها المخرج العملاق فيصل الياسري* فبها تستطيع ان تطرح قدراتك في اخراج الدراما ضمن البرنامج ووفق السياق العام للفكرة.
* من بين كل اعمالك اي الاعمال تعتز بها   وكانت ذات جهد خاص؟ 
-انا محظوظ عندما اقدم فكرة وكانت الدورة التنسيقية التلفزيونية يجب ان يكون البرنامج وحتى المسلسل لايتجاوز 15حلقة وبرامجي تستمر لعدة دورات تلفزيونية والمميز في برامجي البرنامج الثقافي لوحة وفنان انجزنا منه250 ساعة تلفزيونية، كما أسلفت.
*هل كانت لك مشاركات دولية ؟
-نعم شاركت بعض برامجي ومنها برنامج للاطفال في مهرجان فارنا الدولي وحزت على اهم جائزة فيه .
*هل كانت لك اعمال تعتز بها ؟
-نعم انجزت برامج من خلال المكتبة التلفزيونية من الارشيف المتوفر في المكتبة التلفزيونية من دون ان نكلف الدائرة أي مبلغ يذكر.
* وماذا عنك الآن ؟
- الآن انا خارج العراق ولي مشروعي الاعلامي الضخم وهو مؤسسة الشمس الاوربية للاعلام  alshmstv.com.
* تحدث عن تعاونك مع التلفزيون؟
- كل اعمالي سواء عندما كنت موظفا او صاحب شركة هي لصالح التلفويون وتمويل القطاع الخاص وقد ذكرت لكم الكثير من اعمالي عندما كنت اعمل في تلفزيون العراق .
* تحدث عن تعاونك مع الاذاعة ؟
-اخذني التلفزيون والغريب انني لم اتعامل مع الاذاعة حتى ان معظم زملائي في الاذاعة لا يعرفون سوى اسمي .
* حدثنا عن اعمالك كلها بعد خروجك من العراق ؟
-خارج العراق في سوريا نقلت اسم شركة بغداد وعملت في المنوعات اكثر شيء كوني كنت مدير مكتب سوريا لقناة اغانينا التي وضعنا اسسها مع الخبراء الاستاذ ابو يعرب وسنبر ريام مالكها وسمير ذنون خبير الانتاج العالمي وكانت تجارية فنية خيالية وايضا كنت مستشارا لقناة الديار لعلاقتي القوية مع معلمي الاول فيصل الياسري .
* قناتك الشمس، حدثنا عنها، عرفها لنا، وما دورها الذي تتميز به، وكيف تتواصل مع مشاهديك ؟
-قناة الشمس الاوربية هي امتداد لقناة الدروب الالكترونية التي اسستها في سوريا عندما كنت اخرج برنامج دروب الرجاء الذي استمر اخراجه خمس سنوات وما زال يبث الى الآن نتواصل عبر كل وسائل التواصل ووفق احدث التقنيات، ومن ميزة قناتي الشمس الاوربية التي تنطلق من بلجيكا مقر اقامتي هي صحيفة تلفزيونية في نفس الرابط alshmstv.com
*اخر اعمالك ؟
-اخر اعمالي هي افلام وثائقية وتوثيق المبدعين العرب الذين اجبرتهم الظروف على مغادرة بلدانهم .
* ما الذي بذهنك تود تطبيقه حاليا؟ 
-مازلت احن الى استوديو البث التلفزيوني الذي عملت فيه منفذا للبث وبعدها مخرجا مع زملاء تنزل دمعتي عندما اتذكرهم وهو المخرجين وهاب عبد الوهاب مظفر ، زكي سمير، يوار صادق، مهدي شعبان، وفي التنسيق محمد ضياء، والمذيعات اللواتي لا يأتي بديل لهن سهاد حسن، خالده محمد، سهام مصطفى، راجحه خضير، زكيه العطار، واخريات جميلات مبدعات مازالت علاقاتنا طيبة. 
* حدثنا عن حنينك للوطن، وهل لك ذكريات في التلفزيون تود ذكرها؟ 
- الوطن ومدينتي التي سكنتها  وللتلفزيون مكان في كل مسامات دماغي وعواطفي وهواجسي .
* حدثنا عن ذكرياتك وملاحظاتك مع برنامج  لوحة  وفنان الذي  كانت تعده وتقدمه السيدة فريال  حسين؟ 
- اعظم برنامج هو لوحة وفنان للاسف لم نعثر على هذه الوثيقة التشكيلية حتى عند الفنانين الذين انجزنا لهم حلقاتهم رغم اننا كنا نهدي الفنان شريط فيديو كوثيقة.
* اخرجت برامج خدمية وتنموية هل كان لك دور في تطويرها؟
- نعم كانت افكار البرامج بسيطة تقليدية فأضفنا لها افكارا اخرى وكنا نهتم بتايتل البرنامج واختيار الموسيقى.
* 1986  أصبحت رئيسا لقسم  التنسيق  التلفزيوني هل كان للتنسيق دور في كسب المشاهد ؟
- انا لا احب القيود ولا الادارة وقد كلفت لفترة قصيرة في ادارة التنسيق وصدقني لما  كنت اجلس في غرفة رئيس القسم صديقي محمد ضياء الذي التحق وقتها للعسكرية بعدها استلم اخي وحبيبي صادق مهدي شعبان وعندما تذكر التنسيق عليك ان تتذكر الفنان صادق علي شاهين لابد ان نقول انه الخبير الاول والمتمرس الذي وضع اسس معاصرة للتنسيق وطريقة الشد الجماهيري كان يضع خطة تنسيقية تحسب حسابات حتى وقت راحة المشاهد .
* أسست افلام  السكرين وأخرجت  لها ثلاثة  أفلام، حدثنا عنها؟
- افلام السكرين جاءت فكرتها لإنقاذ الفنانين وتأمين قوتهم في زمن الحصار وتوقف عجلة الانتاج الدرامي الحكومية قمت بتحويل سهرة تلفزيونية كانت من اخراج المخرج اركان جهاد وكلفت المخرج السينمائي علي هادي الحسون بإضافة مشاهد الجذب الجماهيري اغنية راقصة ولاول مرة توافق الفنانة الاء شاكر بالظهور في فلم ضحايا الظلام. 
* تحدث عما ترغب الحديث عنه، البرامج والسهرات والمسلسلات التي اخرجتها وساهمت بها ؟
- البداية مع البرامج الصحية التي يعتبرها الجميع ثانوية وأنا اعتبرها مهمة واساسية في التوعية والثقيف الصحي في برامج وسبوتات وتوعية وارشاد اوصلنا الطفل ليذهب الى اللقاح وهو مبتسم ويزرق ابرة بلا خوف والام تذهب بانتظام الى مراكز رعاية الامومة والطفولة وقضينا على شلل الاطفال تماما من خلال التوعية والترغيب في اخذ اللقاحات، كما عملنا برامج توعوية للتمريض واحترام الطبيب والممرضة والترغيب بمهنة التمريض حتى زرعنا فكرة الاخت الممرضة عن المشاهد والعائلة وشجعنا التقديم على التمريض حتى عند اهلنا في الريف.
* عملك  في  الخدع  التلفزيونية، فكرة عنه ؟ 
- دخلت دورتين على نفقتي الخاصة في الهند على الخدع السينمائية والتي اساسها جهاز البلو بوكس ولم يكن مستخدما في التفزيون إلا انه ادخل مع دخول التلفزيون الملون واستخدمتها في برامجي .
* بعد خروجك من العراق ما الذي اخرجته وما مشاركاتك الاخرى ؟
- الآن اركز على الادارة وايضا اقوم بإخراج الافلام الوثائقية.
* مؤسستكم كرمت واعطت شهادات تقدير، كيف بنيتم هذه التقييمات؟ 
- نعم كرمنا الكثيرين واعطينا شهادات تقدير كون معظم زملائنا المبدعين تم نسيانهم وابعدوا عن العمل لظهور جيل جديد، فأنا ووفاء لهم خصصت شهادات تكريم لنضعها في القناة وفي الفيس بوك ليعرف الجيل الحالي اساتذتهم وهذ ليس فضلا بل حق وواجب الوفاء للمنافسة الشريفة التي كنا نعيشها كل يوم .
* حدثنا عما يجيش في خاطرك ؟
- اود ان ابين اعجابي بكل عمل يوثق حياة المبدعين، وعملكم في جريدة الزوراء واحد من الاعمال التي اراها مهمة ومفيدة، فالمبدع لا ينسى ويجب ان يبقى يشعر بالاحترام لما قدمه من جهود جبارة عبر مسيرة ابداعه، فتحية لجريدتكم ولجهودكم في هذا المجال.
* قلت في بداية حديثك انك مثلت على المسرح فهل كتبت للمسرح؟
- عملي تركز على التلفزيون، فأنا اعد برامجي واخرجها.
* اخر امنياتك ؟
- ان اعيش في بلدي، وان اعمل من جديد.
 شكرا لك أخ محمد فرحان، متمنين لك دوام العطاء والصحة الدائمة.


تابعنا على
تصميم وتطوير