جريدة الزوراء العراقية

الشاعر السعودي محمد الجلواح لثقافية الزوراء : ولادة القصيدة شيء عجيب .. فقد تأتيك من حيث أنت لا تريدها


حوار/ الأديبة اللبنانية فاطمة منصور 
 لطالما كان الشعر، عموما، مرآة لواقع اجتماعي ووجداني. بل كان مرآة لطموحات الشعوب في توقها للحرية والتقدم... هذا اضافة الى ما يمثل من قيم جمالية تسهم في تهذيب الذوق الفني عموما. 
وان الثقافة وسيلة للقضاء على الجهل والظلم وزيادة الوعي الفردي انساني بامتياز وهذا ما لمسناه من السيرة الادبية الثقافية الانسانية من قامة لها بصمتها في الشعر والادب والعلاقات الممزوجة بالحس الانساني العميق الشاعر الاديب السعودي محمد الجلواح الذي فرض اسمه وقوة نتاجه عربيا   ودوليا.

الشاعر الاديب السعودي محمد الجلواح. 
ـ عضو مُـؤَسِّـس لمجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي  في عام  1428 هـ، 2007 م.
ـ عضو مجلس الإدارة، والمسؤول الإداري ومدير العلاقات العامة لنادي الاحساء الأدبي في الفترة من : 1428- 1441 هـ، 2007 -2019  م.
ـ كَـتَب القصيدة الشعبية ، والفصيحة ..   العمودية وقصيدة التفعيلة .
ـ وردت ترجمة عنه في  عدد من الموسوعات والمعاجم والقواميس  العربية منها :
1. كتاب الاحساء أدبها وأدباؤها المعاصرون  للأستاذ : عبد الله الشباط / الدار الوطنية الجديدة للنشر والتوزيع ط 1، سنة الطباعة غير مذكورة، الـخــُـبَـر/ السعودية .
2. معجم البابطين  للشعراء العرب المعاصرين، مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود  البابطين للإبداع الشعري  ط 1: 1995  م، و ط 2 : 2002 م .. الكويت.
2000 م  الدمام / السعودية .
3. معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين  ط 2 2004 / م ،عَــمـّـان، الأردن .
4. قاموس دليل الأدباء لدول مجلس التعاون الخليجي .. الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي ، ط1 ، الرياض 1424 هـ ، 2008 م .
5. معجم شعراء الأحساء المعاصرين / نادي الأحساء الأدبي، ط1، 1431هـ، 2010 م.
6. قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية، دارة الملك عبد العزيز،ش ط1 ، 1435هـ ، 2014م. 
ـ ساهمَ في إعداد وتحرير (معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين) الصادر في طبعاته الثلاث الأولى  الصادرة في الكويت  : ط 1  2005م، و ط2  2014م. وموسوعة (معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين ، ط1:  2008 م) الصادر في دولة الكويت.

إصداراته نذكر منها :
1. (ترانيم قروية) . ديوان باللهجة العامية عام 1410 هـ - 1990 م  من إصداراته. (نفد) .
2. (مسارات) مقالات متنوعة في الأدب والفن والحياة في عام 1414هـ، 1994 م، من إصداراته . (نفد).
3. (بـَوْح) ديوان بالفصحى : 1424 هـ  ــ 2003 م ، ط 1، من إصدارات نادي المنطقة الشرقية الأدبي (نفد) .
4. (فضاءات/ ج1) مقالات أدبية  متنوعة .. 1430هـ - 2009م، دار الكفاح ـ السعودية (نفد).
5. (نـَزْف) ديوان بالفصحى .. 1430هـ - 2009م، دار الكفاح ـ السعودية.
6. (الطاهرون) ديوان بالفصحى ، 1433هـ ، 2012 م (نفد).
7. (فضاءات /ج 2) مقالات أدبية متنوعة 1434هـ ، 2013 م،  دار الشرقية للطباعة والنشر (نفد).
8. (قوارير) ديوان  بالفصحى، من إصدارات نادي الطائف الأدبي  1434 هـ ، 2013 م (نفد).
9. (دُخـَان اليأس) ديوان الشاعر الجزائري مبارك جلواح، شرح وتعليق من إصدارات نادي نجران الأدبي،  1436هـ ، 2015 م.
10. (نخيل) .. ديوان بالفصحى، 1439 هـ ، 2018م ، دار السكرية بالقاهرة .
11. (زوارق) مقالات في الثقافة والأدب والسيرة والذكريات وصور من الحياة المعاصرة، منتدى النورس الثقافي بالقطيف .. 1439 هـ ، 2018م.

دخلنا بيدر الشاعر والاديب السعودي محمد الجلواح ، وخرجنا منه بهذا العطاء .
 * تتبنى موقفا معينا من الشعر عندما تكتبه، ام تجعل الشعر يكتبك؟ 
ـ الشعر يكتبني بالموقف الذي أنا اتبناه فتنعكس القصيدة بشكلها الداخلي والخارجي .. بما أحمله من موقف تجاه الموضوع . 
 * هل تمثل نمطاً جديداً بالكتابة الشعرية ام سايرت ب الاسلوب الذي تكتب به القصيدة3 الحديثة؟
ـ لا أكتب القصيدة الحديثة بشكلها الحديث، إنما أتناول المواضيع  والمصطلحات والأفكار الحديثة وأصيغها بشكل  القديم . 
* هل هناك قراءات معينة اثرت فيك وجعلتك تهتم بكتابة الشعر؟ 
ـ نعم كنت ـ وما زلت ـ  أقرا كتب التراث والكتب الدينية والاجتماعية  والتاريخية، وهذه مجتمعة كان لها الأثر  الواضح  والبالغ في كتابة الشعر إلى جانب الهواية الأساس.
* كيف جئت الى عالم الكتابة او ما الرياح التي دفعت شراع مركبك؟ 
ـ نشأت في أسرة متعلمة فكان والدي معلما للقران الكريم والتعاليم الإسلامية، وكذلك والدتي وأقاربي، كما تعلمت القرآن الكريم بشكل جيد في مرحلة الفتوة، وتأثرت بالجو الثقافي الذي يحيط بالبيت منذ الصغر، بالإضافة الى وجود هوية القراءة والكتابة لدي، والتثقيف الذاتي المتواصل، وتشجيع معلمي المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ، فكانت كل هذه العوامل وغيرها بمثابة الشراع الذي دفع مركبي الى القراءة والكتابة .. 
*  ماذا  يعني ان تكون أديبا ؟
ـ يعني أن تكون حيا ترزق ، تعيش وتتنفس صورة وصوتا وتفاعلا وكيانا حاضرا على وجه الأرض، تتعايش بما يحيط بك من حياة وموت وحب وفرح ومعاناة وحزن  وفقر ويسر وغناء وعويل وسفر وعشق وكراهية .. يعني ان تصرخ من ألم أو من بهجة فتكتب، يعني ان تأخذ صوتك، وصورتك  من الآخرين أو إلى الآخرين . 
* ايهما أكثر تأثيرا الشاعر على الشعر ام الشعر على الشاعر او عامل آخر يفصل بينهما مثل الخيال والتأمل والألوان ... الخ.
ـ أظن انه لا يمكن الفصل بينهما فالشاعر خلق شاعرا في سلوكه وكلامه وتصرفاته وكتاباته، وإن حضرت  تلك العوامل  التي ذكرتم .. الخيال والتأمل والألوان. 
فالشاعر بكل هذه العوامل وبما يحمل من خصائص في شخصيته يعكس كل ذلك على شعره، وسلوكه  فيلاحظ الناس حينما يتكلم ـ مثلا ـ  أنه يتحدث بلغة مغايرة عن سواه  مليئة بالرقة والشاعرية و التأمل والمفردات الخاصة به، وكذلك حين نقرأ بعض القصائد  التي لا نعرف اسم شاعرها. 
فنستنبط منها  نـَفـَـس شاعر ما، ونقول هذا من قول الشاعر الفلاني مثلا ؛ أي  انه لا انفصال بين الشاعر والشعر فكلاهما يؤثر بالآخر.
* كيف ترى تجربتك وهي في طور البدايات، وهل كان الخروج على الأنماط السّائدة مبكِّرًا عندك؟
- البدايات ـ كأي بدايات ـ تبقى قاصرة وسطحية وبسيطة، ولكني كنت أعي تماما ذلك.. فأحاول أن لا أكرر ما أكتب، وقد بدا ذلك في  طريقة كتابة قصيدة التفعيلة الشعبية والفصيحة منذ البدايات، وديواني الأول (ترانيم قروية) وهو ديوان باللهجة الشعبية الدارجة في قريتي (القارَة) بالأحساء.. أغلبه قصائد تفعيلية، وكذلك  ديوان (بـَوْح) اول ديوان بالفصحى، الذي يحتوي على عدد من قصائد التفعيلة، وقصائد عمودية بصورة عصرية .. ويمكنني أن  أزعم ان ذلك الخروج على الأنماط ـ كما أطـْلـَقـْتِ عليه ـ هو خروج  مبكر .
 * هل يبدو السؤال سؤالاً تقليدياً، حين أقول لك: متى تولد القصيدة، وكيف؟ وكيف ترى راهن المشهد الشّعريّ العربي في المرحلة الأخيرة؟
ـ ولادتها شيء عجيب، فقد تأتيك القصيدة من حيث انت لا تريدها، وقد تكون في حاجة ماسة جدا  لها، وتريدها الآن وتطلبها وتناديها فلا تستجيب لك وتستعصي عليك كثيرا، وقد تطلبها فتأتيك  طواعية مائية.
ولقد ذكرتُ هذا تماما في أكثر من قصيدة ، واتذكر هذه الأبيات في هذ الأمر من قصيدة عنوانها (عرين الشعر) نشرتها في ديوان ( نـَزْف) :  
ما  آلَمَ  الشِـّعــْـرَ إذ ْ يَجْفـو بـِسَـطـْوَتـِهِ            وأنـتَ   تَحْـسَـبُــهُ  أهْـلاً ، وخِـلاّنا
تُـريدُهُ،  وهو   لا يأتِي ..    كأنّ     بِهِ      
عـنَ الهُطُول  غِطاءٌ  .. عـمّ  وُديـانا!
وإن أتى .. راح  يَجلو  العَينَ مِن رَمَدٍ             فَـيـَسْـتحيل الضّـنى رَوْحاً ، ورَيْحانا
ألله ..  ما أجمل الدنيا   إذا    عُـزفــَتْ             قصيدة ٌ هَـزّت  الأكوان َ.. إتقانا  ..!
يا أيها الشِّـعرُ .. يا فـنّ  الزمان، و يا              قِيثارَهُ ، طابَ   فِيكَ   العُمْرُ  ريّانا
لا تبتعِدْ .. إننا   في    أوْجِ      لهفَتِنا         
إليكَ ، منذُ قرونٍ .. أنت     نَجْوانا
يا أيها  الشِّـعرُ  بَـدِّلْ  لونَ    أورِدَتـي         
إني  زرعتك في الأعماق   شِـريانا
فأنت     مَلْحَمة  ُ  الدُّنيا ،     وقِصّتُها             وصَوتُها ، وكِتابٌ    شَــعَّ     إيمانا
ـ أما راهن الشعر العربي .. فإنني متفائل حياله، والشعر  ـ ولله الحمد ـ مازال متوهجا .. وحاضرا ولا خوف عليه من كل المضادات والمنافسات الأخرى.


المشاهدات 1166
تاريخ الإضافة 2022/06/25 - 8:18 PM
آخر تحديث 2024/04/23 - 11:59 PM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com